الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسكندر الاكبر المنقذ وعلاقاته المثلية

وليد يوسف عطو

2017 / 6 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الاسكندر الاكبر المنقذ وعلاقاته المثلية

يستعرض الباحث في الانثروبولوجيا الدكتور فالح مهدي شخصية الاسكندر الاكبر ,كمنقذ ,ومهدي منتظر للشعب المصري ضد الاحتلال الفارسي لمصر في كتابه ( البحث عن منقذ :دراسة مقارنة بين ثماني ديانات ).

لقد استطاع الفرس بقيادة قمبيز كورش من غزو مصر سنة 525 ق.م , وحكموا مصر حكما مباشرا .وقد توج قمبيز نفسه ملكا على مصر ,واتخذ لقب (فرعون )حتى يكسب لنفسه شرعية في نظر المصريين .وكما يقول الدكتور فالح مهدي اتسم الحكم الفارسي بانتهاكه للديانة المصرية والحط من شان المصريين ,اضافة الى الفقر والبؤس اللذين اصابا الشعب المصري خلال هذه الفترة .

لعبت الديانة المصرية دورا ايجابيا في استنفار الشعب المصري وابقائه في حالة انتظار ايجابي لمجيء المنقذ.وقد تمثل المنقذ في شخصية الاسكندر الاكبر .وقد تحققت نبؤة الكهنة المصريين ودخل الاسكندر محررا ومخلصا مصر من الحكم الفارسي .قدم الدكتور فالح مهدي بحثا عميقا جدا حول هذا الموضوع .

وقد استطاع الاسكندر ان يكسب احترام الديانة المصرية ,فقام بالحج الى معبد آمون في سيوة , وقدم القرابين الى الالهة .
كتب الدكتور فالح مهدي عن الاسكندر مايلي:
(ويمكننا اعتبار استقباله من قبل كهنة آمون ذات اثر كبير لا على الشعب المصري فحسب , وانما على العالم القديم كافة .وهذا ماكان يرمي اليه الاسكندر .فقد كان يسعى جادا لاضفاء صفة المشروعية لسيطرته على العالم باعتباره مخلصا ومنقذا ).
وقد حطم الاسكندر اسطورة الدولة الفارسية وقام بزيارة لمعبد آمون في واحة سيوة ,حيث استقبل هناك استقبالا فخما من قبل كبير الكهنة الذي اخبره بانه ابن الاله آمون وان اباه الذي في السماء يفخر بابنه الارضي .

وقد دهش الاسكندر لملاقاته كاهنا مصريا في اقاصي الصحراء قادرا على التحدث مع الاسكندر باللغة الاغريقية .اذ اخبره الكاهن انه سافر الى معابد مقدونيا وساموتراقيا وغيرها .تميز الاسكندر بالطموح الذي يجري في دمائه الحارة .وقد وجه طموحه وجهة عسكرية نحو الفتوحات .
لقد كان متحدثا لبقا , لكنه من ناحية اخرى , كما يقول الدكتور فالح مهدي,كان يتورط في متاهة الاغلاط اذا تطرق الحديث الى شؤون السياسة والحرب.وكان في مقدوره قيادة الالاف من الرجال وهزيمة الملايين , لكنه لم يستطع السيطرة على طباعه ,ولم يتعلم ثقافة الاعتذار.

من صفاته الاخرى انه كان شديد الانفعال , حيث كثيرا مايفقد اتزانه فيقوم بتدمير مدنا باكملها وقتل النساء والاطفال الابرياء .وهو يذكرنا بهولاكو وجنكيز خان وهتلر وصدام حسين .كان يحرك الاسكندر هاجس الغرور والسيطرة على العالم .لقد بلغ اعجابه بنفسه درجة المرض النفسي ,اذ كان يعمدالى قتل كل من لايعتقد بالوهيته.وقد اصيب الاسكندر بجنون العظمة نتيجة اعتقاده الراسخ بانه ابن الاله .

المثلية الجنسية عند الاسكندر

لقد كان الاسكندر على علاقةجنسية مثلية لوطية مع صديقه هيفستيون (راجع مثلا :و.ل ديورنت ( قصة الحضارة )و (جون هنتر :الاسكندر الاكبر ). اذ كان يحبه حبا جما ,بلغ من شدته انه حين دخلت زوجة دارا خيمة الاسكندر وانحنت اولا لهيفستيون احتراما له لظنها انه هو الاسكندر .قال لها الملك الشاب في رقة :
( ان هيفستيون هو ايضا اسكندر). وكان يقصد انه وصديقه رجل واحد .يعلق الدكتور فالح مهدي على هذا الموضوع مايلي :
(الملاحظ انهما كثيرا ماكانا يشتركان في خيمة واحدة ويقاتلان في الحرب جنبا الى جنب . وقد احس الاسكندر بعد موت هيفستيون – ان نصفه قد انتزع منه ,فاحزنه ذلك وفت في عضده , وبقي ساعات ملقى على جثة صديقه يبكي وينتحب , واقتلع شعره من فرط الحزن , وابى ان يتناول شيئا من الطعام عدة ايام متوالية -. كما امر بان يعبد الناس هيفستيون باعتباره بطلا وفقا لنبؤة زيوس – آمون ).

هل كان كلكامش وانكيدو في علاقة مثلية؟

صورة الاسكندر وهو يرثي صديقه ذكرتني فورا بصورة كلكامش وهو يرثي صديقه انكيدو . بعد مقتله في غابات الارز في لبنان .لقد اشار الناقد والمترجم سعيد الغانمي في جلسة لاتحاد الادباء في بغداد حضرتها شخصيا ,الى وجود اشارات في الملحمة تشير الى العلاقة المثلية بين كلكامش وانكيدو . الا ان وجهة نظري ان هذه الاشارات يمكن ان تفسر بصورة مغايرة .

وقد اشار لي احد الاصدقاء الى وجود كتاب للباحث ناجح المعموري , رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق بعنوان :(المسكوت عنه في ملحمة كلكامش ),من اصدار دار المدى .وعند لقائي بالباحث ناجح المعموري في مقر الاتحاد قال لي شخصيا انه اكد في كتابه على العلاقة المثلية التي تربط كلكلمش بصديقه انكيدو .الا ان الباحث الاستاذ آشور ملحم , رئيس القسم السرياني في اتحاد الادباء قال لي ان القرائن على وجود علاقة مثلية بين كلكامش وانكيدو غير كافية.

فيما نفى الباحث الدكتور فالح مهدي نفيا قاطعا وجود علاقة مثلية بين كلكامش وانكيدو .لقد كان قصدي لفت انتباه القراء والباحثين في البحث عن المسكوت عنه في ملحمة كلكامش وقرائتها قراءات مختلفة في حفريات فكرية مختلفة وفق اسس البحث العلمي .
اتفق مع الروائي والصديق الدكتور حميد الربيعي الذي شرح لي وجهة نظره بالقول باختصار شديد بان انكيدو جاء من البراري ومر بطقس عبور عن طريق ممارسة الجنس مع البغي والتي قامت بانسنته وقامت بتحميمه كنوع من الولادة الجديدة ودهنته بالزيت وشقت ثوبها نصفين واعطته احد النصفين وقادته بيديها نحو مدينة اوروك حيث كلكامش . وقد هربت الحيوانات منه .في لقاء كلكامش بانكيدو وتحول علاقتهما الى صداقة عميقة استطاع كلا منهما ان يؤثر في الاخر .ولما كان قصد انكيدو انسنة كلكامش وتغيير سلوكه فمن غير المعقول ان يقيم انكيدو علاقة مثلية جنسية مع كلكامش .

ختاما اتفق بالكامل مع الاراء الاساتذة :
الباحث الدكتور فالح مهدي
الباحث الاستاذ آشور ملحم
الروائي الدكتور حميدالربيعي

بعدم وجود علاقة مثلية بين كلكامش وانكيدو !
عجبي على مثقفين واصدقاء وكتاب يرفضون ان اتناول هذه الموضوعات ربما بسبب ثقافتهم الاسلامية التي تنظر الى المسالة من منظور العيب , او محاولة فرض الوصاية على تفكيري بتحديد اولويات على طريقة الفكر الشمولي وثقافة التاطير .
ختاما :نلتقيكم على مسارات فكرية وثقافية جديدة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسكندر الغامض
على سالم ( 2017 / 6 / 6 - 02:40 )
استاذ وليد تحيه لك , ليس سرا ان الاسكندر الاكبر كان شاذا لوطيا , الغريب اننى تناقشت يوما مع بعض اليونانيين حول هذا الموضوع وكان ردهم جميعا الانكار الشديد واتهمونى بتلويث سمعه الاسكندر والاضرار به واظهروا الغضب , الاسكندر الاكبر له شهره عالميه مدويه بسبب فتوحاته وعبقريته العسكريه الا ان القليل فى العالم يعرف بمثليته الجنسيه , هذا يجرنا ايضا الى اشخاص مشاهير فى التاريخ مثل العبقرى ليوناردو دافينشى فقد كان ايضا لوطيا مع انه كان رسام موهوب


2 - العزيز وليد يوسف عطو - 1
نضال الربضي ( 2017 / 6 / 6 - 14:17 )
مساء ً طيبا ً أخي وليد،

الاتجاه الجنسي لجلجامش واضح من خلال عادته بطلب حق الليلة الأولى، أي ممارسة الجنس مع الفتاة قبل زوجها، و شرهه في هذا المجال، ثم من خلال عرض الإلهة عشتار نفسها عليه و رفضه (لاحظ السبب) لأنها تقتل عشاقها و تضرهم و هو لا يريد أن يكون ضحية.

أما الاتجاة الجنسي لأنكيدو فيتضح من خلال خبرته مع الجميلة شامهات و علاقتهما التي اتخذت طابع النشوة الديونوسية، و التي من خلالها ارتقى إلى مستوى أعلى من الوعي و دخل في جماعة البشر خارجا ً من جماعة الحيوان (لاحظ كيف رفضته حيواناته بعدها).

علاقة جلجامش بأنكيدو تشبه علاقة داوود بيوناتان و هي علاقة صداقة عميقة جدا تتخذ البعد الإنساني في أكثر صوره التحاماً، إنها علاقة ترابط نفسين، و لا شأن لها بالجنس على الإطلاق، و لذلك يصف داوود هذه العلاقة بقوله: أن حب يوناتان أحلى من حب النساء، علينا هنا أن نكون دقيقين في فهم العبارات و ما ترتبط بها من مشاعر.

يتبع


3 - العزيز وليد يوسف عطو - 2
نضال الربضي ( 2017 / 6 / 6 - 14:24 )
تابع

نلاحظ أثر فكر حضارة ما بين النهارين على الفكر الديني اليهودي من خلال استعمال التوراة لكلمة: عرف، في وصف العلاقة بين الرجل و المرأة، فنجد في سفر التكوين: و عرف آدم امرآته، لاحظ أن الاتصال الجنسي بين آدم و حواء هو فعل معرفة، اكتشاف، كشف، خبرة تنويرية على المستوى الشخصي العميق، ارتقاء في الوعي و تطوُّر في فهم الآخر.

ينتقل هذا الفكر من حضارة ما بين النهارين إلى اليهودية ثم إلى المسيحية من بعده، لنجد أن العلاقة بين الرجل و المرأة تصبح اتحادا ً يشبه اتحاد المسيح بالكنيسة، إنه لقاء حياة للارتقاء إلى المستوى الإلهي (هنا نوع من مفارقة الوعي للأرض و التحاقه بالسماء و هذه من خصائص المسيحية التي ترغب دوماً بالارتقاء إلى أعلى).

على المستوى الاجتماعي نجد أن أصداء هذا الفكر القديم بالترقي في الوعي ما زالت موجودة بيننا و نلاحظها عندما تتغير معاملة الناس للرجل الذي تزوج حديثاً حيث يكتسب تلقائيا ً احتراما ً أكثر و حظوة في المعاملة، و هو ما لا يمكن تفسيره سوى بأن المجتمع قد ارتقى به إلى مستوى من الاعتراف و التقدير أعلى من مستواه السابق.

تابع


4 - العزيز وليد يوسف عطو - 3
نضال الربضي ( 2017 / 6 / 6 - 14:28 )
تابع

لاحظ من تعليقي السابقين أخي وليد أننا كبشر ندرك أهمية الجنس و انسجامه مع فطرتنا و قدرته على تغيرنا و الارتقاء بنا، لكن المشكلة الكبيرة تبقى أن الأيديولوجيا الدينية قد كبحت هذه الفطرة ووضعت القيود الكبيرة على الفعل الجنسي بعد أن شيطنته، فصار الوعي ُ إلى فساد،،،

،،، و لم يبق َ منه سوى ذلك الاعتراف المجتمعي غامض النشأة أو اللابس لرداء حججٍ شتى لا شأن لها بمنشأه الأصيل،،،

،،، أو ربما سوى لقاء ِ عاشقين في خلسة ٍ، يكذِّبُ عشقهما كل َّ ما نعرف، و إنهما لصادقان!

دمت بودٍّ!


5 - الاستاذ علي سالم المحترم
وليد يوسف عطو ( 2017 / 6 / 6 - 15:52 )
اهلا بك صديقي ..

اتفق معك في التحليل ..

اهمية الاسكندر الاكبر تكمن في مزجه للثقافة الشرقية بالثقافة والعقائد الاغريقية اليونانية وهي ..

انتجت لنا الثقافة الهلنستية ..
وكانت المسيحية نتاج للهلنستية ..
..نلتقيكم في مقالات قادمة..

..


6 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2017 / 6 / 6 - 16:10 )
اهلا بحضورك العميق والمؤثر في مقالاتي ..

نعم كلكامش كان له حق الليلة الاولى وهي عادة لازالت موجودة لدى بعض القبائل..

كان على انكيدو انسنة كلكامش من قسوته المفرطة واعتقد ان مقتل انكيدو اشعر كلكامش بعلاقته الانسانية العميقة مع انكيدو ..

اما انكيدو فمر في طقس عبور وتعديةللانتقال من الحالة الحيوانية الى الحالة الانسانية عن طريق ممارسة الجنس مع البغي ..

حيث اغتسل وقامت ابغي بدهنه بالزيت كاشارة للولادة الجديدة

واعطته نصف ثوبها وقادته الى اوروك والحيوانات تهرب منه ..

نعم علاقة كلكامش بانكيدو علاقة انسانية حميمة غير جنسية تشبه علاقة جلال الدين الرومي بمعلمه ..

وهي علاقة لاتمت الى المثلية الجنسية بصلة ..

ختاما نلتقيكم على مدارك فكرية جديدة ..

تصبح على خير اخي نضال !

اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على