الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يُغيبُ دور المثقف

حميد حران السعيدي

2017 / 6 / 7
كتابات ساخرة


تشهد سائر شعوب الأرض تقدما في شتى المجالات وقد ثبت من خلال متابعة مايُكتب ويُنشر عن تجارب كل شعب إن الجميع أحرزوا تقدما بسبب إعتماد الكفاءات العلميه كقدوات في ميادين تخصصهم ونشر معارفهم وخططهم التطويريه بين الكوادر العامله معهم ضمن ذلك الميدان , القدوه العلميه والثقافيه والتربويه يشكلون الرافعات الحقيقيه لعملية التقدم بأعتبارهم الموارد البشريه التي تُحسِن توظيف العوامل الأخرى من خلال التخطيط وإعتماد معايير الجوده في توظيف العاملين حسب قاعدة الشخص المناسب في المكان المناسب وإستغلال الموارالماليه لخدمة عملية التطور بكل مفاصل الحياة وتحت رعاية ومتابعة رقابه ماليه رصينه تضمن عدم هدرها .
من هذه المقدمه يتضح لنا إن العراق كبلد فيه هذا الكم الهائل من الكفاءات العلميه والموارد الماليه مؤهل لأحداث قفزات نوعيه في كل مرافق الحياة , ولربما كان أمل الشعب العراقي بحصول هذا التقدم بعد سقوط النظام السابق , لكن تجربة 14 سنه من حكم (حارة كلمن ايدو الو) تكشف عن تراجع غير مسبوق في بُنية الدوله مما يدل على سوء إداره في كل المفاصل وفساد مالي تخطى حدود المتوقع وغياب تام للتخطيط وإبعاد لأكثر الكفاءات عن مراكز العمل المناسب لها !.
من المُسلمات إن أي طبقه سياسيه تأخذ على عاتقها عملية إدارة دوله يفترض بها أن تتفق على برامج تنمويه تبدأ بتنمية الموارد البشريه وتأهيلها للمهام التي تُلقى على عاتقها بأعتبار أن الأنسان هو الفاعل الأساسي في هذا المجال ... وبعد تجربة مريره لعسكرة المجتمع وخوض الحروب العبثيه في ظل النظام الديكتاتوري السابق ومن ثم إسقاط النظام السابق بقوة العسكر الأجنبي كان المفترض بالسلطه البديله أن تعمل على مسح ثقافة العسكرتاريا من ذاكرة الناس وإستبدالها بنشر ثقافة السلام والتنميه لكي ينتفع الشعب من سقوط النظام الديكتاتوري بحفظ حياة أبناءه من جهه , وتوظيف طاقاتهم في بناء بلادهم من جهة أُخرى , وهذا مالم يحصل للأسف , ومما لايخفى على حليم إن عدم تبني مشاريع السلم الأهلي وإعادة بناء الدوله لم تكن بعيده عن أرادات خارجيه جَنَدت أتباع داخليين كُلِفوا بغرس بذرة التشظي وتكريس الأستقطاب الطائفي وضيعوا فرص النهوض بالعراق , وربما كان تغييب دور الكفاءات العلميه والمثقفين العراقيين من أبرز دوال هذا التكليف .
إن تهميش دور المثقف يحمل دلالات خطيره على مستقبل أجيال قادمه كونه يُفقدهم القدوه وينعطف بهم نحو التناحرات الهمجيه ويحول الأرض الى صفيح ساخن , فالمثقف هو وحده القادر على تبليغ الرساله الحضاريه وصناعة وعي جمعي يتخطى أزمات الحاضر المتوتر .. أما مايتحقق الأن على أرض الواقع من إستخفاف بالشرائح الواعيه فيمكن إيجازه بما قاله أحد القرويين عن شقيقه الحاصل على شهادة الدكتوراه حين سألوه عنه فقال :
(ياجماعة الخير هو خوش زلمه بس ماخربته غير هالدختوره الكشره لاتنفع شوي ولاطبخ) ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و