الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق عاشقه بين اليقظة والأحلام

عبير سويكت

2017 / 6 / 13
الادب والفن



تختلف كلمة الحب ومعناها وتتباين من شخص لآخر، ويختلف مدى إحساس الأشخاص بكل ما هو جميل في هذا الكون وأجمله الإحساس بالحب، أجمل إحساس يمكن أن يعيشه الإنسان أي كان الزمان والمكان و أي كان نوع هذا الحب ، متبادلا بين الطرفين، أومن طرف وأحد، أو حب مستحيل.. الخ، وأي كانت النهاية سعيدة أو حزينه ، مجرد الإحساس بالحب هو أجمل إحساس يمكن أن يشعر به الإنسان علي الإطلاق حتى وإن لم يبادلك الطرف الآخر نفس الشعور، وحتى وأن كان الحب مستحيل، جمال الحب هو في إمكانية الشعور به، لأن الحب يجعلك تشعر بأشياء جميله ،يجعلك تمتطي مركبته ويذهب ويحلق بك في عالم آخر بعيداً عن عالم الآخرين، يخصك وحدك بهذه الجولة الزهريه النرجسية، يجعلك ترى وتشعر بأشياء في قمة الجمال والروعه لا يشعر بها ولا يتحسسها إلا المحب، يملأ قلبك بأحاسيس وردية، فتقتحم إذنك أنغام موسيقية بكلمات العشق وألحانه، وتصبح عينك ذهبية تتلألأ بريقا لما تراه من لوحات العشق الفنية ، فيزداد حبك وتقدسيك لهذه الشخصية التي عشقتها فكان عشقك لها مصدر إلهام فني ونغم موسيقى وخيال وردي وإحساس مرهف ،وجمال هذا الإحساس هو من يترجم ويرسم مدى روعة هذه الشخصية التي كانت مصدر الإلهام والشجن، مصدر الأنين والفرح، فكلما زار مخيلتك طيف هذه الشخصية تبرق عيناك ذائبة في نسيج لقوز قزح تعددت ألوانه القزحية كل لون يحمل رسالة عشق مرجانية نابعة من بحور الحب وأنهاره السرمدية، تتعدد الألوان بتعدد الرسائل ومعناه السامي حاملة بداخلها أجمل الكلمات والحروف لترسم أجمل لوحة عشق لم يتعد خطاه من الواقعية وصارت حبيست الخيال العاشق لشخصية مصيرها أن تكون يوماً أسطورة من أساطير أفريقيا البطولية النضالية، فيا لأفريقيا السمراء الجميلة، منبع الجمال والطيبه، لقد بحثت طويلاً عن هذه الشخصية التي سلبتني عقلي و قلبي فلم أجدها إلا في ربوع أرضك الخضراء السندسية، لقد عجزت بلدان العالم أن تلد هذه الشخصية التي ترسخت فيها الخصال الأفريقية العربية فكونت مزيجها السحري وسقتني كؤوس عشقاً حتى الثمالة، أشرد بمخيلتي بعيداً وطويلا لكي أمكن عقلي الباطني من نسج معالم وجه هذه الشخصية التي عندما أراها أمامي لا أستطيع أن أطيل النظر إليها خجلاً وخوفا ولكن عقلي وقلبي وجسدي بكامل جواره يتحسسها من على بعد أميالا، فيزداد ذوبانا في عشقها وولعا، هذه الشخصية التي تظهر قسوة المقاتل الشرس المترعرع في إدغال أفريقيا ولكن سرعان ما تكشف رنات صوته ونظرات عينيه الالمعية عن دفء قلب طيب جار عليه الزمان والمكان لكن لم يسلب هذا القلب جوهره الإنسانى بل زاد المحارب قوة وعزيمة، وكلما زاد شرودك في تمعن هذه الشخصية كلما ازدت ولعا وشوقا لمعرفة ما وراء هذا الجدار الحديدي، تعلم جيداً أن اختراقه صعباً ومفتاحه لغز أصعب لكن جماله يجعلك مغرما ضائعا إختلطت عليك طرق الوصول إلى نهر العشق وازدت عطشا وعشقاً وولعا، وكلما تقدمت كلما زاد في بنيان جسره الحديدي صلابة حتى أرهقني عناء الطريق نحو المجهول، وكلما تمنع الجدران الحديدي كلما زادت رغبتي في إختراقه، فالتمرد وقوة الشخصيه يزيد كاريزمة الشخصية وإنجذابي لها، رأيته عصى القلب شيمته الصمت ،فتسائلت هل للعشق طريقا إلى قلبه. وهكذا تتوق النفس لمعرفة الإنسان المتخفي وراء هذا الجدران الحديدي، الذي ألهمني وسحرني، فبت أعزف الأوتار أمام جدرانه عسى ولعل يسمع أنين قلبي، حتى تعبت أناملي من العزف، وأبت كرامتي أن تخضع لمزيد من نداء قلبي فقد عشقت بصدق وفي العشق مذلة وأنا طبعي طبع الكرام ، فقررت الرحيل بكل أسف، وبما أن مشوار الرحيل صعب ويعصى علي قلبي المرهف تحمله، خدعت قلبي ووعدته بحلم أجمل وقلب أرق وأطيب لكي أنسىيه حزنه ركضت به مسرعة سرعة الرياح نحو حديقة غناء كست الخضرة والازهار والورود أرجاءها وأحاطت بها الأنهار العذبة وامتلأت بشتى أنواع الطيور والعصافير لتنسج أجمل نسيج وتغرد بأجمل الألحان فيذوب قلبي في أنغامها وتصحبني بعيداً في عالم خيالي وردي، فأسرع في إغلاق الباب قبل أن يفيق قلبي من غيبوبته، طالبة من الأوتار أن تستمر في لحنها حتى لا يفيق قلبي من هذا التنويم المغناطيسي إلى حين أن تفقد ذاكرته كل ما يتعلق برجل الادغال وجدرانه الحديدي ثم أحلق وأحلق وأحلق دون أن أعرف إلى أين سيحط بي الرحال .
عبير سويكت ناشطة سودانية و كاتبة صحفية
مقيمة بباريس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع