الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أتحاد قوى اليسار، والاختلاف!

جليل شهباز

2017 / 6 / 9
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


بعد مبادرة الرفيق رزكار عقراوي الداعي لاتحاد قوى اليسار حول برنامج عمل سياسي وشحذ الهمم لخوض النضال ضد النظام الرجعي المذهبي الحاكم حاليا" في العراق، من أجل تحرير الجماهير من الأوضاع المأساوية الحالية، وبعد ان تبين المواقف السياسية لمختلف الشخصيات والاتجاهات السياسية داخل الحركة الشيوعية واليسار العراقيين حول هذا الموضوع، يبدو واضحا" بان هناك ميلا" قويا" داخل الحركة الشيوعية واليسار تسعى للم الشمل والالتفاف حول برنامج عمل سياسي تضمن الحد الادنى للحقوق الديمقراطية والمدنية والشخصية لجماهير العراق وهذا امر جيد ومهم، ان كانت هناك امكانية موضوعية لتحقيق كل ذلك، لان بروز القوى الديمقراطية واليسارية، في هذه الفترة المظلمة من تاريخ العراق السياسي، كقطب سياسي امام بقية القوى القومية والمذهبية الغارقة في الرجعية والتخلف والفساد والوحشية، في ميدان الصراع على السلطة، من شأنه ان يساعد على تطوير عملية الصراع الطبقي داخل المجتمع العراقي لان تطوير الوعي الديمقراطي لدى الجماهير وجذبهم للنضال السياسي برفقة القوى الديمقراطية واليسارية ستهيئ افضل مناخ سياسي لتطوير الحركة العمالية ونشوء مختلف منظماتها المهنية والسياسية والتي بدوره تساعد على البروز المستقل للطبقة العاملة في ميدان الصراع على السلطة السياسية بغية انهاء الاوضاع السياسية الحالية المعادية للجماهير داخل المجتمع، كما وان تحرير المجتمع من مخالب تلك القوى الوحشية والشريرة هو بحد ذاته ضرورة تاريخية ملحة لانه لا يمكن الحديث عن الاشتراكية وسبل بنائها وتعبئة القوى لالغاء العبودية المأجورة وبناء مجتمع لا طبقي من دون الغاء هذه الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية المزرية والمأساوية المفروضة على جماهير العراق.
وهناك ايضا" ميل اخر داخل الحركة الشيوعية العراقية يسعى لتحقيق الاستقلال الفكري والسياسي والتنظيمي التام للطبقة العاملة والنضال الطبقي للعامل في ميدان التناحرات السياسية والصراع على السلطة. للاسف هذا الوجه السياسي ضعيف في لائحة العمل السياسي المشترك التي قدمها الرفيق رزكار كبادرة طيبة لقوى اليسار العراقي للالتفاف حولها. باعتقادي هذه هي نقطة الضعف الرئيسية في ذلك الطرح واللائحة السياسية حيث انه بوسع أي كان ان يلاحظ بسهولة بان العمل السياسي مع هذه التركيبة السياسية للقوى وبهذه اللائحة الحقوقية سوف لا يتجاوزون في نضالهم عن بناء دولة علمانية او لنقل دولة ديمقراطية ولكن الوقوف عند هذا الحد من النضال ليس بوسعها حتى تقديم ايسط الحلول لمشاكل العمال والكادحين والجميع على دراية كاملة بان بناء النظام السياسي الديمقراطي في العراق ليس سوى كذبة مفضوحة ووهم لايمكن تحقيقه ولهذا فلا احد في العراق عنده اية مشكلة مع النظام السياسي الديمقراطي ولا مع البرنامج الحقوقي الذي نسميه برنامج الحد الادنى، فحتى اعتى القوى المذهبية في التطرف الديني والرجعية السياسية مثل عصائب اهل الحق لا يستطيعون ظاهريا" او شكليا" انكار الحقوق والحريات الديمقراطية! ولذلك فان المشكلة لا تكمن في بناء المجتمع الديمقراطي فهو امر طوباوي ولا يمكن تحقيقه تاريخيا في البلدان الخاضعة لاسباب اقتصادية تتعلق بالاستغلال الوحشي لقوى العمل البشرية والتي تنشأ فوقها بالضرورة الأنظمة الاستبداية والوحشية السياسية. ولكنني في نفس الوقت اتفق الرأي مع كل من يقول بان الحقوق والحريات يمكن فرضها بالنضال الجماهيري في ظل توازن معين للقوى الطبقية حتى على اخطر واقسى الأنظمة الاستبدادية ولكن مع ذلك فعند حدوث أي تغيير على طبيعة ذلك التوازن فان هذا من شأنه ان ينسف ثلاثة ارباع تلك الحقوق والحريات ان لم يكن كلها ولذلك فان اراد احد ما ان يعلم كيف يمكن الحفاظ على تلك الحقوق والحريات او كيفية توسيعها؟ فليس أمامنا غير ان نقول، يمكن ذلك فقط من خلال تكثيف وتوسيع الجهد النضالي الجماهيري والطبقي ضد النظام الاستبدادي.
ولهذا فان مشكلة الخلاص النهائي لجماهير العراق تكمن في ضعف الانتماء الاشتركي وغياب الوعي الاشتراكي لدى الغالبية العظمى من الجماهير وليس بناء المجتمع الديمقراطي! ولهذا فانني على يقين مطلق بان القوة السياسية والاجتماعية لوحيدة القادرة على تحرير العراق من هذا النظام الوحشي الفاسد وهذه القوى المتوحشة والبربرية، القومية منها والمذهبية ليست سوى الطبقة العاملة بقيادة طليعتها الثورية المتمثلة بالحزب الماركسي التي لا تتردد ولا تتذبذب في خوض النضال الطبقي ومقارعة كل قلاع النظام الاجتماعي البرجوازي حتى في اقسى الظروف النضالية واكثرها رجعية.. انا شخصيا لا اعتقد في ظل الظروف والاوضاع السياسية والاجتماعية السائدة حاليا" في العراق والمنطقة اضافة" الى غياب الحزب الماركسي الثوري والحضور الفاعل والمؤثر للطبقة العاملة في ميدان الصراع على السلطة السياسية ان يتمكن اليسار وان كان برفقتها كل القوى الديمقراطية والعلمانية، وحتى لو التف الجميع حول اكثر البرامج ثورية"، ان تعبر حتى هامش المجتمع نحو السلطة السياسية. وبهذا فان المهمة السياسية الفورية والملحة التي ينبغي ان ينفذها الماركسيين دون تأخير هي بناء حزب ماركسي ثوري على الطراز البلشفي ذات الانضباط الحزبي والطاعة الحديدية والصلابة والوضوح،المبدئيين، واذا كان البعض يظن بان الحزب الماركسي الثوري موجود فعلا" فما عليه الا ان يعمل جاهدا" لارتقاء الحزب وتربية صف من الكوادر الثورية المحترفين للعمل الثوري لاخراج حزبه من الهامش السياسي للمجتمع والاندماج بالجماهير والقيام بتنظيم وقيادة النضال الطبقي للعامل نحو الغاء الملكية الخاصة ونظام العمل المأجور وبناء الجمهورية الاشتراكية.
وعلى ضوء كل ذلك فهل هناك امكانية للعمل السياسي المشترك بين الحزب الماركسي الثوري ومختلف القوى اليسارية والديمقراطية داخل المجتمع؟ بكل تأكيد هناك امكانية موضوعية لعقد مختلف الاتفاقيات والتحالفات السياسية والعمل السياسي المشترك باستمرار فاذا كان قطار الثورة تمضي وتتقدم نحوالامام! واذا كان يقودها الحزب الماركسي الثوري! فمن المؤكد ان القطار سيصل الى اخر محطة، عندئذ ليس هناك اية مشكلة فمن يرغب الصعود الى القطار فليصعد ومن يرغب في النزول فلينزل ولكن القطار سوف لن تتوقف حتى اخر محطة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دكتاتورية الحزب الواحد
Munir Kubba ( 2017 / 6 / 9 - 16:47 )

عدنا الى الحزب الثوري الماركسي الواحد عدنا الى دكتاتورية الحزب الواحد عدنا الى راسمالية الدولة المسماة اشتراكية وما جناه العالم منها الى الطغيان والخراب والعراق الا الحروب والدمار والكاتب يكتب مجرد شعارات اكل الهر عليها وشرب


2 - اصبت كبد الحقيقة التي تبخرت بزمن غزو امريكا
علاء الصفار ( 2017 / 6 / 9 - 17:15 )
تحية طيبة
وجه اليوم هو للقضاء على الفكر الماركسي ما بعد زمن صدام وفاشية نظامه! لا يفهم البعض ان القوة المسيطرة اليوم هي قوة برجوازية طفيلية تتجه نحو انشاء امارات باسم الدين والقومية, وبلغة الحرية وظلماً باستخدام مبدء تحقيق المصير.الدولة البرجوازية الر ثة في البلدان الحالية وخاصة بعد سقوط الدكتاتوريات,هي قوة تحمل همجية عصر العولمة التي من مزاياه النهب, وقد رأينا تصريحات دونالد ترام في امر الحرب على البلدان والمطالبة بالغنائم.هكذا القوى التي تسيطر اليوم هي قوى بر برية لها اجنحة عسكرية وامنية وستضرب بيد من حديد صدامية لتكشر عن انياب الطغاة حين يتطلب الامر!طريقها اليوم المتاجرة بالحرية وتقرير المصير.ليكون كما مأساة وحدة حرية بعثية! إذ أن الانفصال ممكن احترامه لكن ان يجري على مصالح الشعب الكردي والعراقي من خلال تصعيد الكراهية,فهو واضح الهدف اي لتدمير الوعي الطبقي للاكراد والعرب اما بالتوجه الديني واما بالوعيد القومي. فالجيك والسلفاك انفصلو بلا خصام ودماء. ان تقام دولة على اساس ان لو تم رجوع المالكي للسلطة يعكس العقلية الخصامية. وهكذا ضاعت وحدة النضال العمالي لتتربع قوى الدمار و الفساد!ن


3 - دكتاتورية الحزب الواحد ولا دولة الغزو
علاء الصفار ( 2017 / 6 / 9 - 17:50 )
كوبا والصين تحتض شعبها وبكل كرامة بحزب واحد! اما امريكا ذات الديمقراطية التعددية فهي قوة غاشمة تدعم الدكتاتور وتقتله وتمشي في جنازته ولتتاجر بالحرية للشعب العراق!هكذا راينا الديمقراطية التي حملتها الدبابة الامريكية ولنرى اعداء الماركسية ودولتهم النشاز في الفساد و الزيف والولاء للامريكان والسعودية وتركيا و ايران وحتى اسرائيل لنشهد الاطفال والنساء يستعطون في الشوارع من الشمال الى بغداد فالجنوب!اهذا هو بديلكم عن دولة الحزب الواحد لشعب ماو و شعب كاستر.
نعم !!! ان الديمقراطية لا تتحق في العراق لعوامل التخلف والعشائرية والاغوات و الدين لذا للعراق طريق واحد,هو طريق الثورة العمالية البلشفية التي تعرف كيف تجتث سلطة الفساد القيصر!حين يحقق العراق التقدم الاجتماعي والطبقي على يد الحزب الواحد بعدها يمكن الحديث عن التطور والتعددية.راينا تقديم العربة على الحصا ن لنرى التفجيرات ونرى سلطة فسادمتعددة الاطياف والاقوام وتعددة الولاء لدول الجواربمزية فساد روعة! الاستاذ منير كبة أرجو ان تقرأ تجربة الديمقراطية الفرنسية!لتعرف كيف قتلت الحرية في فرنسا على يد نابليون! الديمقراطية عمل سياسي طبقي ثوري بلشفي!ن

اخر الافلام

.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح


.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز