الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حل مجلس التعاون الخليجي

هادي جلو مرعي

2017 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية



في 1990 أعلن عن تأسيس مجلس التعاون العربي، وقبل إجتياح صدام للكويت، وقبيل القمة العربية التي عقدت في بغداد وكانت من أكثر القمم العربية زهوا لكنها في الحقيقة كانت تعقد في مرحلة نهاية أمة العرب، بينما الناس المتحمسون كانوا ينتظرون المزيد من النجاحات بعد نهاية إستعراضية لحرب الخليج مع إيران التي أنهكت العراق. وكان صدام حسين ينتظر المكافأة الخليجية التي جاءت على شكل مطالبات بتسديد فواتير الحرب التي أراد لها صدام أن تكون سببا كافيا لقبوله زعيما للعرب، لكنه صدم بالتحول العربي الكبير الذي عزل العراق، فكانت الهجمة التي إجتاح بها الجيش العراقي الكويت، وحولها الى محافظة جديدة، وحينها أصبح العرب شرذمة لاحضور، ولاتأثير لها، وصارت العواصم العربية تتملق أوربا وأمريكا التي جاءت بطائراتها ودباباتها ومدافعها لتدمر مابقي من عراق حتى كانت النهاية الأخيرة في عام 2003 ولينتهي زمن الإستعراضات الكاذبة، ويتحول العراق العظيم الى مجرد بلد محتل محاصر معزول مكروه من دول عربية وغربية معظمها صار داعما للإرهاب ويموله في المدن العراقية التي إحترقت بالسيارات المفخخة والعبوات والأحزمة الناسفة.
لم يتبق من مجلس التعاون العربي الذي ضم مصر والعراق واليمن والأردن سوى الذكرى وبعض التلميحات، بالمقابل فإن مجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والبحرين والإمارات والكويت وعمان وقطر صمد لفترة طويلة لقربه من الولايات المتحدة الأمريكية، ولتوفر عوامل تقارب فأغلب الدول المنضوية فيه حديثة العهد وهي صحراوية ونفطية، وتشترك بحدود مماثلة وجغرافيا واحدة لكنها كانت تخفي خلافات عميقة وصراعات قبلية وأسرية خاصة بعد أن تبينت للجميع رغبة المملكة العربية السعودية في الهيمنة، وتصاعد الطموح الإماراتي، بينما كانت الكويت وعمان وقطر أكثر رغبة في التمرد، وإختطت مسقط منذ زمن طويل طريقا لها خاصا بها، ولم تكن أي دولة خليجية تملك الجرأة لتناور مع عمان، أو تناكفها، أو تطلب منها تغيير المسار لأن عمان دولة حقيقية منفتحة ومفتوحة على بحار العالم وجغرافيا ممتدة وهي تتصل بإيران وباكستان، ولديها تضاريس مختلفة وثروات ليست نفطية وحسب، ولها قرار مستقل عبر التاريخ، ويكفي إنها دولة حضارية قديمة سبقت ظهور دول الخليج بآلاف من السنين، ولها تاريخ من الصراع مع الإحتلالات الأجنبية، وتشهد بذلك قلاعها التي أذلت البرتغاليين في زمن مضى.
بعد خروج قطر عن الإجماع الخليجي، ونأي عمان بنفسها، ودخول الكويت كطرف محايد ووسيط بين قطر والدول الثلاث الأخرى بزعامة السعودية يتبين إن الخليج قد تطور كثيرا، وبدأت كل دولة تشعر بالإستقلال، ولارغبة لديها لتكون تابعا للمملكة العربية السعودية، وبهذا فإن مجلس التعاون الخليجي لم يعد المؤسسة الجامعة خاصة بعد إنهيار منظومة الجامعة العربية، وتقسيم البلدان العربية وضياعها، وقرار السعودية والإمارات والبحرين قطع علاقاتها مع قطر، وإنزياح بلدان عربية لهذا الموقف كمصر، مايعزز العلاقة بين عمان وقطر والكويت من جهة، وإيران من جهة أخرى، وربما تركيا الأكثر قربا لطهران والدوحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي