الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حول الثقافة ادوارد سعيد مثالا
سليم نزال
2017 / 6 / 9دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
حول الثقافة
ادوارد سعيد مثالا
سليم نزال
!
قال لى ذات مرة صديق دانماركى و كان رئيسا لقسم الدراسات الشرق الاوسط فى جامعة اورهوس ان على الفلسطينيين ان يكونوا سعداء لوجود ادوارد سعيد. بالتاكيد وافقته القول لاقتناعى باهمية الدور الثقافى فى مواجهة الاحتلال و الصهيونية على المستوى العالمى خاصة من مثقف بارز كادوارد سعيد ..و الذى يتابع الهجمة الصهيونية العالمية الان على حركة المقاطعة المعروفه باسم ب د س يدرك اهمية الدور الثقافى فى الغرب:
.
ميز انطونيو غرامشى بين المثقف العضوى و المثقف التقلدى بان المثقف العضوى يستخدم وعيه كاداة ناقدة .و بهذا المعنى تجاوز سعيد الدور (الكهنوتى ) للمثقف و بادر الى نقد الامبريالية عبر تحليل ادواتها و تصوراتها الثقافية او المخيال الثقافى كما سماه محمد اركون .
من هنا العودة الى ادوار سعيد مهم فى نظرى لانه وضع اسس مهمة جدا لدور الاكاديمى و المثقف خاصة فى الغرب .لقد كان سعيد يدرك صعوبة الوضع الذى كان فيه و هو فى فم الذئب الصهيونى فى امريكا .لكنه كان عنيدا فى دفاعه عن الهوية الفلسطينة المهددة.و من رحاب المسالة الفلسطينية انطلق سعيدا منها الى الفضاء الانسانى الاوسع .فقضية العدالة بالنسبة اليه موقف انسانى و اخلاقى مثلما هو موقف سياسى .
. كان سعيد عنيدا فى دفاعه عن العرب و المسلمين الذين كانوا يتعرضون لتنميط ثقافى تقلل من قيمتهم و تناول هذا الموضوع فى كتابة الاستشراق .و كلنا يتذكر الافلام التى كانت تنتج و يتم فيها ضح صور سلبية عن العرب .
.كان هذا قبل ان تعطى الحركات الاسلاموية الارهابية الذخيرة للصهاينة لاجل استخدامها لتشويه العرب و المسلمين و استتباعا النضال الفلسطينى .انا اعتقد ان البداية (و هو ظن شخصى) بدا عندما اشتغل على اطروحة الدكتوراه لرواية جوزف كونراد المعروف باسم قلب الظلام التى كتبت عنها مقالا فى وقت سابق .و بالمناسبة جوزف كونراد يهودى بولندى كان يعيش فى انكلترا و قد غير فى الرواية اسم السفينة من فلسطين ال يهودا .لم يتردد سعيد عن الدفاع عن الهوية الفلسطينية رغم ما تعرض له من ضغوطات و محاولات تهميش من قبل الضهاينة فى امريكا .كان فى اعتقادى العدو الاول للصهاينة الذين كانوا يدركون مدى تاثيره .
وضع سعيد اسسا سياسية و اخلاقية واضحة فيما يتعلق بالصراع مع اسرائيل .
ليس من العدل حرمان شعب من وطنه و قطعه عن جذوره.كما ليس مقبولا تحويل اصحاب الوطن الى اجانب و لاجئيين و مواطنيين بدرجات دنيا .مثلما لا يمكن قبول فكرة احتلال فلسطين كحل لمشكلة اليهود لانه لم يكن ضرويا على الاطلاق .مثلما لا يمكن حصول اى سلام شامل بدون عدالة شاملة.الامر الذى دعاه لتبنى فكرة الدولة الديموقراطيه فى عموم فلسطين .
مثلما انتقد سعيد قبول القيادات الفلسطينية بالموافقه على خفض سقف الطموحات الفلسطينية الامر الذى جعله يتصادم مع القيادات الفلسطينية الامر الذى ادى به الى الاستقالة من المجلس الوطنى الفلسطينى احتجاجا .
انتمى سعيد الى ما يمكن وصفه بحركة الانسنة الجديدة .التى هى عباره عن حركة كتاب و مثقفين ينخرطون من اجل مقاومة العالم المضطرب و مقاومة العنف و الهيمنة.انها انسنة كونية تعطى قيمة للعقل و الانسان و تتصدى للمركزية الغربية من اجل ان تفسح المناخ لكل الهويات ان تعبر عن نفسها بحرية .يدرك سعيد انه من الصعب ادخال مفهوم محدد لماهية الانسنة بقدر ما يضع اهدافا اهمها تحقيق الكرامة الانسانية للبشر بحيث تحررالبشر من الفضاء الكولونيالى نحو فضاء حرية تسمح لهم ان يعيشوا بلا استغلال .
دعا سعيد الى اعادة النظر بالكثير من المفاهيم القديمة لاجل بلورة مفاهين تتفق مع التطور الذى تمر به البشرية.
كان سعيدا مناضلا صلبا بلا شك .لا يمكن لللاكاديمى ان يكتفى كخبير على الطريقة الامريكية و لا بد من الانخراط فى الفضاء العام عبر الانحياز لقيم الحرية و العدالة
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لمى مروان تا?مر حسين بن محفوظ بفتح محادثاته الخاصة ????
.. تركيا.. المعارضة في مواجهة انتخابية جديدة على رئاسة البلديات
.. بوتين: إذا زود الغرب أوكرانيا بمقاتلات إف-16 فستسقطها روسيا،
.. مليار وجبة طعام كانت تنتهي يومياً في سلات النفايات خلال عام
.. جورج خباز: لا خوف على الفنّ في منطقتنا اليوم، فالفنّ يولد من