الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة انتماء وتكامُل

عزيز سمعان دعيم

2017 / 6 / 13
المجتمع المدني


مقابلة مع المربية الفاضلة فيوليت خوري

المربية فيوليت مربية مارست رسالة التربية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة لفترة تزيد عن أربعة عقود، وقد تركز عملها في الصفوف الثانية والثالثة الابتدائي، في تعليم معظم مواضيع الصف وعلى الأخص اللغة العربية. مربية أحبت تلاميذها وعاشت مهنتها بكل مهنية وحيوية ونشاط من يوم ابتداء عملها، وهي في جيل لا يتعدى العشرين من العمر إلى يوم خروجها للتقاعد قبل سنة. أحبت مدرستها وزملائها وكانت الابتسامة المشرقة والمتجولة في رحاب الصرح التعليمي.
تعتبر المربية فيوليت أن ثقافة السّلم المجتمعيّ هي قبل كل شيء انتماء للمكان الذي أنا فيه، وهي الثقافة التي تزرع الطمأنينة فيمن تشملهم وتبث هدأة البال، فهي توجّه إيجابي، ومن المهم نشرها من خلال المدرسة، الأمر الذي يساهم في نقلها للبيت والمجتمع، إذ أن النتيجة قد تكون لها أبعادًا مستقبلية وليست بالضرورة آنية حالية، أي قد لا تعطي ثقافة السلام الثمر المرجو منها حالًا ولكنها بلا شك ستظهر ثمارها جليًا وبلا تأخير. كما وترى أنّ دور الإدارة المدرسيّة هو دور هام في نشر ثقافة السّلم المجتمعيّ، فمن خلال تعامل الإدارة مع المعلمين والعلاقة معًا وفقا لروح ثقافة السلام، يتم نقل هذا النموذج بروح طيبة للطلاب من خلال تعامل المعلمين معهم. كما ومن المهم أن يكون تواصل وتعاون دائم بين المدرسة والبيت، كما يهتم البيت بمعرفة تفاصيل المنهاج التعليمي والمواضيع العلمية، هكذا من المهم أن يدرك الأهل منهجية ثقافة السلام التي تتبعها المؤسسة التربوية، والقيام بدورهم كشركاء فاعلين.
في اعتبارها أن أهم العوامل المعززة لبناء شراكة مجتمعيّة بين المدرسة والمجتمع المحلي لنشر ثقافة السّلم المجتمعيّ هي البرامج والمشاريع التي تساهم في التوعية مثل: المحاضرات، الأفلام، نماذج لقصص تربوية، والعلاقات الطيبة بين الأطراف، وتشجيع الطلاب من خلال رسائل وشهادات تقدير واعتزاز، كما ومن المهم بناء منهجية مدرسية خاصة، يتبنى فيها كل صف بشكل منهجي عنصرًا من عناصر ثقافة السلام بحيث يتعلم الطلاب عنه من خلال مشاركتهم بعضهم مع بعض بإرشاد المعلم/ة، والتدرب على العيش بموجب معاييره وتوجهاته، وإدراك مضمونه، والمداومة على الاستمرارية في كل سنة دراسية مع عنصر آخر ومتابعة ما سبق.
أما أهم العقبات فهي النظرة المجتمعية السلبية لتعددية الخلفيات وتعدد البيئات التي يأتي منها الطلاب والمعلمين وعدم رؤية جوانبها الايجابية، إضافة للمشاكل السياسية والاجتماعية التي نراها ونعيشها في الحياة والتي تعطي صورة سلبية للمجتمع، وهي عامل أساس يحُث على تبني هذه الثقافة السلمية، لتغيير نمط الحياة المجتمعية سعيًا نحو القدوة والمثال الإيجابي. وكذلك من المعيقات اعتبار الناس أحيانًا لمفهوم وتوجّه المحبة والتسامح على أنه ضعف، وبالتالي اليأس من العيش بحسب القيم والمثاليات، فمثلا العديد من الأهالي يشجعون أولادهم بالرد على العنف بالعنف، أو السن بالسن. وعليه تقترح بعض الحلول منها: تخصيص حصة أو فترة تعليمية للتوعية لثقافة السلم المجتمعي، والعمل على تذويت حياة السلم المجتمعي بحيث يكون نهجًا حياتيًا مدرسيًا، والأهم ألا نفقد الأمل في تحسين الوضع المجتمعي، والتعلّم من حضارات الشعوب المسالمة والراقية.
وقد لخصت المربية فيوليت توجهها لثقافة السلام بقولها "حتى يصل الانسان لشيء كامل وصالح، عليه أن يستعمل الأجزاء لتكوّن وحدة صحيحة، فعلى سبيل المثال لنحصل على قالب حلوى بجودة عالية يجب أن يتركب من كل مكوناته بالنسب المطلوبة، كذلك الأمر مع ثقافة السلام، أي علينا النظر لثقافة السلام بشكل متكامل، فنسعى للأفضل".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء


.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل




.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة


.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا




.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة