الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعاقة الذهنية والجنس!

محمد مسافير

2017 / 6 / 10
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة


طفل ثلاثي الصبغي "مانغوليان"، يعاني من إعاقة حادة، يبلغ من العمر 11 سنة، ويقضي معظم نهاره بإحدى الجمعيات المختصة في الإعاقة الذهنية... هذا الطفل، ولأنه على مشارف المراهقة، فقد كان قضيبه يظل منتصبا الوقت كله، ورغم أنه لا يتكلم ولا يفهم شيئا إطلاقا، إلا أنه كان يصدر إشارات بيديه يدعو بها زميلاته وزملاءه إلى ممارسة الجنس، أكرر... الطفل يعاني من إعاقة حادة، إذ أنه لا يفرق بين الإناث والذكور، وكانت يداه تسبقانه أحيانا إلى صدر الذي يحاول الاقتراب منه بحثا عن الأنهاد...
مؤخرا، جاءتهم إحدى الجمعيات تدعوهم إلى إفطار جماعي على شرف براءة أولئك الأطفال، وحين هم أعضاء الجمعية صاحبة الدعوة بالخروج، آثروا أن يودعوا الأطفال المعاقين قبل الانصراف، وكان من بين الأعضاء، تلميذات ربما يدرسن في إحدى مستويات الثانوي التأهيلي، إلا أنهن تعاطفن كثيرا مع تلك البراءة...
بدأوا في المصافحة، وحين جاء دور صاحبنا، طفق يقبل الفتيات بشدة، كان يقبلهن قرب شفاههن، قبلة أولى وثانية وثالثة... ولأن المربية كانت تعرف طبيعته، فقد كانت تجره بقوة من يده درءا للفضيحة، وكانت الفتيات تدافعن عنه ظنا منهن أن الطفل لا يقصد شيئا... انتقل إلى التلميذة الثانية والثالثة... حتى إذا بلغ رئيس الجمعية، قفز إلى أحضانه وأحاط دراعيه بعنق الرئيس، ورجلاه شد بهما ظهره شدا، والتصق به التصاقا، ثم بدأ يحرك وسطه بعنف، كان يغتصب الرئيس... ذهلت التلميذات وراعهن المنظر، ثم انسللن إلى الخارج في توجس رهيب... بينما أحرجت المربية إلى درجة أنها تمنت لو ابتلعتها الأرض لحظتها، كانت تجر المعاق بقوة، حتى إذا خارت قواها هرولت لتحضر عصا غليظة، ثم بدأت تضرب الطفل حتى فك أسر الرئيس، أو ربما حتى قضى وثره...
لم تكن هذه المرة الأولى التي أحرج فيها الطفل المربيات، فقد جاءتهن سابقا إحدى المحسنات بألعاب لتتبرع بها لفائدة الجمعية، وبينما كانت جالسة تدردش مع المربيات، اقترب منها الطفل، فأخذته في حجرها تلاعبه، لكنه لم يأبه بملاعباتها التافهة، فقد كانت له غاية أخرى، لقد انقض على ثديي المحسنة وبدأ يعبث بهما بقوة، والمحسنة تصرخ جهد أيمانها، والمربية تجر... خلف ذاك الهجوم المباغث عدة جروح في ثديي المحسنة، ودمعا غزيرا، وقطيعة دائمة... منذ ذاك الحين لم يروا وجهها...
وكانت المربيات بعد كل فضيحة تشبعنه ضربا وشتيمة، كن ينتقمن منه شر انتقام، ينتقمن كي يشفين غليلهن، ويطفئن نار الحقد التي تغلي في صدورهن... رغم أنهن يعلمن جيدا أن الضرب لن يجدي نفعا، وأن الشتيمة من المستحيل أن يستوعب ذاك الطفل معناها!
السر في هاتين الواقعتين، هو أن الطفل فعلا بريء، وقد استطاع ببراءته هذه أن يفضح عورة المجتمع، نفاق المجتمع، لا رحمة المجتمع... الطفل بريء رغما عن أنفهم، لأن اندفاعه كان طبيعيا جدا، غريزيا جدا، الطفل غير مدرك لكل تلك القيود التي شيدناها عبر قرون حول موضوع الجنس، الإنسان إذا أحس بالجوع أكل، وإذا أحس بالعطش شرب، وإذا أحس برغبة جنسية كبثها أو صرفها بطرق شرعية، هو لا يعرف الشرع ولا القانون، كل ما فعل أنه بحث لنفسه عن الارتواء...
في البلدان المتقدمة، يعير ذوو الاختصاص اهتماما صارما لهذا الجانب، فالمعاقون يستفيدون من حصص الثقافة الجنسية، وتكون نظرية وتطبيقية، (نظرية بالنسبة للقادرين على استيعاب الحدود الدنيا من المعرفة)، وفي أمريكا، يكون لزاما على الأب، لضمان السلامة العاطفية للطفل المعاق ولأن الجنس يلعب دورا هاما في تقويم سلوكه وضبط انفعالاته، يكون لزاما عليه تمتيع ابنه بحصة جنسية أسبوعية على الأقل... هذا حال معاقيهم، وبطبيعة الحال هم أوفر حظا من أسويائنا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هناك عقلاء ولديهم اعاقة جنسية
عبد الله اغونان ( 2017 / 6 / 10 - 05:35 )

اذ لايفرقون بين رغبات وبين ضوابط

بالتكرار يتعلم الحمار

لو هذا المعاق تلقى تكوينا في مايجوز ومالايجوز لعرف والتزم

المشكل عقلاء ويعرفون ولكنهم يعانون اعاقة واباحية وتفسخ

فما نفعل معهم ؟


2 - الحرية للشعوب
نور الحرية ( 2017 / 6 / 10 - 22:41 )
اسلوبك الذي تكتب به وأفكارك التنويرية الرائعة جعلاني اراجع كل مقالاتك السالفة وبنهم شديد زادتني يقينا على أن الأمل والحرية والعلمانية قادمة لا محالة

اخر الافلام

.. بينهم نتنياهو و غالانت هاليفي.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة


.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا




.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د


.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي




.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا