الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صيف هندى !

سليم نزال

2017 / 6 / 12
سيرة ذاتية



تحسن الجو و سطعت الشمس و قلت فى نفسى يا له من صيف هندى و هو تعبير نسبى على كل حال فى حالة تطبقه على حرارة الصيف فى اوسلو.
و الحقيقة انى كنت اعتقد ان تعبير الصيف الهندى الذى يصف جوا شديد الحرارة قادم من خلال مرحلة الاحتلال البريطانى فى الهند لكنى عرفت مؤخرا انه يصف طقسا حارا فى امريكا حيث لم يزل يطلق اسم الهند على السكان الاصليين .
و ذات مرة ثارت فى وجهى امراة من سكان امريكا الاصليين عندما استعملت تعبير الهنود و قالت بحدة نحن ليس هنودا و لسنا مسوؤلين عن غباء كولومبوس.و الغريب فى الامر انى عرفت انها تؤد اسرائيل على اساس ان اليهود هم السكان الاصليين قدخلت معها فى شرح طويل.
لكن لا يمكن تذوق حلاوة الصيف لو لم نعرف برد الشتاء و هو تعبير قاله جون شتابيك صاحب الرواية المعروفة عناقيد الغضب.

و قد فوجئت ان اسرائيل اسمت عملية عناقيد الغضب على هجومها على لبنان العام 1996 ان لم اكن مخطئا .قلت حينها انه اسم رواية قراتها لكنى كنت قد نسيت مؤلف الرواية.و الرواية عبارة عن رحلة عذاب لعائلة امريكية تتنقل من مكان لى اخر فى مرحلة الكساد الاقتصادى الذى ضرب امريكا فى ثلاثينيات القرن الماضى.و بصراحة لم افهم *المنطق* الاسرائيلى فى التسميه من وجهة نظرهم.

و انا استخدم تعبير المنطق بتحفظ لانهم لا يملكون اى منطق فى كل عدوانهم لكنى اسعى لفهم السبب فى اختيار رواية تتحدث عن طبقة المسحوقين فى امريكا الذى اكتشفوا زيف ما اسمى بالحلم الامريكى.و فى تلك الفترة اى من ثلاثينات القرن الماضى ظهرت مجموعة من الروايات و المسرحيات التى لها موقف نقدى من مقولة الحلم امريكى.من اهمها مصرع بائع متجول من تاليف ملر الذى كان زوجا للفنانة مارلين مونرو .و كذلك غاسبى الكبير التى كتبها فيتزجيرالد.و هما من اهم الكتب التى ترفت من خلالها على الفكر النقدى الامريكى الادبى.و ايضا من قتل فيرجينيا وولف و قد كتبت عنها دراسة نقدية من حوالى سبعة صفحات كما اذكر.

و عندما التقيت سكرتير الحزب الشيوعى الامريكى فى الثمانينات و هو حزب لا يتعدى فى ظنى بضعة الالاف دار حوار طويل حول كيف لعبت مقولة الحلم الامريكى دورا فى عدم انتشار الفكر اليسارى فى امريكا .و هو موضوع قد يحتاج الى كتابة منفصلة.
كم هو جميل الصيف عندما يكون كل شىء راءعا حيث اعتكف فى عرزالى فى الحديقة اقرا و اسمع الموسيقى و اكتب .فحين يعود الدف الى الارض تبدا الحياة كانها تنطلق من جديد .و قد بدانا نسمع صوت العصافير فى الصباح و ما كان هذا ليحصل لولا الدفء. كم هو رائع رؤية الصيف ليس فى الازهار فحسب بل فى وجوه الناس .,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت