الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشر حقائق عن العمل والتفكير الاقتصادي في العراق

عماد عبد اللطيف سالم

2017 / 6 / 5
الادارة و الاقتصاد


عشر حقائق عن العمل والتفكير الاقتصادي في العراق


1-جميع العراقيّين .. اقتصاديّون ، حتّى وإنْ لم ينتموا الى الاقتصاد ، ولم يقرأوا في الاقتصاد كلمةً واحدة.
2- جميع السياسيّين العراقيّين .. اقتصاديّون ، ويستطيعونَ "الاجتهاد" في الاقتصاد و قوانينهِ وأحكامه ، سواء أكان ذلك بالصدفة ، أم بالضرورة.
3- الاقتصاد ليس "عِلْماً" تطبيقياً ، وليس حتّى "موضوعاً" يحتكمُ الى شيءٍ من العِلْم . أنّهُ بجميع أطره المفاهيميّة ، وميكانزماته ، وسياساته ، وأنظمته ومنظوماته ، و تجاربهِ وتطبيقاته ، مجرّد وجهات نظر . وعندما يصبحُ "عِلْم" الاقتصاد (كأيّ "عِلْمٍ" يبحث السلوك السياسي والمجتمعي في العراق) عبارة عن مجموعة غير مترابطة من وجهات النظر ، سيصبحُ كلّ من هبّ ودَبّ اقتصاديّاً . وسيصبح الاقتصاد مهنة من لا مهنة له (كـ "عِلْم" السياسة بالضبط) .
4- يستخدم السياسي "الهمّ" الاقتصادي للمجتمع لخدمة مصالح وتوجّهات ليست اقتصاديّة بالضرورة. الاقتصاد العراقي بالنسبة للسياسيّ العراقيّ وسيلة وليس غاية . الاقتصادي العراقي يفعلُ الشيء ذاته مع الأسف الشديد . الاقتصادي العراقي يجاول مُجاراة و "مُداراة" السياسي العراقي (و ليس العكس) .. فيضيّع بذلكَ "المَشْيَتَين".
5- أنْ تكونَ غُراباً أبيضاً في الاقتصاد ، فإنّ هذا لا يعني أنّ الغربان الاقتصاديّة ليستْ (عموماً) سوداء اللون .
6- السيّاسيّون العراقيّون يمكن أن يختلفوا مع بعضهم حدّ القتل . ولكنهم يتّفقوا ، ويقفوا صَفّاً واحداً و كـ "البنيان المرصوص" في مواجهة الاقتصاديّين . الاقتصاديون العراقيّون يختلفون لمجردّ الاختلاف ، حتّى وإنْ لم تكُنْ لهم مصالح مباشرة أو غير مباشرةٍ في هذا الاختلاف . من هنا يأتي عجزهم عن تقديم الحلول ، واكتساب الثقة. ولهذا فحينَ يطلبُ سياسيٌّ عراقيٌّ واحِد من ثلاثة اقتصاديّين عراقيّين رأياً واحداً بصدد قضيّة معينة ، فإنّهم سيعطونهُ ستّة آراء ، تجعلهُ يستلقي على قفاهِ المُبارك ، من شدّة الضحك.
7- هموم العراقي الاقتصاديّة تتمحور حول كيفيّة ، وليس نوعيّة "العَيْش" في الأجل القصير. وعندما يأتي الأجل الطويل ، وتحينُ ساعة الحساب على الأخطاء والخطايا والحماقات الاقتصاديّة السابقة ، يكونُ هذا الأجلُ الطويلُ قد أصبح أجَلاً قصيراً بدوره . و على وفق هذا الفهم ( الفردي – المجتمعي) لعمل الاقتصاد ودوره في حياة الناس ، يرقصُ "السياسيّ" على الجرح ، بينما يصرخ "الاقتصاديّ" من شدّة الألم ، و حِدّة الطَعنة.
8- الاقتصاد في العراق هو مجرد "وصفة" لتسكين الآلام المُصاحبة لمرضٍ عُضال ، يتمّ "صرفها" في صيدليةّ الحكومة. وعندما يموت المريض ينقَضّ العراقيّ على طبيب الطواريء الواقفِ قرب السرير ، وليس على الطبيب "الاختصاص" الذي دسّ لهُ أوّل حُقنةٍ خاطئةٍ في الوريد .
9- مُغنّية الحيّ تُطْرِبُ في السياسة ، فيصيحُ جميعُ "الضحايا" لـ "طقطوقتها" : الله يا سِت .. الله . أمّا مُغنِيّة الحيِّ ذاتها ، فيتمّ رجمها بالحجارة ، حتّى لو غنّتْ "مقاماً" أصيلاً في الاقتصاد .
10- لا يُغيّرُ الاقتصاديّ ما بقومٍ ، حتّى يُغيّروا سياسيّيهم هؤلاء ، كلّهم دون استثناء (من الجبلِ الى البحر ، ومن السهل الى البادية) . خلافَ ذلك سيبقى هؤلاء السياسيّين "السائِسين" يطبخون لنا الحصى في "قدور" الاقتصاد .. الى الأبد .. الى الأبد .
هذه "الحقائق" (وهناك حقائق غيرها طبعاً) ، هي التي جعلَتْ (الدكتور فلسفة في الاقتصاد) عبد الرحمن منيف ، روائيّاً فذّاً، وليس اقتصاديّاً مرموقاً .. فرفعَ "الدال - نُقْطة" من أمام اسمه ، وكتب لنا (من بين ما كتَب) رواية شرق المتوسط ، وقصّة حُبّ مجوسيّة ، واشترَكَ مع جبرا ابراهيم جبرا في كتابة روايتهما المُدهشة (عالم بلا خرائط) ، بحيث لا تعرِفُ أيّ سطرٍ فيها كتبهُ جبرا (الأديب والفنان والروائي) ، وأيُّ سَطْرٍ كتبهُ "الاقتصادي" مُنيف .
(ملاحظة : هذه "الحقائق" تعكسُ كلاًّ أو جزءاً ، وبهذه الدرجة أو تلك ، سلوك القاعدة العريضة من الاقتصاديّين والسياسيين العراقيّين . هناك استثناءات نادرة جداً بالطبع).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صندوق النقد الدولي: تحرير سعر الصرف عزز تدفق رؤوس الأموال لل


.. عقوبات أميركية على شخصيات بارزة وشركات إنتاج الطائرات المسيّ




.. متحدث مجلس الوزراء لـ خالد أبو بكر: الأزمة الاقتصادية لها عد


.. متصل زوجتي بتاكل كتير والشهية بتعلي بدرجة رهيبة وبقت تخينه و




.. كل يوم - فيه فرق بين الأزمة الاقتصادية والأزمة النقدية .. خا