الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دامدارماران [23] يهودية مشيحانية..

وديع العبيدي

2017 / 6 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وديع العبيدي
دامداماران [23] يهودية مشيحانية..
Messianic Jewesh

[ثمة على السحاب كتابة اخرى]- محمود درويش
[هناك لهب اخر، وشجيرة جميز اخرى]- زاهر الجيزاني
[ان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين، فهي قوة الله. لأن اليهود يطلبون اية، واليونانيين حكمة. ونحن نكرز بالمسيح مصلوبا، لليهود عثرة، ولليونانيين جهالة]- (1كو 1: 18، 22- 23).

مرة، جادل احد علماء اليهودية اسفار الانجيل، قائلا: انها مأخوذة من اسفار التاناك، ولا شيء فيها جديد لم يذكر سابقا!.. هاته الاشارة المتأخرة نسبيا، تكشف اشكالية الموقف العبراني ازاء اسفارهم وعقائدهم، التي تسببت في فتح بوابات الاسى والتناقض والتشرد عليهم، بدل ان تقدم لهم حسنة واحدة، خارج فسيفساء اللغة وحذلقات البلاغة.
هذا السطر يمكن قراءته من الجانب الاخر، ايضا، هو استقلالية الانجيل التامة عن تبعية التاناك. وان السيد المسيح شخصا ورسالة فيه الكفاية والنعمة الكاملة لخلاص الانسان من غير ترهات العهد القديم. لكن اليهود غير مستعدين للتخلي التام عن شخص يسوع (المسيح)، واتخاذه ورقة في ملعبهم من جهة، وغير مستعدين لقبوله واتباعه من جهة ثانية. وهكذا وضعوا انفسهم داخل دائرة مغلقة، عاجزين عن التراجع عنها ولا النفاذ منها.
ظهور السيد المسيح، واستحالة الصليب من دالة رمزية في برية سيناء، الى حقيقة دامغة، وشاهد لادانة [الفرائض الميتة]، كان امتحانا فوق طاقة الفريسيين والكهنة، الذين اعتقدوا -ذات يوم- انهم سبقوا [موسى] بقدراتهم المعرفية والسحرية.
[قال لهم غمالائيل: ايها الاسرائيليون.. احترزوا لانفسكم من جهة هؤلاء الناس، فيما انتم مزمعون ان تفعلوا. لأنه قبل هذه الايامقام ثوداس قائلا عن نفسه انه شيء!. والتصق به عدد من الرجال نحو اربعمائة. وعندما قتل، تبدد جميع الذين انقادوا اليه. بعده قام يهوذا الجليلي في ايام الاكتتاب وازاغ وراءه شعبا غفيرا. ذاك ايضا هلك وجميع الذين انقادوا اليه تشتتوا. والان اقول لكم: تنحوا عن هؤلاء الناس وارتكوهم. لانه ان كان هذا الرأي من الناس فسوف ينتقض. وان كان من الله فلا تقدرون ان تنقضوه. لئلا توجدوا محاربين لله ايضا]- (اع 5: 35- 39).
لم تنفرط جماعة اليسوع وتتبدد، ما حصل هو العكس. ترسخ العقيدة وانتشارها. فما يكون مغزى قول غمالائيل؟. من ارسخ القيم القبلية، عدم التنازل عن ارث الاباء، وهو مصدر عزهم وفخرهم. واذا كان اليسوع من الله حسب غمالائيل، فأين تكون توراة موسى بالمقابل؟.
(الدين) عند اليهود هو [الكتاب]، وفهمه يكون بـ(التفسير الحرفي)، وعندما ينظرون لـ[الانجيل] على انه (كتاب) لا يرون منه غير الحروف والامثال المجردة. لكن الانجيل/ البشارة/ العهد الجديد، ليس كتابا وكلمات، وانما هو [نعمة الروح القدس]، وقد كتب يوحنا بن زبدي انجيله في وقت متأخر ليقول: [الناموس بموسى اعطيَ، واما النعمة والحق، فبيسوع كانا]- (يو 1: 18).
وقال بولس الطرسوسي: [حاشا لي ان اعرف شيئا بينكم الا يسوع المسيح، وأياه مصلوبا]. وفي هذا المعنى يقول الواعظ الاميركي بيل جونسون [مواليد 1951م]: ان العهد الجديد ليس في حياة اليسوع الارضية وانما هو (عهد الدم) الذي بدأ بلحظة صلبه وتوج بقيامته ونزول الروح القدس. فلم يدرك كهنوت اليهود المعنى الحقيقي لنعمة اليسوع، ولم يروا فيه غير كتاب وتعليم للاستهلاك التجاري.

بذل قادة السنهدريم جهدهم لمنع اتباعهم من الخروج من الحظيرة ، ولم يألوا جهدا لتصفية اتباع اليسوع على مدى الزمن. ومع استمرار مسلسل تصفيات اتباع الطريق، وامتناع اليهود من قبول [المسيح]، قبلها المزيد من الاغريق والرومان ورعاياهم في حوض المتوسط واطراف الامبراطورية.
قليلون منهم بدأوا يدركون دوامة الماراثون الذي وضعوا انفسهم فيه. أما كان اجدى لهم الالتزام حرفيا بكلمة غمالائيل، ولا يكونوا (محاربين لله)؟. في عين الوقت، وجد العبراني ان اغراء فكرة [الشهادة والاضطهاد]، اكبر من مجرد (المظلومية الدنيوية) التي رسخها الكهان.
عند نقض الهيكل وتدمير اورشليم في عهد الامبراطور نيرو، خسر العبرانيون اغلى مقدساتهم وطقوسهم، فلا مكان للحج بعد اليوم ولا مذبح لتقديم القرابين، ولا [روح الله في الوسط]. وازاء تساؤلات العوام واضطرابهم، استغرق علماؤهم في الخلوة والتأمل، واعادة دراسة الكتاب للحصول على تفسير لما يحدث، او استقرء منهاج للسلوك الجديد.
من تينك التجمعات الدراسية الكتابية المتوزعة في العراق وفلسطين وشمال سوريا، تجمعت ما دعي لاحقا باسفار [التلمود]، والذي كان في مجلدين رئيسين: تلمود بابلي، وتلمود فلسطيني. الفكرة الرئيسية التي انتهى اليها العبرانيون هي تلك التي قال بها اليسوع: بعد اليوم لا ذبح ولا قرابين، والمعبد الحقيقي هو في قلب المؤمن.
ظهور امبراطورية بيزنطه، افرز ثلاثة تيارات عبرانية..
- المحافظة على عقيدتهم والاستمرار في مقاومة (اتباع الطريق).
- التخلي عن عقيدتهم واعتناق العقيدة الجديدة اسوة بالامم.
- المحافظة على عقدتهم باطنا، واعتناق (الطريق) ظاهرا، وبما شكل ارضية فكرة (التقية)!.
وفي هذا المستوى كانت غربة العبراني تتراكم واغترابه يتجذر، متوزعا بين متطلبات حياة غير طبيعية، ومستلزمات عقيدة غير عملية. وكان لابد من مخرج. ان لم يكن بيد البسطاء، فان طبقات المتعلمين والناشئة، المستفيدين من انتشار فرص التعليم والنهضة الاوربية، كانوا اسرع للمبادرة وفتح سبيل النجاة لغيرهم.
اشكالية أي عقيدة دينية لا تنحصر في مجال اللاهوت والكهنوت، وانما هي قبل كل شيء، ترتبط بما ينعكس على حياة الناس ومدى انسجامها مع تطلعاتهم وحياتهم اليومية. وفي هاته الحيثية كان دور الكهنوت سلبيا، بينما قدم العلمانيون اليهود، الاغنياء والمثقفون، دعما اكبر للفقراء واطفالهم.

خلال خمسة عشر قرنا هي عمر امبراطورية بيزنطه المسيحية، انتشرت المسيحية حتى اطراف العالم، ولكن نسبة اليهود المتحولين/ المتنصرين، كانت محدودة ومتواضعة جدا. وبغياب الجيل الاول من الرسل والتلاميذ، فان عامة اباء المسيحية وعلماءها وفلاسفتها وقديسيها عبر الزمن، كانوا من الامم، ولا يكاد منهم احد (عبراني)!.
واقع الحال ان انشغال العبرانيين عن المسيحية، كان ايضا يعني انشغالهم بمعاودة مراجعة ودراسة اسفارهم، باستخدام رؤى جديدة ومساعدة التطور العلمي والمعرفي فضلا عن الاغيرات السياسية وانعكاساتها عليهم. وكما سبقت مدارس يفنة وصفد بالس والجليل، كان علماء اليهود ما زاول يفتشون الكتب.
وكما يرى بعضهم، فان العبرانيين اختلفوا عن الديانات الاخرى في مجال النظرة الى [موسى] نبيهم. ففي حين ترى كل دين في شخص نبيه منتهى الارب، والنبع المدرار للمتقدمين والمتاخرين. فصل العبرانيون بين [الشريعة] وموسى الذي هو مجرد وسيط. ومع قدسية الشريعة، فليس موسى غير نبي تجاوزه الانبياء اللاحقون بدء بايليا التشبي واليشع والمعروفين بالانبياء الكبار والصغار. ولم يجد علماء والعبرانيين واحبارهم انفسهم اقل من سابقيهم في استحضار الروح واكتساب معارف واجوبة جديدة.
ففي عام (1648م)، بعد حوالي القرن من وفاة المصلح الثائر مارتن لوثر، زعم موردخاي زيفي [1626- 1675م] انه هو [المسيح: مخلص اسرائيل ومعيد مملكتهم] وقام هذا بتقسيم الكرة الارضية الى ثمانية وثلاثين قطاعا. وامن به كثيرون صاروا ياتون من مدن وبلدان شتى للاستماع اليه وتقديم الولاء له. وجعل تذشبثاي زيفي لنفسه رسولا: (ابراهين نطحان)، وخليفة (جوزف بيلوسوف). وتبعه يهود غرب تركيا ومن غربي بحر ايجه كثيرون.
وكان موردخاي زيفي من مواليد تركيا العثمانية، ومن اصل اسباني. وقد استفاد من حالة الفوضى والاضطراب التي اشاعها الانكشاريون خلال سنوات، بلغت ذروتها في العام (1648م) حين نجحوا في خلع السلطان وتنصيب ابنه القاصر محمد الرابع [1642- 1693م] على العرش.
وفي وقت لاحق، عندما استقرت الاوضاع الامنية والسياسية، عرض شبثاي للمساءلة حول ادعاءاته وامتحانه عمليا اذا كان حقا المسيح ابن الله، ومدى احتمال جسده للتعذيب، تراجع وتظاهر بدخول الاسلام. واخبر جماعته ان الله ظهر له وامره ان يكون مسلما، داعيا جماعته لاقتفاء اثره.
وقد دعيت هاته الطائفة العبرانية التي اعتنقت الاسلام بـيهود [Donmeh]، ومعناها: [رجوع، عودة] الى دين الفطرة. وبعد ان دعا شبثاي زيفي نفسه [محمد عزيز افندي]، كان اول معتنقي الاسلام اليهود، ومؤسس طائفة (دونمه) التي ما يزال اتباعها اليوم في تركيا وبعض البلدان.
فظاهرة [يهود الدونمه] هي الوجه الشرقي المبكر لتحول العبرانيين الى الديانات السيادية الحاكمة في البلاد المقيمين فيها، لتجاوز ازمة الغربة والاغتراب وعقدة [الملية واهل الذمة] الاسلامية. هذا لا يعني عدم وجود عبرانيين سابقين اعتنقوا الاسلام بحكم القناعة او المصلحة خلال عهود الحكم الاسلامي السابقة، ولكنها لم تنفرز كطائفة مستقلة أو ظاهرة مميزة، على أن اثارهم اكثر وضوحا في جماعات الغنوص الاسلامي.

عقب سقوط بيزنطه، مع نشأة الدول والحكومات الاوربية الحديثة، سوف يتدارك العبرانيون اغلاطهم نسبيا، وتتحول موجات منهم للبروتستانتية. وعلى العموم، كان اعتناق يهود الغرب للبروتستانتية يقابله اعتناق ناشئة يهود شرق اوربا للافكار الاشتراكية والشيوعية المبكرة. وهكذا تحركت الصخرة اليهودية نسبيا، وحققت تقدما ملحوظا للحاق بحركة الامم، والخروج من سجن القدرية الى التقدم الانساني.
بعبارة اخرى، ان برنامج الحداثة الاوربية وافكار روسو [1712- 1778م] وكانت [1724- 1804م] حول الحرية وارادة الفرد ساهمت في تحرير الشخصية اليهودية من سلطة الكهنة. كما كان لمارتن لوثر [1483- 1546م] دور في تحرير الشخصية المسيحية من سلطة البابوات والاباء الكاثوبيكية.
ويمكن القول ان ظروف الاضطهاد الكنسي لدعاة الاصلاح، وواقع الصراع بين سلطة كنيسة روما والكنائس الوطنية الناشئة، وما تضنته من محارق ومجازر وعسف، استثارت مشاعر التعاطف والمظلومية اليهودية، ووحدت انسانيا بين العبرانيين والبروتستانت. فكان الجامع الانساني اقوى من الفارق الديني والمذهبي.
يمكن رصد نسبة التحاق العبرانيين بالمسيحية الغربية، بالعلاقة مع ازدياد ظاهرة الطوائف الدينية ذات الطابع المسيحي او العبراني او المختلط. والغالب عليها التعويل المركزي على النصوص التوراتية وفروض [لاوي وتثنية]، ومزجها بالروح العبرانية.
ابناء العوائل اليهودية من العلمانيين والبروتستانت، برزوا في مجالات العلوم والفلسفة، وكان لهم اسهام في النهضة الاوربية، كما اسهم العبرانيون البرتستانت المتشددون في قيام طوائف دينية تتمحور حول الروح والفروض واحكام الشريعة اليهودية.
وهنا ما يقتضي التمييز بين حركة اللوثرية الكالفنية، التي استهدفت اصلاح الكنيسة الكاثوليكية، وحركة الاصلاح الوسلي: الكنسي واللاهوتي بعد القرن السابع عشر التي استهدفت تشذيب (المسيحية) من اوضار التقاليد (الوثنية اللاتينية واليهودية).
الواقع ان جوهر الاصلاح الكنسي في بداياته الممثلة، بجون هس [1372- 1415م]، ووليم تيندال [1490- 1536م]، وايرازموس [1466- 1536م]، دعت للاهتمام بـ[الانجيل] اساسا مفردا للتعليم وادارة الجماعة الكنسية. ولكن اتساع حركة الاصلاح وتنوع رقعة الخلافات وانعكاساتها العنفية الدموية، اقنعت البعض لتضييق حدة الخلاف والاعتدال.

والى جانب التيارات التورامسيحية، كانت تيارات ركزت على فكرة الوعد والارض/ [كنعان الجديدة] التي تزعمها المهاجرون الاصوليون الانجليز والاسكتلنديون، الى جزيرة اميركا الشمالية منذ القرن السابع عشر، وعملوا على ترويج افكارهم هناك.
وتجد هؤلاء يصفون الجزر البريطانية بـ(مصر: ارض العبودية)، مقابل [اميركا الشمالية: كنعان الجديدة]. وما يقال عن (نهضة روحية بريطانية)/ [revivel]، ستجد ترجمتها على الارض الاميركية، في وقت كان اتحاد الولايات الاميركية يتمخض ليولد.
فكانت الاصولية اليهودية المشيحانية حاضرة بقوة في المراحل الاولية للدولة، قبل ان تتراجع نسبيا، وتتأثر بقيم الحداثة والتنوير الغربي بعد القرن الثامن عشر، ثم تعود ثانية في القرن الحادي والعشرين، متخذة من احداث نيويورك (سبتمبر 2001م) ذريعة لظهور الشعارات التوراتية والمسيحية على سطح الاعلام والتصريحات السياسية لقادة البيت الابيض.
فلا غرو ان تكون الولايات المتحدة الاميركية، مركز التيارات المسيحية المتصهينة، او اليهودية المشيحانية. وتكون منتجات ثورة الاتصالات الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي – كما تدعى زورا- في خدمة ترويج التيارات الامريكية الانفة.
ونظرا لمحدودية سقف الحريات في المملكة المتحدة، يهاجر من وقت لاخر، وعاظ ودعاة بريطانيون الى العالم الجديد، للمساهمة في تلك التيارات والمشاركة في غنائمها الفضائية. وسيما اولئك المتقدمين في السن والباحثين عن فرص الشهرة والثروة.
وفي عام 2006م تزعم تيار مسيحي صهيوني مدعوم من الحكومة الاميركية، التصدي للوعاظ المغردين خارج سربهم، والمخالفين للسياسة الاميركية ومسيحيتها المتصهينة، وذلك باثارة دعاوى فساد ضريبي ضدهم تارة، واتامهم باستخدام تعاليم غير كتابية تارة اخرى.
وفي كتاب جون مكارثر [فوضى الكارزماتك] عنوان الهجمة الصليبية الصهيونية ضد مخالفيهم، والتي على اثرها امتنعت قنوات البث المشاركة في الكارتل الاعلامي عن بث خدمات الوعاظ غير المرغوبين، وحظر الترويج لهم، ليتم وصمهم بالهرطقة – وفق مبادئ الدمقراطية الانكلوميركية.
ولا تدري هاته الكنيسة المسيسة انها بذلك، انما تستحضر دماءها الكاثوليكية العريقة التي لم تنفصل عنها، ولم تغادر وثنيتها القديمة، خارج براقع الاعلام والسياسات الرسمية، التي جعلت (الملك) راس الكنيسة بدل (البابا)، بقرار من البرلمان الانكليزي [1529- 1536م].
وان الكنيسة الانجليكانية المسيسة احتفظت بمعظم التعليم الكاثوليكي الملخص في (39) بندا، وبما يجعل منها انشقاقا داخل الكاثوليكية، وليست كنيسة بروتستانتية اصلاحية – حقيقية- على غرار الكنيسة السكتلندية المشيخية.
واليوم، نجد عديد كنائس الكارزماتيك الامريكية والافريقية، تتبني دعاوى المسيحية الصهيونية/ اليهودية المشيحانية وتروج طروحاتها، وتحظى بدعم ورواج في القنوات المسيحية الامريكية الصهيونية.

لابد هنا من التمييز بين اتجاهين في مدارس تفسير الكتاب المقدس..
- تيار يستخدم الفكر الانجيلي اليسوعي في تفسير روايات العهد القديم، وفي حدود ما يناسب منها الانجيل واليسوع. ويدعى هذا في الغالب بالاتجاه الرمزي في التفسير الذي تزعمه اوريجن في القرن الثاني الميلادي.
- تيار يستخدم العهد القديم لقراءة الانجيل، وبما يناسب ويخدم الطروحات التوراتية، وهو التيار الحرفي، وكان ترتليان من ممثلي هذا الاتجاه ضمن اباء المسيحية.
وبالمقابل، كانت ثمة مدارس فكرية اقرت احد العهدين ورفضت الثاني رفضا قطعيا. فالتوراتيون رفضوا الانجيل، وقالوا بوجوده جملة ضمن تعاليم اليهودية. وتيار رفض العهد القديم بالجملة وحظره من التعليم، وكان على راسه ماركيون من القرن الثاني المسيحي.
ولكن الكنيسة التقليدية وقفت بحزم ضد كل من يخالف تقاليدها الكنسية، سواء الكنائس الشرقية البلدانية متعددة وفي مقدمتها القبطية التي حرمت واضطهدت الكثيرين، وحكمتهم بالهرطقة والحرم اشخاصا وكنائس. وفي روما تزعمت البابوية الكاثوليكية، موجات الاضطهاد التي طالت كنيسة القسطنطينية الاغريقية بالجملة.
وما يحصل اليوم بدعم السياسة الامريكية، ليس ارتقاء العبرانيين لقبول نعمة اليسوع، استعدادا للايام الاخيرة، وانما اعادة ترويض التعليم الانجيلي وتدجين شخصية اليسوع داخل الحضانة التوراتية، تارة بجعله تابعا لموسى، أو ابنا ليهوه، وتارة بجعله نفسه (يهوه) العهد الجديد، واتباعه بأنهم (اسرائيل العهد الجديد)!.
ـــــــــــــــــــــــــ
• مارتن لوثر [1483- 1546م] قاد حركة الاصلاح في المانيا واعلن انتقاده للكنيسة التقليدية في [31 اكتوبر 1517] وهو اول من ترجم البايبل للالمانية.
• جون كالفن [1509- 1564م] مصلح لاهوتي سويسري ايد حركة مارتن ويعتبر منشئ الكلفنية واليه تعود الكنيسة المشيخية، ويشتهر بكتابه (اسس الايمان المسيحي).
• جون وسلي [1703- 1793م] احد رموز الاصلاح الكنسي داخل الكنيسة الانجليكانية الانجليزية، من اوائل الذين قادوا نهضات روحية في انجلترا مع شقيقه رتشارد وسلي، وقاما بعدة رحلات وجولات في الولايات الاميركية. ساهم مع اخيه في اعداد كتاب الصلاة او الاناشيد الكنيسة الرسمي في الكنائس الانجليكانية [International Church Hymns].








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا


.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد




.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو


.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي




.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل