الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بَصَائِرَ لِلنَاسِ - والحَقُّ أحَقًّ أنْ يُتَّبَعَ (4):

بشاراه أحمد

2017 / 6 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صَادِقُ البُرْهَانِ عَلَىْ زَيْفِ فِرْيَةِ بَشَرِيَّةِ القُرْآنِ:

الإشكالية الرابعة لدى الكاتب في مشروعه الذي ينادي فيه ببشرية وتناقض القرآن الكريم, جاءت هذه المرة تحت عنوان ( كفار أم لا .!),, يبدوا أن موضوعه اليوم عن القرآن متعلقاً بما أحله الله للمؤمنين من زواج الكتابيات وما حرمه عليهم من جهة, ثم تحريمه عليهم الزواج من المشركات تحريماً مطلقاً لا هوادة فيه. ولكن هذا الكاتب قد عجز تماماً عن إستيعاب وترتيب الأمور في خاطره وعقله كما رتبها الإسلام فخلط الأوراق ولا أظنه ينبغي له غير ذلك لأن إحكام القرآن الكريم يتطلب تدبراً, والتدبر يتطلب ورعاً ويقيناً, والورع يتطلب بصيرة إيمانية. ولكن,, ماذا قال الكاتب في هذا الصدد وبماذا إستشهد من القرآن الكريم, وأين تكمن الحقيقة الساطعة الناصعة التي نراه قد ضل عنها وغبن فيها؟؟؟

إفتتح الكاتب إشكاليته هذه المرة بقوله: ((... من المتناقضات التى تتسم بالغرابة والطرافة موقف الشرع الإسلامى من زواج المسلمين بالكتابيات , فالقرآن يُحلل هذه الزيجات ففى المائدة 5:5 ( اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن). لتبقى هذه الرخصة قائمة حتى اليوم كتشريع إسلامى ...)).

فلنقف عند هذه الفقرة قليلاً لتصحيح المفاهيم اللغوية والبيانية الخاطئة قبل مواصلة تفنيد إشكاليته التي نرى فيها خلط واضح وقع فيه الكاتب, وسوء فهم لمعطيات الآية ومدولولاتها, ثم نقوم بعد ذلك بتدبر الآية الكريمة التي إستشهد بها في هذا المقام,, فنقول وبالله التوفيق ما يلي:

1. الحديث هنا ليس متعلقاً بزواج الكتابيات "حصرياً" وإنما متعلق بالتعامل الإنساني مع أهل الكتاب والمشركين الذين يشكلون جزءاً من عناصر المجتمع في الدولة الإسلامية, حيث أن حق المواطنة يقتضي التعامل مع أفراده بوضع ضوابط له ومعايير حتى لا يكون بين الناس حرج في الحدود المسموح بها شرعاً. فكان أهم هذه العلاقات "الطعام" و "الزواج" وذلك من حيث حله وحرمته بالنسبة للمؤمنين, هذا هو مراد الآية التي أشكلت عليه.

2. إن كانت هناك طرافة وغرابة ومتناقضات فهي نابعة من تصور هذا الكاتب ومدى فهمه للأمور المطروحة بالنصوص القرآنية. وعليه ليس هناك شيء من هذه المتناقضات أو الطرافة أو الغرابة التي يدعيها لو كان قد فهمها "خالياً", فالله تعالى لم يحل زواج الكتابيات مطلقاً كما يظن, ولكنه أحل جزء مستثنىً منهن "موصَّف ومشروط" وهو تلك الكتابيات « المحصنات », ولا يعقل أن يقال عن الأمَة الكتابية والمشركة محصنة بأي حال من الأحوال, لأن الإحصان لا يكون بلا كتاب سماوي وتوحيد.

معنى هذا أن تحريم زواج الكتابية الكافرة والمشركة لن يتغير حتى قيام الساعة, فلا مجال للتمحك وتحميل نصوص الآيات أكثر مما تحتمل,, يتضح ذلك جليا في قول الله تعالى في سورة البقرة:
1. (وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ...), فالمشركة محرم نكاحها "أبداً" حتى تؤمن, بل وتفضل عليها الأمَة المؤمنة, لقوله تعالى (... وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ...), فالمشركة أمرها محسوم إلى أن تقوم الساعة.

2. وكذلك المشرك, فهو لن ينكح المؤمنة مطلقاً حتى يؤمن, قال تعالى في ذلك: (... وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا ...), فالمشرك محرم إنكاحه المؤمنة "أبداً" حتى يؤمن, بل ويفضل عليه العبد المؤمن, لقوله تعالى: (.. وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ...),

وقد بيَّن الله العلة في ذلك بقوله تعالى: ( أُولَئِكَ ...), المشركين والمشركات (... يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ - « وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ » - وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ 221),
وسيتضح الأمر أكثر هنا عندما نتدبر الآية الكريمة التي إستشهد بها الكاتب.

ولكن, فلنأخذ معنا الآيات التي سبقت هذه الآية ليتضح مراد الله من الحل والحرام في هذه السورة التي تعتبر "دستور المؤمنين" إلى يوم القيامة,, فيما يلي:
قال تعالى في سورة المائدة:
مادة 1: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...):
1. (... أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ...), هذا من أوثق أحكام الله التي ألزم بها المؤمن إذ لا يعقل أن يكون الإنسان مؤمناً وفي نفس الوقت مخلاً أو خائناً للعقود بأي حال, بغض النظر عن المتعاقد معه.

2. (... أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ ...), مطلقاً, بإستثناء بعضها الذي سيفصله الله عليكم تفصيلاً,,, قال في ذلك مستثنياً" (... إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ...) لاحقاً في هذه السورة,

3. ثم حرم عليهم الصيد ما داموا "حُرُمَاً" بحج و/أو عمرة, قال: (... غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ...),
هذا حكم االله ومراده, فلا يحق أو يسمح لمؤمن أن يخرقه مطلقاً, قال تعالى: (... إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ 1).

مادة 2: قال الله فيها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...):

1. (... لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ ...),

2. (... وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ ...),

3. (... وَلَا الْهَدْيَ ...),

4. (... وَلَا الْقَلَائِدَ ...), فهذه, وما قبلها كلها حرام عليكم حلها,

5. (... وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ...), لأنهم حرام عليكم أيضاً,

6. (... وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ...), أما قبل ذلك فالصيد حرام عليكم,

7. (... وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ...), حتى إن كان صدهم لكم - عن المسجد الحرام - أدى إلى تصاعد حقدكم عليهم أو بغضكم لهم, فإن هذا الشنآن يجب ألَّا يحملنكم على ظلمهم أو غمط العدل في حقهم, بل « إعدلوا » لأن العدل هو الأقرب للتقوى.

8. (...« وَتَعَاوَنُوا » عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى « وَلَا تَعَاوَنُوا » عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ...),

9. فالحاكم والضامن لإلتزام المؤمن بكل هذه الأحكام الصعبة هو تقوى الله ومخافة غضبه عليهم وعذابه لهم, لذا قال لهم في عجز الآية: (... وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 2).

مادة 3: وبالنسبة للمحرمات من الأنعام التي إستثناها الله في الآية 1 من هذه السورة بقوله لهم (... إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ...), فها هو ذا قد فصل ما يتلى عليهم بقوله:
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ...):
1. (... الْمَيْتَةُ ...),
2. (... وَالدَّمُ ...),
3. (... وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ ...),
4. (... وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ...),
5. (... وَالْمُنْخَنِقَةُ ...),
6. (... وَالْمَوْقُوذَةُ ...),
7. (... وَالْمُتَرَدِّيَةُ ...),
8. (... وَالنَّطِيحَةُ ...),
9. (... وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ ...), وسال دمها قبل موتها,
10. (... وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ...),
11. (... وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ ...),
12. (... الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ...),
(... الْيَوْمَ « أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ » « وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي » « وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا » - « فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ » - فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 3).

مادة 4: وقد فصل الله فيها ما أحله للمؤمنين, فقال لنبيه الكريم,,,
(يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ ...):
1. (... أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ...), "مطلقاً",

2. بجانب ذلك, ما أصطدتموه بواسطة كلابهم أو طيورهم الجارحة المدربة على الصيد, قال: (... وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ « مُكَلِّبِينَ » تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا « أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ » « وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ » ...),

3. وأيضاً الحاكم والضامن لإلتزام المؤمن بكل هذه الأحكام الدقيقة هو تقوى الله, لذا قال لهم في عجز الآية: (... وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 4).

مادة 5: قال تعالى للمؤمنين: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ ...):
1. (... « الطَّيِّبَاتُ » « وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ » « وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ » ...), هذا ما يتعلق بالطعام,

2. أما فيما يتعلق بالنكاح, قال لهم ليس فقط الطيبات وطعام أهل الكتاب, بل: (... وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ ...), إذ الأمة لا تُنْكَحَ لأنها ملك يمين,

3. كما أحل لكم نكاح « المحصنات » من الكتابيات, قال: (... وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ ...), ولكن هناك شروط يجب عليكم وراعاتها, قال فيها: (... « إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ » - « مُحْصِنِينَ » « غَيْرَ مُسَافِحِينَ » « وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ » ...),

والحاكم والضامن لإلتزام المؤمن بكل هذه الأحكام المشروطة هو الإيمان بالله, لذا قال لهم في عجز الآية محذراً: (... وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ 5).

وفي ضوء هذا التفصيل الدقيق والشروط الواضحة, فلنطرح الأسئلة التالية حتى نعرف المطابق لهذه الشروط من غيره فيما يلي:

1. أليس أهل الكتاب المقصود بهم اليهود - بني إسرائيل - والنصارى؟ ..... فماذا قال الله تعالى عنهم في القرآن الكريم؟؟؟ ..... هل نفى أن منهم مؤمنين, أو نفى إن منهم كافرين, أو نفى إن منهم "ملعونين"؟؟؟

2. ألم يُشِدِ الله بأتباع موسى عليه السلام الذين صدقوا في إلتزامهم بالتوراة والعمل بها؟ وقد إستثناهم من الآخرين من بني إسرائيل الذي إجترحوا السيئات وفسدوا حتى لعنوا على ألسنة أنبيائهم داود وعيسى بن مريم؟ حتى قال في بعضهم ملعونين أين ما ثقفوا؟؟

3. وألم يُشِدِ الله بأتباع عيسى بن مريم الذين قالوا إنا نصارى وجازاهم على إبتداعهم الرهبانية وإلتزامهم بها, وفي نفس الوقت غضب من الذين لم يرعوها حق رعايتها فحسبهم فاسقين, ثم قال عن الذين قالوا إنهم قتلوه أو صلبوه, أو قالوا عنه إنه إبن الله, بل بلغ السفه ببعضهم أنهم قالوا إن يسوع خليفة الله, بل هو الله الخالق الديان؟؟؟ (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلَّا كذباً).

4. ألم يُشِدِ الله بألمؤمنين حقاً به وبنبيه ورسوله الخاتم محمد بن عبد الله, الذين آمنوا بكل أنبيائه معه, وكتبه, ورسله, وباليوم الآخر, وبالقدر خيره وشره؟؟؟ حتى قال عنهم إنهم « خير أمة أخرجت للناس » لأنهم كانوا « يأمرون بالمعروف », « وينهون عن المنكر », « ويؤمنون بالله »؟؟؟

وفي نفس الوقت قد غضب عن المنافقين حتى في وجود رسوله محمد فقال لهم لقد كفرتم بعد إيمانكم ولم يقبل منهم إعتذارهم, بل وهناك 72 فرقة من الذين قالوا إنهم مسلمين ولكنهم موعودة بالنار لأن الله تعالى لم يقبل منهم هذا الإيمان الخادع الزائف, الذي إتخذوه جُنَّةً ليخفوا وراءه حقيقة كفرهم ليتمكنوا من صد الناس عن سبيل الله؟؟؟

إذاً الإيمان له معايير تميزه عن الكفر والشرك والنفاق, فمن إنطبقت عليه شروط الإيمان كان مؤمناً ومن لم تنطبق عليه كان دون ذلك, فالمسالة ليست بالهوى وإنما بالمواقف والعمل الفعلي.

آن لنا أن نبين ما أشكل على الكاتب وظنه أن, القرآن يُحِلُّ وزاج المسلمين من الكتابيات مطلقاً, وقال إن هذه الرخصة تبقى قائمة حتى اليوم كتشريع إسلامى. ولكن هذه عين المغالطات والقول بما لم ولن يقوله القرآن ولا السنة على الإطلاق.

فكيف تكون الصليبية اللاهوتية الإقنيمية "كتابية محصنة" إبتداءاً وقد قالت عن عيسى بن مريم ما لم يقله, فكذبت عليه فهو لم يقل إنه " قتل أو صُلِبَ وقام", ولم يقل إنه "إبن الله أو خليفته", فهذه بكل المقاييس ليست المعنية بالكتابية المحصنة التي قالت عنها الآية التي إستشهد بها الكاتب, بل إن كفرها مشوب بشرك. فهي محرمة على المسلم حرمة المشركة حتى تؤمن بالله الواحد الأحد وتشهد أن عيسى عبد الله ونبيه ورسوله لا أكثر.

وإليك حكم الله تعالى في قوله في سورة المائدة: (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 17),,

وقال: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ 72),,

وقال: (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 73).

إذاً قول الله تعالى فى سورة المائدة: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ « وَالْمُحْصَنَاتُ » مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ ...... 5), يقصد به الكتابية بمعايير القرآن (وهي التي تكون من أهل التكاب الذين يلتزمون بالتوراة الأصل والإنجيل الأصل الذين لم يعد لهما وجود الآن في الظاهر).

فإن وجدت كتابية تؤمن بالله الواحد الأحد, الفرد الصمد, الذي لم يلد ولم يولد, ولم يكن له كفواً أحد,, جاز للمسلم أن ينكحها "إن كانت محصنة "حرة", أما بمعايير كتابها المقدس لديها الذي يعترف النصارى بأنه ليس منزلاً من عند الله وانما هو روايات لأربعة كتاب إختارتهم الكنيسة من بي مئات الكتاب الآخرين فهذه في نظر الشرع كافرة مشركة ومحرم على المسلم نكاحها حتى تؤمن. إذاً الطريق الوحيد أمام المسلم لزواجه من الكتابية أن تؤمن بالله الواحد الأحد, أو فليبتعد عنها حتى لا يكون من الظالمين الفاسقين.

ثانياً,, يقول الكاتب: ((... ولكن علينا الإنتباه أن الإسلام حرم الزواج من المشركات ففى البقرة 221:2 ( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ) . وفى النور3:24 ( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة … وحرام ذلك على المؤمنين) ...)).
نقول له:
- فلنصحح الآية أولاً, وهي قوله تعالى في سورة النور: (الزَّانِي « لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً » وَالزَّانِيَةُ « لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ » - وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ 3).
- نعم, هذا هو القول الحق والفصل ما هو بالهزل, والذي لا مجال لتغييره حتى قيام الساعة,,, رفع القلم وجفت الصحف.

ثالثاً,, لقد إجتهد الكاتب كثيراً وجاء بآيات كثيرة من كتاب الله تعالى تؤكد بألَّا مجال لزواج المؤمن من "المشركة" و "الكافرة", سواءاً أكانت من أهل الكتاب أم من غيرهم, ولعله قد أشكلت عليه الآية رقم 5 من سورة المائدة التي قال الله تعالى فيها: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ « وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ » إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ 5).

فبالرغم من أن الله تعالى في هذه الآية لم يذكر "المسيحيات" إبتداءاً, ولم يذكر "الكتابيات" مطلقاً , ومع ذلك نرى الكاتب يقول ((... نجد المسيحيات لسن مشركات ...)), وهذا ما لم يقله القرآن الكريم إطلاقاً, وسيؤكد هو نفسه ذلك من خلال الآيات التي جاء بها لاحقاً من عدة سور تؤكد خطأ مفهومه هذا,, ولكنه آثر أن يقول على الخطأ الذي وقع فيه "تناقضاً في القرآن",, وذلك في قوله: ((... ولكن التناقض يطل علينا عندما يعلن القرآن صراحة فى عدة مواضع عن كفر وشرك أهل المسيحية ...)), وهذا إفتراء ظاهر لا سند له من واقع أو منطق.

إذ كان يكفيه أن يقف عند كلمة "محصنات", في قوله تعالى: (« وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ »),, على الأقل ليعرف مدلولها وعملها المحوري في هذه الآية الكريمة المعجزة فلو كان يعرف أن الإحصان لا يكون مع الكفر والشرك لكفى نفسه كثير من العنت والحرج,, فالإسلام لا يقول عن الإحصان بعيداً عن الإيمان, لأن ذلك تترتب عليه أحكام شرعية قاسية. إذاً كلمة "محصنات", يقصد بها كل من كانت مؤمنة موحدة بالله من أهل الكتاب هي التي يمكن إحصانها "نكاحاً", فإن لم يستطع فهم هذا المعنى فقد فهمه المؤمنون وعملوا ويعملون به حتى قيام الساعة.

نعم, وألف ألف نعم, نحن نؤيد مفهومك عن الآيات التي أتيت بها هنا والتي تتفق معنا فيها بأنها تؤكد حرمة نكاح الكافرات والمشركات, وإنكاح الكافرين والمشركين "أبداً" حتى اليوم وغداً,, وسنعرض الآيات كما جئت أنت بها فيما يلي:
نعم: قال الله تعالى في سورة المائدة: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ 72),,

وقال: (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 73).

ثم يقول الكاتب مسترسلاً: ((... ليتكرر هذا فى مواضع عدة من القرآن , ففى التوبة : 31 ( اتَّخَذُوا أَحبَارَهُم وَرُهبانَهُم أَربَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالمَسِيحَ ابنَ مَريَمَ وَمَا أُمِرُوا۟ إِلاَّ لِيَعبُدُوا۟ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبحَانَهُ عَمَّا يُشرِكُونَ ) وكذلك فى التوبة : 30 ( وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيرٌ ابنُ اللّهِ وَقَالَت النَّصَارَى المَسِيحُ ابنُ اللّهِ ذَلِكَ قَولُهُم بِأَفوَاهِهِم يُضَاهِؤُونَ قَولَ الَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِن قَبلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤۡفَكُونَ ) ...)).

ثم قال بعد هذا العرض: ((... الآيات السابقة تفضح شرك وكفر المسيحيات فكيف يحل الزواج منهن ؟ ولا تنسى بأن هناك أمر إلهى ناهى بعدم نكاح المشركات ( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ...)), ونقول له صدقت في هذا لأنه الحق والحقيقة وهي أن لا مجال لنكاح المشركة والكتابية غير المحصنة بكتاب ربها الذي خلقها وحده لا شريك له ولا إبن له ولا ند.

ولكننه نراه بعد كل هذا يتساءل فيقول: ((... فأليس هذا تناقض يثبت أن النصوص يتم تأليفها وفق الهوى فلا تراعى الدقة والتركيز , ولتلاحظ أن هذا يدين محمد أيضا وذلك بنكاحه ماريا القبطية فهى مشركة وفق آيات سورة المائدة , فبماذا تفسر هذا ؟! ...)).

السيد ماريا القبطية لم تكن مشركة - كما يدعي هذا الكاتب الذي نراه يجهل كثير من الحقائق إن لم يكن يجهلها كلها, إذ ليس هناك مرجع يقول بقوله, فقد كانت نصرانية, وكان قد أهداها إليه المقوقس صاحب مصر - بعد صلح الحديبية - فهي ملك يمين.

لم يتزوجها النبي فهي إحدى إيمائه الأربع اللاتي هن: (مارية، وريحانة، وجارية أصابها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش), وقد وطئها النبي "بالملك", فولدت له إبنه إبراهيم وهي على هذه الصفة,
عرض عليها النبي الإسلام فأسلمت.

ومارية رضي الله عنها هي من إمائه صلى الله عليه وسلم ، وليست من أزواجه, وبالتالي فهي ليست من أمهات المؤمنين اللاتي هن أزوجه صلى الله عليه وسلم وذلك لقوله تعالى في سورة الأحزاب: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ « وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ » - وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا 6).

الآن قد وُضِعَ التناقض واللبس في مكانه الصحيح, خاصة بعد أن تدبرنا الآيات كلها التي إستشهد بها فوجدناها غاية في الدقة والتناسق والحزم, ولكن المفاهيم الخاطئة وفقه اللغة وسعة الإطلاه هم الذين شكلوا هذا المعتقد لدى الكاتب, وقد بقي أمر واحد سنقيمه له حتى تكتمل الصورة لديه,,, فنقول له:

أولاً: ظنك غير صحيح, لأنه لا يوجد في الإسلام هوى ولا تناقض ولا تأليف,, وهذا قد أثبته أنت بإختيار الآيات وأكدناه بتدبر تلك الآيات فثبت بما لا يدع مجالا للشك أو اللجاجة إستحالة نكاج المشركة أو الكافرة مهما كان نوع ذلك الشرك والكفر وملته منذ أن شرع الله لذلك وحتى قيام الساعة, هذا في الإحصان فقط ولا يشمل ذلك ملك اليمين.

ثانياً: ليس هناك شيء يمكن أن يدين المصطفى النبي الخاتم محمد بن عبد الله ما دامت السماوات والأرض, إذ كيف تسمي أنت وطئ ملك اليمين نكاجاً إلَّا عن جهل منك بمعطيات المفردات؟؟؟

هناك ملحظ هام, وهو أن القبط هم المصريون بغض النظر عن ديانتهم وملتهم, فقد يكون القبطي يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً, أو ملحداً أو مسلماً,,,, أما مجازاً فقد إعتاد الناس على إطلاقها فقط على النصارى منهم. وعلى ما تقدم فليس هناك تناقض من جانب الشريعة الإسلامية, فإن وجد فهذا التناقض يكون من جانبك أنت لعدم مقدرتك على إستيعاب وفهم النصوص البيانية العالية الإبيان.

ثالثاً,, خلاصة مشروعك تختمه بهذه العبارة الغريبة التي تقول فيها: ((... دعونا نبحث فى هذا التناقض الذى يدل أيضا على بشرية النص , فالنبى أحل الزواج من الكتابيات فى آية المائدة 5:5 يحركه رؤى سياسية , فهو أراد التودد للنصارى حتى يقبلوا برسالته ويعتمدوها كإبراهيمية المنشأ , وفى نفس الوقت يعطى بحبوحة جنسية لتابعيه بالزواج من النصرانيات الجميلات من اهل رومية وقسطنطنية فى سبيل فتح المجال أمام الرغبات الجنسية أن تتحقق وتتنوع بلا قيود .! مع رؤية سياسية بأن الزواج منهن يعنى تمدد الإسلام مستقبلاً فهاتى النصرانيات أوعية للجنس والمتعة والإنجاب ستصب فى مصلحة المجتمع الإسلامى مستقبلاً بإذابتهن فيه , ولنرمى الآيات التى تصف كفرهن وشركهن وراء ظهورنا .! ...)).

هذه الفقرة لن أتعب نفسي في مناقشتها, فهي لغو وسقط حديث معروفة دوافعه,, ويكفينا أنه ينبئ عن نفسه ويشهد على كاتبه, أما نحن فنكتفي بما ذكرناه ونترك الحكم لأصحاب المصلحة في ذلك وهم القراء الكرام. ولكن هذا لا يمنح من أن نلمح ببعض المؤشرات التي تساعد القارئ في تقييمه لها وللموضوع برمته, فنقول:

كم هائل من التناقضات والمغالطات ننتخب منها ما يلي:
أولاً: إن كان النبي قد أحل الزواج من الكتابيات كما يقول, وبرر ذلك بقوله (فهو أراد التودد للنصارى حتى يقبلوا برسالته ويعتمدوها كإبراهيمية المنشأ... بلا بلا بلا الخ), إذاً والحال كما تقول, أين المنطق والموضوعية في أن ينفرهم ويغلق الباب دونهم بوصفهم بالكفر في عدد من الآيات التي أتى بها الكاتب نفسه؟؟؟ ..... أين هذه الرؤى السياسية والتودد الذي يدعيه؟؟

ثانياً: قوله: ((... وفى نفس الوقت يعطى بحبوحة جنسية لتابعيه بالزواج من النصرانيات الجميلات من اهل رومية وقسطنطنية فى سبيل فتح المجال أمام الرغبات الجنسية أن تتحقق وتتنوع بلا قيود ... بلا بلا بلا الخ...)), نقول له,, بالمنطق والموضوعية,,, هل التحريم والتنفير يحقق بحبوحة جنسية أو غيرها,, أم يقيد وفير متاح بوضع مواصفات دقيقة وشروط أدق تتطلب التفكير ألف مرة قبل الإقبال عليه؟؟؟ ..... إذاً أين هذه البحبوحة في رأيك أنت؟؟؟

ثالثاً: في تبريراتك تقول عن زواج الكتابيات ((... مع رؤية سياسية بأن الزواج منهن يعنى تمدد الإسلام مستقبلاً فهاتى النصرانيات أوعية للجنس والمتعة والإنجاب ستصب فى مصلحة المجتمع الإسلامى مستقبلاً بإذابتهن فيه, ولنرمى الآيات التى تصف كفرهن وشركهن وراء ظهورنا .! ...)),,, حسناً,,, فما دام أن المسألة ليست دين وعقيدة وإلتزام بضوابط ومعايير ربانية كما تقول, وأن المسألة "سياسة, وجنس, ومتعة, وإنجاب, ومصلحة المجتمع ... بلا بلا بلا الخ, إذاً بالمنطق والموضوعية والوعي السياسي والنظرة الإستراتيجية التي رسمتها حسب هواك,,, إذاً ما الذي يمنع أن توفر المشركة كل هذه الفوائد التي ذكرتها, فهل المشركة لا تحقق متعة جنسية, وإنجاب, ومصلحة للمجتمع مثلها مثل المحصنة الكتابية؟؟؟ .... فإذا كان ذلك كذلك,, فعليك أن تراجع إستراتيجيتك لاحقاً حتى تحبك المكيدة ما دمت قد عرضتها في مجهر القرآن الفاضح.

تحية طيبة للقراء والقرآت الكريمات,

بشاراه أحمد عرمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد