الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من نصادق، ومن نعادي؟

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


سألت صديقتي: هل تعرفين أصدقاءك؟
-بصراحة. لم يعد لديّ صداقات حقيقيّة.
هل تعرفين أعداءك؟
-لو قلت لك سوف تتركين صداقتي، لكنّني أشعر أن وراء كل سوري سيف سوف يستله ليقتلك عندما تفتحين فمك،" مع عدم التعميم"
-أما أنا فلا أعرف صديقي من عدوّي، أو ربما جميعهم أعداء بصفة أصدقاء" مع التعميم"
كانت صديقتي قد تعرّضت لمضايقات من طائفتها لأنّها تحدّثت أمامهم عن وقوفها ضد التّهجير، هي ليست صفراً في الحياة، فهي لا زالت تقيم في سورية، وعلى رأس عملها ، وهي تقول أنّها تضطهد من محيطها أكثر من النّظام.
عندما كنت أقيم في سوريا كنّا نثرثر معاً حول أشياء يمجدّها من نعمل معهم " سياسياً" وفي إحدى المرات قالت لي: لن أعمل في السياسة بعد الآن. كان هذا منذ زمن بعيد. سهرنا معاً في منزلي. بكت. قالت: كيف يمكن لي أن أقنع هذه النخبة بأنّ الشيخ إمام أو مظفر النواب ربما هم شعراء لكنهم فقدوا قدرتهم على النّضال عندما تبناهم النّظام. فوجئت بكلامها، وقد كان أبي يحبّ مظفر كثيراً، وربما أغلبية الشّعب السوري. ثم قالت: ضحك المسؤولون والمخابرات له عندما قال أولاد القحبة، وتغنى الفقراء بالتعبير. هو انتقاص من قيمة المرأة. قالت لي: أحترم القحبة فهي ربما أشرف من بعض السياسيين. أتت في تلك السّهرة على جميع الكتاب والشعراء لدرجة أحسست أنها سوف تنفجر، فقد بدأت بنزار، وانتهت بسميح القاسم، وهي تعلّل رأيها، وأنا أغضب في داخلي.
تركت صديقتي السّياسة، وحذوت حذوها. لم أبح لها أنّها كانت على صواب لأنّني يومها كنت مستمعة جيدة، وأتعاطف معها لأنّ أحد المسؤولين كان قد مد يده على صدرها.
منذ أيام تحدثت معي صديقتي:
"سوف أعمل ضد الطوائف والقوميات في سورية"
-لماذا أنت ثائرة على نفسك يا صديقتي؟ ماذا حدث؟
-في سهرة عائليّة وقفت ضد تهجير أهل حمص، وضد " تحرير الرّقة المزعوم" فأعطوني واحداً خلف الآخر درساً في الوطنية، وفي محاربة الإرهاب. هل تعتقدين بوجود داعش؟ الجميع يعرف أن داعش اسم خيالي، وأن محارتها لا تحتاج إلى سلاح هي تنسحب من الرّقة الآن. رأيت نفسي مطعونة فصرخت بالجميع. لا تستحقون أكثر من بشار، طبقت الباب، وخرجت، ولا زلت أرتجف حتى الآن. قرّرت أن أقول رأيي في كلّ الأماكن. كل القضايا المطروحة على السّاحة السورية كاذبة بدءاً من محاربة الإرهاب وانتهاء بتقرير المصير. أتحدّث معك من الشارع، وبصوت عال: كل الحركات السياسية والعسكرية اليوم في سورية دكتاتورية كما النّظام. لا أحد يتجرأ على مخالقتهم، ومع هذا فالوضع داخل سورية أفضل من خارجها. أغلب الذين أعرفهم وخرجوا لا يهمهم العلم، ولا يجيدون اللغات، لكنهم يكتبون أفكارهم بالفرنسية والألمانية فمن سوف يفهم هنا؟
-إن كنت تقصدينني. فأنا أترجم إلى العربية. أرغب أن أضيف بعض المعلومات لمن يحب.
-أنت مثلهم يا صديقتي. لو كنت أقصدك. لماذا أتحدّث معك؟
أقصد فقط أننا نحن من صنع الدكتاتور، وذلك الدكتاتور يمثّل الكثير من " المثقفين" بل إنّهم يسعون لأن يصلوا إلى ثقافته.
-هوّني عليك يا صديقتي، فغداً سيعود الوطن وطناً.
-تحلمين! هذا مقبرة. أغلب من بقى ينتظر بطن الوطن. هذه الثرى التي رفض مغادرتها سوف تغمر جثمانه، فالقتل سوف يستمر، وكل فريق يخوّن الفريق الآخر. اليوم وفق التصنيفات لا شرفاء. الكل خونة. لذا سوف أتحدث كما أريد، ولن أخاف الموت.
هل لم يعد للوطن حضن، وأصبح بطنه حضنه؟
ثم أضافت. سوف أقول لك سرّاً: لا أحترم جيفارا!
شهقت من المفاجأة. هل هناك من لا يحترم الرّجل؟
-أنا. إن كان ثائراً فهذا شأنه أما إن كان ماجناً ففيه نظر، سمعت باسم ابنه عمر، وعملت بحثاً عنه. هو لم يعترف به، ولا بأمّه فقط أخته من زوجة جيفارا الأولى من اعترف به، وكان قد تزوج ثلاث نساء. في المرة المقبلة سوف أتحدث لك عن أنشتاين. أيضاً لا أحترمه. قد يكون عالماً لمنه ليس إنسان، وفي جعبتي الكثير.
لا أعرف إن كانت سوف تقتل بيد النّظام أم المعارضة، لكنّني ورغم اختلافي معها جزئياً أرى أنها ثورة بكل معنى الكلمة.
ربما رؤية صديقتي ثاقبة أكثر من رؤيتي، ولأنّني أثق بها أرى أنّ ما قالته سليماً. كيف ترونه أنتم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صديقتك على حق
ماجدة منصور ( 2017 / 6 / 13 - 06:04 )
صديقتك على حق سيدة نادية...نحن فقدنا الثقة بالنظام و المعارضة و الأحزاب و رجال الدين0
ومؤخرا أخذنا نفقد الثقة ببعضنا بعضا..لأن هذا النظام قد عمل بشكل ممنهج على تدمير مظومة القيم التي كنًا نتمتع بها..0
أنا أعرف رجل ..نظم تهمة كيدية لإبنه و إعتقله النظام منذ 10 سنوات!!0
و هناك رجل دين من أقاربي و قد حج الى الوثن الأسود في السعودية 5 مرات..هذا المتدين سرق إرث إبنتي الوحيدة..و قد مات منذ فترة..الله يغمقلوا0
صديقتك على حق فكم من شعارات بائسة آمنًا بها و صدقناها و عملنا من أجل تلك الشعارات سنوات طويلة و إذ بنا نكتشف،،في آخر الحفلة،، أننا أكلنا خازوق قد دقً بأسفلنا0
يحق للسوريين الآن الكفر بكل شيئ ..إبتداء من الكفر بالله و إنتهاء الى الكفر بالوطن0
لك الإحترام أستاذة نادية


2 - نحن ليس لنا حقوق
نادية خلوف ( 2017 / 6 / 14 - 12:49 )
عزيزتي ماجدة منصور. أشم رائحة الظلم من كلامك، وشكراً لأنك تتابعين ما أكتب. لو دخلت في .تفاصيل أكثر، لربما قتلت. فهناك كل أنواع القتل يصلون لك داخل سورية وخارجها.

اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح