الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش في طهر ان

راغب الركابي

2017 / 6 / 7
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



أقول في البداية : إن داعش تتهاوى و تنكسر في كل المواقع والمواقف ، وهاهو شعب العراق البطل يلقنها الدروس تلو الدروس حتى كسر انفها وشوكتها ومرغها بالذل والهزيمة والهوان ، وهي تنكسر هناك في سوريا حيث الجيش والشعب وهم يحاربون صفاً واحداً كأنهم بنيان مرصوص ، هي تنهزم و تندحر وهي تعلم جيداً ، إنه لولا إيران ودعمها الدائم للعراق ولسوريا لتغيرت خارطة العرب والمسلمين ، ولأصبح للإرهاب دولة وجيشاً وحكومة ، والعالم في ذلك لا مانع لديه طالما تتحقق مصالحه ويجني ما يريد مع الأسف وتلك حقيقة .
إن الفعل الجبان والغادر الذي قامت به داعش ومن حولها اليوم في طهران إنما هو بيان هزيمة وإنكسار واضح ، ونحن ندينه ونشجبه بشتى الوسائل والطرق وبكل قوة ، ونشد على أيد إيران وهي تجابه الإرهاب ونترحم على شهدائها ونتمنى لهم السعادة والرضوان ، إيران ليس اليوم تخوض حرباً مقدسة ضد هذا التخلف وهذا الغلو وهذا الشر و الطاعون النتن ، وإني مؤمن كما الكثيرون مؤمنين بقدرة إيران على تجاوز الصدمة بروح خلاقة سنرى نتائجها عما قريب ، وذلك لأن الشعوب الحرة ستنتصر دوماً وتلك هي حكاية التاريخ ، وداعش ليست بدعاً جديداً أستحدثه الغرب كما يزعم الزاعمون ، إنما هي هؤلاء المسلمون التكفيريون الأشرار الذين يرتعون حين يجدوا إن الحياة بخير ، ويستغلوا متنفس الحرية الذي تعطيه بعض الدول لرعايها ولغيرهم ، وليس ببعيد مثالنا هذا فهاكم أذكركم بجرائمهم في أمريكا وفي لندن وفي باريس وفي مدريد وفي برلين وفي موسكو ، هم أذن قتله مأجورين يعثيون في البلاد التي تعطيهم حق الحياة الخراب والفساد ( وهذا جزاء من يُحسن إليهم وإلى المسلمين ) .
أقول : ولدت داعش لكي تكرس الفرقة والفتنة وتزرع الشر بين الناس ، جاءت لتقتل الشيعة والمسيحيين والإيزديين وباقي أديان الخليقة ، جاءت مدعومة بفكر تراثي فاسد يروج لتاريخ من الخلفاء فاسدين ، وهي لم تأت من فراغ ، لكنها كانت نتيجة طبيعية لذلك الفساد والجريمة في تاريخ المسلمين وأخبارهم ، وهي لا تختلف في سلوكها ونهجها عن مرويات الصحابة وعن حروب الخلفاء وعن إضطهاد المخالفين ، ألم يكن ما فعله الحجاج داعشياً ؟ وألم يكن ما فعله يزيد بن معاوية داعشياً ؟ و ألم تكن فتنة مقتل عثمان داعشية ؟ وألم تكن الحرب الثلاثية ضد علي بن أبي طالب داعشية ؟ .
داعش هي هذا التاريخ وهذه الجريمة وهذا الزيف الذي يتغنى به الخطباء على المنابر في الجمعة وفي الجماعة ، ومن يناكف في ذلك من غير دليل عليه أن يعرف : [ إن داعش ليست صناعة غربية كما يحلو لمن يريد التفلسف ] ، بل هي هذا الكم الهائل من الزيف من الأخبار والكراهية الدينية لدى المسلمين ، ولكي يتخلص العالم من شرها على العالم ان يكون صريحاً وجريئاً ، وعلينا نحن معشر الشرق أن نخرج من عباءة القول الزائف [ الإرهاب لا دين له ] ، لا الإرهاب له دين أسمه دين المسلمين أتباع الكتب الصفراء التي تبيح الجريمة وتكفر الناس وتصنف الناس ، الإرهاب هم المسلمين المنافقين الذين يعتاشون على فتات ربا البنوك الغربية ثم يحرمون ويكفرون ويقتلون ، وعلى الغرب أن يخرج من نفاقه ويطرد هؤلاء من بلاده ، وكفى فعلاً كفى كما قالت رئيسة وزراء بريطانيا كلاماً عن الحقوق والحريات ، فالحقوق والحريات لمن يستحقها ، وليست لمن يستغلها في القتل والذبح والتفجير ، وليعلم هؤلاء المرضى إن العالم ليس مستشفى ولا طبابة ، لذلك على العالم الحر لفظهم خارجاً وإنزال القصاص العادل بهم .
في شهر رمضان المفروض أن يكون شهر الرحمة والمحبة والسلام ( هذا المفروض ) ، ولكن ما يحلو للمسلمين فيه هو قتل بعضهم البعض هكذا هي السيرة الصالحة الشريفة العفيفة التي يتغنون فيها ، وفي هذه المناسبة أقول : لرئيس الوزراء العراقي أحسموا معركة الموصل يرحمكم الله ، وطهروا البلاد من شرورهم ، ولا تستنزفوا الوقت في المبررات التي لا معنى لها ، وشعب الموصل يريد أن يرتاح يريد الحرية أحسموها الآن الآن وليس غداً ، وعلى الحشد الشعبي السير بثقة وعزيمة وعدم التوقف ولا يضرهم نباح الكلاب ، وكل شعب العراق يريد السلام يريد الإستقرار يريد أن يقطف ثمار التغيير ، ساعدوه لأنه أهل لذلك .
داعش لم ولن تدخل طهران فهناك فيها جيش وحرس شديد ، وأنا واثق إنه سيلاحقهم حيثما كانوا والعبرة بالأيام ، مرة أخرى أحيي كل المقاتلين الأبطال في العراق ، أحيي الجيش والحشد والشعب الصابر ، وأحيي تضحيات جيش سوريا وهو يقدم ملحمة هي غير كل الملاحم ، وأحيي شهداء العراق وسوريا وإيران ولبنان وكل من يدافع عن الإنسان ، وأحيي شهداء أوربا والعالم الرافض للظلم والجريمة ، لهؤلاء جميعاً كل التحية وكل الإجلال ..


  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا