الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقبة حزيران

سعيد مضيه

2017 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


حقبة حزيران
اجيال كافحت من اجل حلم التحرر لتستيقظ على كوابيس التفكك الاجتماعي ، وكانت تلك هي الهزيمة الفعلية.
مع العبور المجيد لقناة السويس وتحطيم خط بارليف بات ممكنا القول بتجاوز هزيمة حزيران 1967؛ غير ان تداعيات طرات على العالم تزامنت مع عدوان حزيران أفضت إلى تغيرات على الحياة الدولية حولت التفاؤل بهزيمة حزيران إلى مازق للتقدم العربي. بدل الاحتلال العسكري دخلت مصر وكل البلدان العربية في بيت طاعة الامبريالية من خلال إصلاحات اقتصادية مزعومة فرضت في مستهل سبعينات القرن الماضي، أي بالتزامن مع عدوان حزيران. أسفرت إجراءات التصحيح الاقتصادية عن توسيع الفجوة بين الفقراء والأغنياء داخل كل بلد وعلى الصعيد الدولي. سهلت الإجراءات الاقتصادية الجديدة المتجسدة في الخصخصة وإشاعة اقتصاد السوق تغلغل الاحتكارات في اقتصادات البلدان كافة ، الأمر الذي أحدث تبدلات اجتماعية عميقة جوهرها دولة منخفضة الكلفة تخلت للقطاع الخاص عن خدمات الصحة والتعليم، وتخلت عن وظيفة الدولة بموجب العقد الاجتماعيباستثناء وظيفة إرهاب الدولة . حرية تنقل الرأسمال الاحتكاري حولت النمط الجديد إلى "ليبرالية جديدة"، أي ليبرالية نشاط الرأسمال مقرونة بالتضييق على الحريات العامة، خلافا لليبرالية عصر المنافسة الحرة، حيث اطلقت الحريات العامة. استعانت الدولة بالعصا الغليظة لإسكات المعارضة او الاحتجاج. في خضم عمليات "التصحيح الاقتصادي " برزت إلى الواجهة المسيحية الصهيونية نواة لحركة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة هيمنت على النشاط السياسي والثقافي واستمالت الجنرالات العسكريينوطفت على سطح الحياة السياسية والاجتماعية. دمج المحافظون الجدد مشروع إسرائيل الاستيطاني ضمن استراتيجية الهيمنة الكونية وفي المركز منها الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط. بات الاحتلال الاسرائيلي ومشروعه الاستيطاني يحظى برعاية الاحتكارات عابرة القارات .
وفي مصر تم الانحراف عن النهج الوطني التنموي وانفتحت على الرأسمالية في نمطها الليبرالي الجديد، فكانت القاطرة التي سحبت خلفها جميع أقطار المنطقة. ولضرب مقاومة اليساريين والناصريين في مصر لنهج الانحراف الاقتصادي – السياسي بعث السادات التيار السلفي الوهابي في مصر. يستمد التيار السلفي في المجتمعات الإسلامية معينه من الارتباط العضوي مع العصر الوسيط واستمرار فعل علاقاته الاجتماعية وانماط حكمه الأبوية، وكذلك ثقافته السياسية. وسعّر من سطوة السلفية الجهادية تسلطية الحكم العربي الجائر وازدراء الشعب وحاجاته ، وممارسة الهدر السياسي والاجتماعي بحقه . استثمر التحالف الامبريالي – الصهيوني مشاعر السخط في تأجيج فتن طائفية وعرقية وعشائرية . بالنتيجة سادت أصناف القلاقل والاضطرابات المجتمعات المحيطة بفلسطين ولا يراد لهذه الموجة ان تخمد او تنحسر. فالقابعون خلف الستار ما زالوا يملكون المبادرة.
تمدد التيار السلفي في المجتمعات العربية كافة وأفرز من وسطه السلفية الجهادية ولاهوت التكفير. أيضا على الصعيد الاقليمي اقترنت الحرية الواسعة لنشاط التيار السلفي بالتضييق على القوى الوطنية والديمقراطية. رغم أن الدين القويم وعاء الأخلاق والمعاملة السوية فإن زيوف التدين السلفي جمعت التدين مع اختلالات حادة في القيم الاجتماعية والعلاقات بين البشر ، حيث اشاع التيار السلفي والممارسات السلطوية ثقافة الكراهية والقسوة ، وتدهور التعليم وهبطت مستويات التحصيل الأكاديمي وتفكك نظام التكافل الاجتماعي ، حيث بات الفرد مسئولا عن ضائقته المعيشية وعليه تدبر أموره بنفسه. وجد التيار السلفي في حرب افغانستان الميدان كي يستكمل عدته القتالية؛ ومن نشأ على السيف يطارد رزقه بحد السيف. انتهت مهمة "المجاهدين من أجل الحرية" بإخراج السوفييت من افغانستان ليتحول " المجاهدون" فجأة ،بموجب ثقافة "الصراع الحضاري"، إلى اعداء إرهابيين. مع إشاعة ثقافة الصراع الحضاري انخرط تيار" السلفية الجهادية" في عمليات الإرهاب في الشيشان واندونيسيا وإفريقيا. كان لذلك مفعوله في تكريس مفهوم الصراع الحضاري لدى الرأي العالم العالمي. من الصعب إخفاء الاصابع السرية خلف العمليات الإرهابية لجماعات التكفيريين الجهاديين. رغم انتهاء الحرب الباردة واصلت الولايات المتحدة التسلح بوتيرة عالية، بحيث تفوقت على عشر دول تليها من حيث القدرات العسكرية. تكنى العدوان الأميركي المألوف منذ قرون بكنية " مكافحة الإرهاب"، ووفرت تفجيرات الحادي عشر من أيلول 2001، الذريعة والمبرر لعسكرة الحياة الدولية.
نخلص مما تقدم تزامن عدوان حزيران وتفاعل مخرجاته مع زلزال الليبرالية الجديدة وصعود تيار السلفية الجهادية وهيمنة النظام الدولي الجديد. أسفر نهج الليبرالية الجديدة في الأقطار العربية عن تدشين التحالف السري بين إسرائيل والامبريالية وانظمة الليبرالية الجديدة العربية. وبعثت السلطوية العربية السخط العارم لدى الجماهير، حصدته حركات التكفير تجييشا لعشرات الآلاف من الأنصار وقلدت قسوة الانظمة وبطشها وازدراء الحياة الإنسانية لممارسة عنف بهيمي ضد ضحاياها.
في ظل هذه التفاعلات المثيرة في حينها، التي استحوذت على انتباه العالم مضت إسرائيل تنهب أراضي الفلسطينيين بالضفة وتوسع المستوطنات اليهودية على الأراضي المحتلة، يراودها يقين بانها ستنهي النزاع على فلسطين باستحواذها الكامل على الأرض وتهجير شعب فلسطين من وطنه.
لم يبعد تيار السلفية نفسه عن التحالف السياسي والاقتصادي القائم بالمنطقة ؛ وبذلك أحكم الحصار حول المقاومة الفلسطينية. احجم الإخوان عن المشاركة في مقاومة الاحتلال ، حيث نهضت القوى القومية واليسارية للمقاومة ، وتصاعدت المقاومة المسلحة للاحتلال في قطاع غزة، ثم شملت الضفة الغربية كذلك. "في اجتماع عقد بغزة بعد هزيمة حزيران قرر الإخوان عدم القيام بأي عمل عسكري، معللين قرارهم بحالة الضعف التي يعيشها الإخوان وبكون أي عمل سيؤدي الى الفشل. واعيد إنتاج التعليلات بشكل مستمر"، كما أورد الباحث خالد علي الزواوي في كتابه "مرجعية الخطاب السياسي الإسلامي في فلسطين"، (ص73) . ولما شرعت الحركات السلفية تدخّلاتها في أفغانستان حولت دول الخليج شطرا من الدعم المقدم لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى " المجاهدين " في افغانستان، علما بان اموال الدعم تجمع شهريا لصالح المقاومة الفلسطينية من الموظفين الفلسطينيين في دول الخليج. وفي الأراضي المحتلة أخذت تتردد مقولات تكفر الدفاع عن الأرض ضد الاستيطان، حيث الدفاع المقبول شرعا هو الدفاع عن الإسلام في أفغانستان. وانزل المصلون خطباء من على المنابر كفروا المنخرطين في مقاومة المحتلين وفي الدفاع عن الأرض. "شباب الإخوان ينفعلون مع أحداث سوريا ( حيث الحركات المسلحة للإخوان المسلمين ضد نظام الأسد الأب) وكذا مع المجاهدين الأفغان، ولا ينفعلون بالمقدار ذاته مع فلسطين، بسبب التصور التقليدي الذي ساد في السابق، أراد هؤلاء الشباب أن يكونوا صانعين للحدث على أرض فلسطين ، لا منفعلين فيه. لم يعد يكفيهم تلك التعليلات الفكرية التي بنيت على تسكين نفوسهم وترضيتها ، ومرددة لقصص جهاد الإخوان في حرب فلسطين وفي معسكرات الشيوخ"(ص77).
تناول الباحث الزواوي "رؤية حماس للآخر الإسلامي كما وردت في الميثاق تنطلق من موقع ‘الأخ الأكبر’ فهي ترى في هذا الآخر منشقا عنها ...واما الحركات الوطنية فما دامت لا تعطي ولاءها للشرق الشيوعي او الغرب الصليبي فهي تبادلها الاحترام وتقدر ظروفها .."(ص99) . لكنها تخلت عن المبدأ حيال مشكلة أفغانستان فى سبعينات القرن الماضي. فحسب بريجينسكى مستشار الأمن القومى، وكان له دور فى التخطيط، في مقابلة نادرة عن دوره قال ردا على سؤال صحفي «وفقا للرواية الرسمية للتاريخ، بدأت وكالة المخابرات المركزية مساعدة المجاهدين فى عام 1980، أى بعد أن غزا الجيش السوفيتى أفغانستان فى ٢٤ ديسمبر ١٩٧٩. ولكن الواقع، والأمر سر حتى الآن، هو خلاف ذلك تماما: فى الواقع، أنه فى يوم ٣ يوليو من العام نفسه، وقع الرئيس كارتر أول توجيه للمساعدة السرية لخصوم النظام الموالى للسوفيت فى كابول. وفى ذلك اليوم نفسه، كتبتُ مذكرة للرئيس أوضحتُ له رأيى أن هذه المساعدة ستحفز السوفيت على التدخل العسكري".
وفى تقرير أعدته المخابرات المركزية الأمريكية فى ديسمبر ١٩٨٦، رفعت عنه السرية العام الماضي، بعنوان «الأصولية الإسلامية فى الشرق الأوسط وجنوب آسيا: النظر إلى المستقبل» يظهر المنهج الخاطئ لوكالة المخابرات المركزية فى التعامل مع المتطرفين سعيا وراء جدول أعمالها ضد الاتحاد السوفيتى السابق وأفغانستان ودول أخري. يشير التقرير إلى أن الإخوان المسلمين «معتدلون» و«عمليون» وهو التوصيف «المكافأة» على دور إخوان مصر فى عملية تجنيد وإرسال عناصر «المجاهدين» إلى أفغانستان.تضمن‪ أفغانستان- قبل سنوات من التقرير توصيفا مراوغا هو «الأصولية الإسلامية المعتدلة» من أجل تسويق وكالة الاستخبارات لحزمة مساعداتها للمجاهدين الأفغان سواء لإدارة رونالد ريجان أو الكونجرس أو الجمهور..وفي العدوان على سوريا اطلقت كنية " المعارضة المعتدلة" على عملاء أميركا المنخرطين في الحرب ضد الشعب السوري؛ ثم اطلقت كنية دول الاعتدال العربي على الدول المتساوقة مع إغراءات التحالف مع إسرائيل والامبريالية الأميركية. اعتبرت وكالة الاستخبارات المركزية أن المصطلحين «المعتدلين» و «الأصوليين» فى السياق الإسلامى هو من قبيل "السفسطة" أو " الكلام المتناقض".
رغم تاجيج الدعاية ضد الإسلام والمسلمين فقد حظيت السلفية الإسلامية بحظوة لدى الإدارات الأميركية . عمليا جرى تقاسم الأدوار: الليبراليون الجدد كافة – عرب ومن المجتمعات الإسلامية وكذلك في بلدان الغرب- يعتبرون الإسلام مصدر تخلف المجتمعات الإسلامية والمحرض على العداء للغرب. في هذا الصدد تبذل برنارد لويس ، المؤرخ والمستشرق، واحد اقطاب المحافظين الجدد في تشويه الإسلام معتبرا، منذ عهد جمال عبد الناصر ان العداء للغرب نابع من حقد المسلمين لفشلهم في المنافسة الحضارية مع المسيحية. بالمقابل، وفي المحافل الرسمية حرص معلن على احتضان الإخوان المسلمين ، خاصة في إدراة باراك أوباما الأولى، وبجهود وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
في الداخل الأميركي ارتقت مكانة الصهيونية ودولة إسرائيل بعد حزيران رسميا وشعبيا: "تطورت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بعد العام 1967؛ اعتبرت النخبة الأميركية نصر إسرائيل في حزيران إسهاما عظيما في قوة الولايات المتحدة؛ نظروا لحركة عدم الانحياز بازدراء ولم يفرقوها عن الشيوعية. كانت العربية السعودية والسلفية الإسلامية موضع ترحيب حار، ولا تزالان كذلك. انتصار حزيران مس عصبا حساسا لدى المثقفين الأميركيين، ولقي الترحيب على اوسع نطاق. جاء من يبين كيف يجب التعامل مع محدثي النعمة من العالم الثالث الجديد، ويقصدون ناصر والعرب". اعتبر نصر حزيران هبة من الرب. هذا ما لاحظه المفكر الأميركي البارز ، نوعام تشومسكي. واردف يقول: "في الولايات المتحدة لم يكن نفوذ الصهيونية كبيرا؛ مجلة كومنتري مثلا لم تكن صهيونية وربما معارضة . نيويورك تايمز ملكية يهود لكنها لم تكن صهيونية. ولدى تصفح مجلة ديسنت يندر ان تجد فيها ذكرا عن إسرائيل قبل عام 1967.كان محرر المجلة إيرفينغ هووي يَنْظر للصهيونية بازدراء، شأن حركة المتدينين القوميين. نورمان فينكلستين أشار إلى أن بودوريتس ، المحرر في كومنتري نادرا ما ذكر إسرائيل في كتاب عن سيرة حياته؛ لكنه تحول إلى متعاطف مع الصهيونية ثم متعصب لها بعد1967"
في هذا المناخ السياسي والاجتماعي الملائم أقرت الكنيست في إسرائيل قانونا أدمج بالقانون الأساسي ، الذي هو بديل للدستور ، ورد في نصه أن "دولة إسرائيل هي البيت القوميّ للشعب اليهوديّ"، وأن "حق تقرير المصير فيها سيكون حصريًا لليهود"، وأن "اللغة العبريّة هي اللغة الرسميّة الوحيدة في الدولة". وينص مشروع القانون في جوهره على أنه "سيتم التعاطي مع القوانين السابقة واللاحقة استنادًا إلى قانون الأساس هذا. منح شرعية دستورية لنظام الأبارتهايد الممارس ضد العرب داخل إسرائيل. فهو يحظر على أي حزب تحدي الطابع اليهودي للدولة، والقبول بتصنيف العرب في مرتبة متدنية من حيث حقوق المواطنة ، يحد من نشاط الأحزاب والمؤسسات والهيئات البلدية العربية.
كتب ريتشارد فالك مقالة في 8أيار 2017 كشف فيها تلاوين الضغوط التي مورست ضد نشر كتابه الأخير"أفق فلسطين نحو سلام عادل". فقد الغيت محاضرة مقررة له للتحدث عن كتابه بجامعة شرقي لندن وجامعة ميديل سيكس بحجج " الصحة والأمن". ويقول، " انصار إسرائيل ذوو النفوذ نقلوا النقاش بصدد النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني إلى نمط من الحرب الثقافية العدوانية . وهذا النمط من الحروب يشن بتشجيع من حكومة إسرائيل ويحظى بدعم إيديولوجي من جماعات الضغط المتطرفة مثل إيباك ويو إن ووتش وجي او مونيتور وهيئات اخرى مماثلة. يجري خوض هذه الحرب الثقافية على مستوى الشارع مشحونة بالعنف.يحذر البروفيسور فالك، " يجب عدم التقليل من خطورة العواقب السلبية على حرية الفكر والحرية الأكاديمية " .
نهج إسرائيل ينعكس في العالم العربي فتنا طائفية مصحوبة بالقتل والدمار، وعلى الصعيد الدولي ليبرالية جديدة تضيق الخناق على الحريات وتشن حروبا ثقافية تحجر على الحرية الفكرية والأكاديمية، ويجري إرساء سابقة سلبية في عدد من دول الغرب، حيث تتعاون الحكومات مع المتطرفين لقمع النقاش البناء حول قضايا حساسة تؤثر في حيوات المضطهدين واوضاعهم المعيشية.
محاباة إسرائيل من قبل الأمم المتحدة ، تتجلى في الامتناع عن اتخاذ إجراء لممارسة الضغوط الكافية على إسرائيل كي تحملها على تفكيك نظام البارتهايد القائم على إخضاع الشعب الفلسطيني وترحيله ونزع ملكيته عبر ما يزيد على سبعين عاما دون ان يطهر نهاية له في الأفق. وحسب رؤية ديفيد لوبينا ، الفيلسوف بجامعة برشلونة الإسبانية، كما حدث مع نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا فإن النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني سوف يجد التسوية حال فقدان إسرائيل مسانديها الدوليين ، خاصة الدعم المقدم من الولايات المتحدة الأميركية . وبذلك فيجب عدم الاستهانة باهمية حركة اممية تستهدف الرأي العام بالولايات المتحدة؛ ربما تكون الطريقة الوحيدة لممارسة الضغط على إسرائيل.



















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هو بنك الأهداف الإيرانية التي قد تستهدفها إسرائيل في ردها


.. السيول تجتاح مطار دبي الدولي




.. قائد القوات البرية الإيرانية: نحن في ذروة الاستعداد وقد فرضن


.. قبل قضية حبيبة الشماع.. تفاصيل تعرض إعلامية مصرية للاختطاف ع




.. -العربية- ترصد شهادات عائلات تحاول التأقلم في ظل النزوح القس