الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يكتب الادباء العرب فى الغرب بلغات اجنبية؟

سليم نزال

2017 / 6 / 11
الادب والفن



تعرضت اكثر من مرة لهذا السؤال لماذا تكتبون ادبكم بلغات اجنبية فى حين انكم عرب .اولا الادباء العرب من كتبوا لغات اجنبية انكليزية او فرنسية او اسبانية ليست ظاهرة جديدة.انها ظاهرة ارتبطت بالدرجة الاولى بالهجرة العربية المتلاحقة سواء الى الامركتيين او الى اوروبا لاحقا.و قد راينا الامر من ايام جبران و نعيمه الى امين المعلوف فى العصر الحاضر و غادة الكرمى و مفكرين من امثال محمد اركون و القائمة تطول .الكتابة بلغة اجنبية لا يجعل من ادب المرء انكليزيا او فرنسيا .على سبيل المثال حين كتب ييتس الارلندى كتبه و اشعاره بالانكليزية كانت كتابات عمليا تصب فى قلب االهم الارلندى.
.و لم اسمع فى حياتى مرة واحدة قيل فيها ان يييتس كان كاتبا انكليزيا حتى لو استخدم الانكليزية فى كتابته.

انا اعتقد ان اللغة المستعملة فى الكتابة ليست الاساس بل المواضيع المطروحة.نحن العرب نطرح اشكاليات نعيشها فى واقعنا الحاضر نعكس فيها بهذا القدر او ذاك البيئة التى تربينا فيها و جئنا منها .حتى الصور الشعريه فى الشعر مثلا تعكس الكثير منها المخزون الثقافى الذى تربينا عليه.كما تعكس هواجسنا فى اوطاننا الجديدة لانى لم اعد شخصيا اؤمن بنظرية الجسد هنا و الروح هناك كما كنا نقول فى السابق .انها نظرية تجعل منا اشخاص منفصلين عن واقعنا اليومى الذى نعيش فيه .و تفاعلنا مع قضايا اوطاننا الاصلية ينطلق من هذا الاساس المتماسك المتوازن.و لذا فان كتاباتنا بلغات اروربية هى ايضا ضمن التفاعل الحضارى الذى يتكون من خلال التفاعل مع الاخر .

لا يمكن لى بالطبع ان اصبح غربيا فقط لانى عشت معظم حياتى فى الغرب. مثلما لا يمكننى ان ادعى ان حياتى فى الغرب لم تترك اثرا على تفكيرى.انا احرص دوما على التاكيد انى فى روحى انتمى للشرق بغض النظر عن الامور السياسية لانها مسالة مد و جزر .انا شرقى و لا استطيع و لا اريد ان اخرج من جلدى ايضا .و لا ارى ان هذا يتصادم مع الخبرات و المعارف التى حصلت عليها فى الغرب و التى اثرت حياتى و كونت شخصيتى.
هذا عدا ان الامر يخضع لاعتبارات عملية .عندنا بدات فى كتابة مسرحيات الطريق الى بغداد باللغة العربية قدمت نصا منها ترجمته الى مخرج مسرحى نرويجى و التقيت بممثل و ممثلة لاجل تمثيل المسرحية و قد ابديا استعداد لاجل تمثيلها لكن لللاسف واجهت مشكلة ترجمة المسرحية.و لللاسف لم اترجم المسرحية حتى الان لان الامر يتطلب جهدا ووقتا لم يتوفر..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024


.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-




.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم


.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3




.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى