الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في عملية الفجر الكبير:الجيش العربي السوري يواصل مطاردة داعش ويمزق الخطوط الحمراء الأمريكية

عليان عليان

2017 / 6 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


في عملية الفجر الكبير:الجيش العربي السوري يواصل مطاردة داعش ويمزق الخطوط الحمراء الأمريكية
بقلم : عليان عليان
إعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمره الصحفي في الثامن من شهر أيار – مايو الماضي ، أن الأولوية العسكرية هي للبادية ، هذا الإعلان لم يأت من فراغ ، بل جاء في ضوء إدراك القيادة السورية بأن معسكر أعداء سورية من أمريكان ورجعيين وأطلسيين لم يسلموا بنتائج معركة حلب ، بل راحوا يعملون على قضية تقسيم سورية من بوابة الجنوب والشرق السوري.
ففي الجنوب وعلى وقع مؤامرات الأسد المتأهب، حشد الأمريكان والأمريكان والبريطانيين والحلفاء في مطلع شهر أيار الماضي مختلف صنوف الأسلحة من دبابات ومدفعية وراجمات صواريخ في مواجهة درعا والسويداء لدعم قوات العشائر المدربة أمريكياً لغزو الأراضي السورية، ولإقامة منطقة آمنة تمتد من السويداء مروراً بدرعا وصولاً إلى القنيطرة ، حماية لأمن الكيان الصهيوني ، ولإقامة منطقة حكم ذاتي في منطقة حوران كخطوة على طريق تقسيم سورية.
لقد توقع العديد من المراقبين في ضوء قعقعة سلاح " الأسد المتأهب " اندفاعة عسكرية مدعومة أميركياً باتجاه درعا وما بعد درعا ، لقطع الطريق بين دمشق ودرعا، لكن هذا الهجوم المدعو أميركياً لم يحصل واستعيض عنه بتزويد مجاميع قبلية مرتزقة جرى تشكيلها من قبل غرفة " الموك" بمختلف صنوف الأسلحة وبإشراف من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية والبنتاغون .
الهجوم الأمريكي الإستراتيجي بالأدوات الرجعية والقبلية لم يحدث، بعد أن وصلت رسائل مباشرة من الغرفة المشتركة لمحور المقاومة، بأن الهجوم لن يكون نزهة في درعا ومحيطها، وأنه قد يؤدي إلى نشوب حرب إقليمية ، وإلى هزيمة قاسية لا تقل عن هزيمة معركة حلب الإستراتيجية ، ناهيك أن القيادة الروسية هي الأخرى أوصلت رسائل لمن يهمه الأمر بأنها لن تسمح بسلخ الجنوب من الدولة السورية ، وراحت تؤكد على لسان أكثر من مسؤول في الخارجية الروسيى حرصها على وحدة وسيادة سورية ، وأنها زودت الجيش العربي السوري بعد القصف الأميركي لمطار الشعيرات، بكل ما يلزمه من أسلحة صاروخيه لموجهة أي هجوم جديد .
وكل ما استطاعت الإدارة الأمريكية فعله هو دعم فرق قبلية من المرتزقة هي " أسود الشرقية " " ومغاوير الثورة " " وقوات أحمد العبدو " " وجيش العشائر" معولةً عليها السيطرة على مناطق البادية المتاخمة للحدود الأردنية والعراقية وصولاً لمعبر التنف الحدودي ، على أن يلعب العبدو ومرتزقته دوراً في ريف دمشق الشرقي" البادية " بعد الهزائم المتتالية للفصائل الإرهابية شرق العاصمة دمشق، ولجوء معظمها إلى تسويات تسمح لمن يرغب بتسوية أوضاعه من السوريين للبقاء في المنطقة التي يتواجد فيها، وتتيح الفرصة لمن لا يرغب بالبقاء بالرحيل إلى محافظة إدلب وجرابلس.
لم يتردد الجيش العربي السوري في البدء بتنفيذ عملية الفجر الكبرى وعلى عدة مراحل للسيطرة على البادية، وللحيلولة دون وقوعها تحت سيطرة الأمريكان وأدواتهم المحلية بعد طرد داعش منها.
بدأت عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه من منطقة مطار السين ووصلت منطقة السبع بيار في ريف دمشق الشرقي وسيطرت بشكل كامل على مثلث الظاظا ثم توجهت نحو الجنوب الشرقي لعدة كيلومترات ، ما أدى لتعرض رتل هندسي في الثامن عشر من شهر أيار الماضي ،لغارة أمريكية بذريعة تهديده لجماعات حليفة لواشنطن من قبل ما أسمته بالمليشيات التابعة للنظام.
ثم كانت خطة التحرك للجيش العربي السوري وحلفائه، على عدة محاور في إطار هجوم الفجر الكبير ، أبرزها محور شرق تدمر باتجاه بلدة السخنة ، ومحور القريتين في ريف حمص ، حيث تمكن الجيش العربي السورية وحلفاؤه من تحرير معظم المناطق في ريف حمص الجنوبي ومعظم محيط تدمر ، في حين فتح الجيش العربي السوري وحلفاؤه محوراً ثالثا في منطقة جيرود وسلسلة القلمون الشرقي لعزل الإرهابيين في القلمون الشرقي عن البادية لحماية ظهر الجيش العربي السوري وحلفائه .
أما المحور الرابع فكان محور السويداء، حيث تقدم الجيش العربي السوري وحلفاؤه من منطقة السويداء باتجاه الشمال للوصول إلى مثلث الظاظا ، من أجل توحد المحاور مع بعضها والزحف باتجاه معبر التنف الحدودي مع العراق .
ولا تزال الخطة العسكرية للجيش العربي السوري وحلفائه تسير وفقاً لما هو مرسوم لها بشكل دقيق ، حيث اندحرت من أمامها مجاميع المرتزقة القبلية ، ناهيك أن المعادلة الميدانية في غرب البادية تغيرت كثيراً منذ الغارة الأميركية ضد قوات الجيش وحلفائه في الثالث والعشرين من شهر أيار- مايو الماضي ،فقوات الجيش العربي السوري وحلفاؤه ،التي كانت تسيطر على جيب متقدم رأسه منطقة السبع بيار، عزّزت مواقعها وكسبت أهم مواقع "داعش" المجاورة في جبال تدمر الغربية، وضمنت أمان قواتها المتقدمة شرقاً.
كما أن القصف الأميركي للجيش العربي السوري وحلفائه للمرة الثانية في السادس من حزيران الجاري، لم يثن الجيش العربي السوري عن مواصلة تقدمه حيث تجاوز مثلث بغداد دمشق عمان ، وبات على مسافة تقل عن 60 كيلو مترا عن معبر التنف الحدودي ، ناهيك أن الجيش العربي السوري يغذ الخطى باتجاه الحدود مع العراق ، وفي محيط مدينة دير الزور ، وذلك في خطوة استباقية لفك الحصار عن المدينة وتحريرها من تنظيم داعش الإرهابي ، وللوصول إلى الحدود السورية العراقية لإفشال المخطط الأمريكي الهادف إلى منع التواصل الجيوسياسي بين سورية من جهة والعراق وإيران من جهة أخرى، ولتمزيق جميع الخطوط الحمراء التي حددها الأمريكان في الشرق السوري.
لقد حقق الجيش العربي السوري في مطاردته الساخنة لتنظيم داعش شرق القلمون وفي عموم البادية الشرقية والجنوبية الشرقية وخلال ثلاثة أسابيع ،إنجازات إستراتيجية هائلة، ثمثلت باستعادة كامل ريف حمص الجنوبي، وفصل مناطق القلمون الشرقي عن البادية فضلاً عن استمرار التوسع أكثر في ريف حمص الشرقي وحررت ما مساحته 13 ألف كيلو متر مربع أي ما يعادل مساحة لبنان، وهو ماض في هجومه الإستراتيجي للقضاء بشكل نهائي على وجود داعش في البادية .
وهذه الإنجازات العسكرية الإستراتيجية في البادية الشرقية والجنوبية الشرقية قبرت إلى غير رجعة الخطة الصهيو أميركية الرجعية والتقسيمية التي تستهدف( أولاً ) إقامة كانتون طائفي في حوران بارتباطات إقليمية جرى التمهيد له بصياغة ما تسمى " بوثيقة أهالي حوران للحكم الذاتي " للحيلولة دون ما أسموه بوصول المد الشيعي المزعوم لحوران وللحدود الأردنية السورية( وثانياً) إقامة كانتون طائفي آخر قرب القنيطرة لحماية أمن الكيان الصهيوني ( وثالثاً ) الإمساك بالحدود السورية العراقية لمنع التواصل البري بين دمشق وبغداد وطهران.
وفيما يتعلق بمسألة الخطة الأميركية للإمساك بالحدود السورية العراقية توقف العديد من المراقبين أمام التفاهم الأميركي الروسي الذي تبلور إبان زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى واشنطن، ولقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في العاشر من شهر أيار – مايو الماضي، والذي يكرس الوجود الأميركي في التنف ومحيطها فقط ، حيث توجد قوات خاصة أميركية وبريطانية ومجاميع مرتزقة قبلية ، في حين يمنع التوسع الأميركي شمالاً على طول الحدود.
فالاتفاق- غير المعلن - حسب العديد من المصادر، جاء في ضوء إصرار الجيش العربي السوري وحلفائه للوصول إلى معبر التنف الحدودي، غير آبه بالتحذيرات والمنشورات الأمريكية، حيث طلب الأمريكان من الروس وقف اندفاعة الجيش العربي السوري باتجاه التنف مقابل إطلاق يد الجيش على امتداد الحدود شمالاً.
فالتفاهم الروسي الأمريكي يترك للأمريكان منطقة أمان تمتد ضمن شعاع دائري لحوالى 50- 60 كيلومتراً من قاعدتها في التنف، فيما تعود للجانب الروسي وحلفائه السيطرة على المناطق الباقية من البادية الحدودية شمالاً، باتجاه مناطق وادي الفرات وعلى طول الحدود مع العراق التي يبلغ طولها 605 كيلو مترات، الأمر الذي جرى تفسيره في سياق الخطة الروسية السورية المشتركة، بأنه مناورة لحصر الحضور الأميركي في منطقة محدودة ، ولتسهيل مهمة الجيش السوري وحلفائه لفك الحصار عن مدينة دير الزور ، ومن ثم التواجد على معظم الحدود مع العراق والالتقاء مع القوات العراقية التي وصلت هي الأخرى إلى الحدود مع سورية.
باختصار شديد يمكن القول أن الجيش العربي السوري قطع شوطاً طويلاً في دحر تنظيم داعش من معظم البادية السورية، ووصل بكل ثقة واقتدار إلى الحدود مع العراق،وطرد الدواعش من آخر معاقلهم " مدينة مسكنة" في الريف الشرقي لمدينة حلب ،ودخل منطقة الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، وحرر 37 قرية في ريفي حلب الشرقي والرقة ، وبات قاب قوسين أو أدنى من فك الحصار عن مدينة دير الزور ، وعن الوحدات العسكرية المحاصرة من قبل تنظيم داعش منذ ثلاث سنوات .
وبثقة كبيرة ، يمكن القول أن الجيش العربي السوري وحلفائه، أحبط حتى اللحظة المخطط التقسيمي من بوابة الجنوب السوري والجنوب الشرقي ، وحال دون مسك الأمريكان وأدواتهم للحدود السورية العراقية .
ولكن يجب أن لا يساورنا أدنى شك في أن الصدام مع الأمريكان يظل قائماً رغم التفاهم الروسي الأميركي بشأن معبر التنف قرب مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية، لأن التسليم الأمريكي بسيطرة الجيشين السوري والعراقي على امتداد الحدود العراقية السورية ، يعني الاعتراف الأميركي نهائياً بفشل مشروعه التقسيمي في جنوب وشرق سورية، خاصةً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن إمساك الجيشين العراقي والسوري لطرفي الحدود، يربك إلى حد كبير مشروع الفيدرالية الكردية وأداته " قوات سورية الديمقراطية" المدعومة أمريكيا.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سقوط قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على سيارتين في منطقة الشها


.. نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: الوضع بغزة صعب للغاية




.. وصول وفد أردني إلى غزة


.. قراءة عسكرية.. رشقات صاروخية من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف




.. لصحتك.. أعط ظهرك وامش للخلف!