الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدل حول زواج التراضي و إستمرار علماء الدين في تضليل العباد و الاستخفاف بعقولهم

عبير سويكت

2017 / 6 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




لماذا لا تتزوج المرأة البالغة العاقلة دون أذن وليها ؟


في أحدي المرات قرأت في الصحف السودانية بيان صحفي تحت عنوان : (إلغاء الولاية في الزواج تبديل لأحكام الله، وهدم لتماسك الأسرة) لحزب التحرير، وأنا أقول حقيقة لقد طفح الكيل من مثل هذه الأفكار اللاعقلانيه اللامنطقية وغير الموضوعية، السودان صار الجميع فيه يشرع كما يحلو له والجميع جعلوا من أنفسهم الرقيب الحسيب علي العباد، ألم يحن الوقت لكي ندع الخلق للخالق، ويفهم هؤلاء أن الدين هو علاقه بين العبد وربه لا مجال لثالث بينهم، يعني لا مجال للمجتمع ولا لحزب التحرير ولا لأي شخص ليجعل من نفسه المسؤول عن ألاخر. لماذا كل هذا الغضب والاستهجان والاستنكار للقرارات الصادرة في إجازة مقترح قانون زواج التراضي بين العاقلين البالغين دون موافقة الولي؟ وهنا السؤال يطرح نفسه من حرم زواج العاقلين البالغين الراشدين من غير موافقة الولي؟ وعلي ماذا يستندون في تحريمهم للزواج من غير موافقة الولي؟ قوله صلى الله عليه وسلم: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ» ؟لقد سبق وتحدثت في مقالاتي السابقة تحت عنوان : (دعوة للنقاش والحوار لماذا زواج المسلمة من المسيحي حرام؟) و (دعوة للنقاش والحوار لماذا لا يحكم المسيحي في بلد أغلبيته مسلمة؟)، وقد سبق أن ذكرت أن المسلمين يرتكزون علي القرآن الكريم المتمثل في قول الله تعالى وعلي السنة النبوية الشريفة اي قول الرسول صلعم، وهنا نجد أن التحريم مبنى استناداً علي السنة فقط لكن ليس هنالك ايه قرآنية واحدة تؤكد التحريم، وحتى الأحاديث النبوية الشريفة فيها الأحاديث الصحيحة وغير الصحيحة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هذه الأحاديث يقال انها قول الرسول صلعم منقول عن فلان وفلان وفلان اي أنها دونت وكتبت بأيدي بشر مثلنا في زمان معين ومكان معين ولحادثة معينة، لكن نحن لم نكن موجودين في ذلك الوقت وعندما ينقل لك كلام وانت لم تكن شاهد عيان عليه بخلاف الوحي السماوي فأنت من واجبك كإنسان خلقه الله عز وجل وكرمه بالعقل أن تفكر علي الأقل في الموضوع وتتمعن فيه، لأن حتى الله عز وجل عرفه الإنسان عن طريق العقل فعندما تفكر سيدنا إبراهيم عليه السلام في خلق الكون من حوله توصل إلى حقيقية وجود الله ، إذن حتى وإن أتيت لي بمئة حديث منقول عن طريق بشر مثلي ولم أكن انا شاهد عيان عليه ولا أجد فيه شيء من الموضوعية ولا العقلانية،فأنا لست مجبوره بأن اتبعك اتباع الخراف، لذلك لم أستشهد بأنه تم تحرير نكاح المرأة العاقلة البالغة من غير ولي في مذهب الحنفية، لأني أريد أن أؤكد علي النقطة التي تطرقت لها في مقالاتي السابقة في أنه أن وجدنا شيء غير منطقي أو عقلاني حتى وإن لم يتم تحريره من أبي حنيفة النعمان الذي هو بشر مثلنا وليس لدية وحي مرسل أنما لدية عقل مثلنا وليس لديه علم الغيب ويمكن أن يخطي ويصيب إذا لم نقتنع بأي فتوى أو أي قرار لن نطبقه، لذلك هأنا أقول رأي وحتى وأن لم يعجب الجميع لأني أرفض أن أكون من الخراف واتبع ثقافة الذين يريدون إعادة ثقافة قطع الأرجل من خلاف لهذا السبب أنا شخصيا ابارك هذا المقترح وأدعو الي تطبيقه في اقرب فرصه ممكنه.
الزواج هو علاقة بين شخصين ذكر وأنثى :(إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) ،إذن من هنا يتضح لنا أن الزواج علاقة بين شخصين فقط ليس ثلاثة أو أربعة أو ستة وهذا لخصوصية العلاقة التي من أهم شروطها موافقة الطرفين المقبلين على الزواج الذين اختار كل منهما الآخر شريكاً لحياته إذن لماذا تريدون أن تفرضوا عليهما ولاية وموافقة طرف آخر حتى وإن كان ولي الأمر؟ هل لأن الطرفين المقبلين على الزواج مصابين بعاهة عقلية أو نفسية أو جسدية تجعل من الصعب إعتماد قراراتهم أو أخذها بعين العقل أم ماذا؟ أم أن القلم مرفوع عنهما؟ وأنا علي حد علمي يرفع القلم عن ثلاثة المجنون حتى يعقل والنائم حتى يستيقظ والصبي حتى يحلم، فإذا كانا عاقلين بالغين في كامل قواهم العقلية والجسدية لماذا يحتاجان لولي في إتخاذ قراراتهم الحياتية الخاصة ، هل ولي الأمر هو من سيتزوج؟ هل هو من سيعيش مع هذا الشريك ويتقاسم معه حياته؟ لا أظن، وإذا افترضنا أن الطرفين علي رضاء تام ويريدان أن يبنيا حياتهم مع بعضهما لكن ولي الأمر لا يوافق ماذا يفعلا؟ أنا بالنسبة لي كلام الولاية ليس بمنطقي ولا عقلي وإذا إتفقنا علي هذا الرأي فلماذا في حالة الطلاق والخلع أيضاً لا تفرضون موافقة الولي ؟ أم الهدف فقط هو التضييق علي الناس وكبتهم وتصعيب حياتهم الدنيوية؟ وإضف أن الذين يقولون أن صحة زواج التراضي من غير الولاية سوف يشيع الفاحشة فأنا أرى العكس الذي سوف يشيع الفاحشة هو هذا النوع من التفكير المتعصب اللاعقلاني الذي ليس له صلة بالإسلام دين الوسطية ودين اليسر وليس العسر وأمثال هؤلاء الذين يريدون أن يصعبوا الحياة علي الناس ويحللوا ويحرموا كما يشاؤون هؤلاء هم سبب تشوية الإسلام واحكامة ويدعون لتعسير الأمور لا لتيسيرها لغرض في انفسهم.

عبير سويكت ناشطة سودانية و كاتبة صحفية
مقيمة بباريس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا


.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد




.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو


.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي




.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل