الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المراجعات دائما ضرورية لخمسة حزيران

محمود فنون

2017 / 6 / 5
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


المراجعات دائما ضرورية لخمسة حزيران
محمود فنون
5 حزيران 2017م
النقد الذاتي بعد الهزيمة هو مفتاح الدخول إلى طريق الرد عليها ، ولذلك يتوجب ان يكون النقد جريئا لا يحتمل المواربة ، ولا يداري الصديق ولا غير الصديق .
لقد هزم النظام العربي في الحرب .
طرفي الحرب :
أولا : النظام المصري والسوري وقوى الشعب الفلسطيني في طرف
ويساندهم الجزائر والعراق و الإتحاد السوفييتي والدول الإشتراكية والصين وكوبا .
الدول الإشتراكية قدمت السلاح والتدريب والدعم السياسي والمعنوي
ويساندهم الأحزاب والفعاليات والقوى التقدمية والإنسانية في العالم .
ثانيا : إسرائيل وفرنسا
ويساندهم امريكا والدول الإستعمارية كلها والقوى الرجعية في العالم
ويساندهم الرجعيات العربية وعلى رأسها السعودية ودول الخليج والمغرب.
لقد قامت اسرائيل بالهجوم على سوريا ومصر والضفة الغربية وهي مدججة بالسلاح الغربي والخبرة والخبراء والطيارين والمعلومات الإستخبارية وبيدها السلاح الفرنسي من آخر طراز وضباط وخبراء فرنسيين بطريقة تمكننا من القول ان فرنسا كانت شريكا مباشرا في الميدان كما هي شريكا مساندا وداعما .
لقد كانت حالة من النهوض العربي في مواجهة الإستعمار الغربي بكل مظاهره وتجلياته .
مصر تتزعم استنهاض الأمة العربية وتدعو لوحدتها وتحررها من الإستعمار الغربي وتساند حركات التحرر وتدعو للقضاء على الإستعمار وعلى النظم الرجعية العربية وتتزعم الدعوة لتحرير فلسطين وهي ومجموعة الدول العربية الجمهورية ، مصر وسوريا والعراق وفيما بعد الجزائر والأحزاب القومية والتقدمية .
أي ان الصراع لا ينحصر في مواجهة إسرائيل وحدها وهو ليس داخليا عربيا فقط ، هو جزء وحالة أصيلة من الصراع الشامل في العالم وضمن اصطفافاته. فلم يكن من الممكن النظر لإسرائيل منفردة وبمعزل عن القوى التي أسستها وتدعمها وتحارب معها ، وهي نفس القوى التي تساند الرجعيات العربية في مواجهة المد العربي التحرري المتكون خلال النصف الثاني من سنوات الخمسينات والمتنامي حتى وقوع الحرب .
ولإن هذا المد تحرري ومعاد للغرب الإستعماري ومصالحه الإقتصادية بحالها في ذلك الوقت فهو كذلك مستهدف بحد ذاته من قبل الدول الإمبريالية الإستعمارية . وقد سبق وأن شنت حربها عام 1956 للقضاء على التجربة الناصرية الوليدة ما سمي في حينه بالعدوان الثلاثي المكون من بريطانيا وفرنسا واسرائيل .
إنها حالة صراع حقيقية. والصراع موضوعي وجزء من لوحة الصراع العالمي في ذلك الوقت. لذلك كان الطرف العربي جزء من الحلف التقدمي العالمي ويحظى بمساندته ماديا وسياسيا واقتصاديا ومعنويا. وكانت مصالح الغرب مهددة وتوريدات النفط مهددة وطال التأميم النفط في اكثر من بلد عربي سايقا ولاحقا ، وكانت الدعوة إلى الإشتراكية صريحة ومتواترة –بالرغم من اشكال تطبيقها وقد قضي على سلطة الرجعيات العربية في مصر وسوريا والعراق والجزائر فالمد التقدمي على قدم وساق .كانت الناصرية ببعدها التحرري والتقدمي هي اوسع تيار تعم دعايته الوطن العربي وكان احزب البعث وحركة القوميين العرب واسعي التأثير والإنتشار .
هذه هي اللوحة الصراعية والتي كان من ابرز تحدياتها ضرورة تحرير فلسطين المحتلة والتي اقامت عليها اسرائيل دولتها عام 1967م .
هنا قام الغرب بمهاجمة الدول العربية باسرائيل راس الحربة وكانت الهزيمة الماحقة التي حطمت نسبة كبيرة من الجيشين المصري والسوري وتم احتلال الضفة الغربية التي ضمتها الأردن وقطاع غزة الذي ادارته مصر وكل سيناء حتى قناة السويس وكل الجولان السورية وجزء من اراضي شرق الأردن وحالة هائلة من الإنتكاس الروحي والمعنوي .
لقد كانت حرب عام 1967 محطة خطيرة في مسار النهوض العربي التقدمي حيث جاء سحق المقاومة الفلسطينية في الأردن عام 1970م وموت عبد الناصر عام 1970م وتولي السادات الحكم ليبدأ حالة عميقة من الردة الرجعية ما كانت ممكنة لولا الهزيمة الكبرى عام 1967م.
لقد أخذت الردة تتعمق وتتوسع وما كان بمقدور النظم الجمهورية العربية الأخرى – سوريا والعراق والجزائر وليبيا ودولة جنوب اليمن ان تحفظ التجربة ما قبل الهزيمة فالناصرية في حالتي الإتفاق والإختلاف بين الجمهوريات كانت الناظم والقائد كما كانت الحافظ للسياق التقدمي ، فسادت حقبة السادات والحقبة السعودية فيما بعد حقبة النفط وبهذا كانت محطة الحرب هي بمثابة نقطة تحول في الحالة العربية نحو الرجعية والإرتداد عن النهج التقدمي ونتج عنها ارتداد عن فكرة تحرير فلسطين وكأن الحالة أخذت تتقبل الهزيمة التي أعلن عبد الناصر رفضها .
لقد رفض عبد الناصر الهزيمة وبدأ حرب الإستنزاف واستعاد قوة الجيش المصري وتسليحه واخذ يعد العدة للحرب القادمة وكذلك فعلت سوريا . ولذلك نسجل أن موت عبد الناصر أحدث فراغا مؤثرا كما ذكرنا اعلاه عند الحديث عن التحول .
لقد كانت الحالة العربية النفسية والمعنوية معبأة لضرورة الحرب لتحرير فلسطين بل ظلت الدعوة لتحريرها قائمة ومتأججة من البداية وحتى وقوع الحرب .
ولكن الحالة الحربية لم تكن مجهزة بما يكفي للإنتصار وبل وربما ان طرائق خوض الصراع التقليدية لم تكن بمستوى المعركة فطاقة العرب كانت في الميدان بطريقة متفوقة وكانت الحالة تقتضي ابتداع وسائل وطرائق اخرى تستنزف اسرائيل والدول الإمبريالية في ميدان الصراع في الوطن العربي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيقاد شعلة دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024 في أولمبيا الق


.. الدوري الإنكليزي: بـ-سوبر هاتريك-.. كول بالمر يقود تشيلسي لس




.. الصين: ما الحل لمواجهة شيخوخة المجتمع؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. إسرائيل تدرس -الأهداف المحتملة- للرد على الهجمات الإيرانية




.. سلاح الجو الأردني ينفذ تحليقًا استطلاعياً في أجواء المملكة م