الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وماذا بعد قيام الدولة الكردية المستقلة

جعفر المظفر

2017 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


وماذا بعد قيام الدولة الكردية المستقلة
جعفر المظفر
هل هناك متغيرات ستطرأ على طبيعة الموانع التي كنا نعتقد نحن العرب العراقيون بفاعليتها في منع قيام الدولة الكردية .. ما زال البعض يعتقد أن العامل الإقليمي هو الفيصل, فالأتراك والإيرانيون سيقفون بشدة ضد قصة الإنفصال لأنها تشكل تهديدا خطيرا لأمنهم الداخلي ووحدة أراضيهم, وهذا البعض يظن, وعلى طريقة عبدالمطلب جد النبي, أن للعراق رب يحميه, وهنا سوف يقوم الأتراك والإيرانيون بما لم تعد بغداد قادرة على أن تقوم به.
الحديث بلا شك يتحمل الكثير من التشعبات, لكني أود هنا أن نجيد الوقوف أمام توقع حصول المتغير التالي : بطبيعة الحال هناك متغيرات اساسية حصلت على الأرض, وبموجبها ليس متوقعا بعد قيام الدولة الكردية ان يظل هناك عراق عربي واحد بل أن من المرجح أن يكون هناك عراقَيْن أحدهما عربي سني والآخر شيعي, وسيكون هناك إحتمال كبير ان يجري السيناريو على الشكل التالي :
1- أن تَنضم أو أن تُضم بعض من المناطق الغربية والشمالية العربية السنية إلى تركيا وبعض منها للأردن, أو لكيان (سوري سني !) قد يكون ناتجا للحرب هناك.
2- أن تكون هناك دولة شيعية في الجنوب والوسط ستلتحق آن آجلا أو عاجلا مع إيران.
المشكلة الكبيرة التي سيخلقها الإنفصال الكردي هي الثانية لأنها ستؤدي إلى تضم إيران الجزأ الأعظم من الثروة النفطية التي ستجعلها صاحبة القرار النفطي الأول في المنطقة إضافة إلى جملة من المتغيرات الديموغرافية التي ستجعلها الرابح الأعظم من الإنفصال الكردي.
سيناريو كهذا لا بد وأن تأخذه امريكا بنظر الإعتبار إن لم تكن أخذته فعلا وهو يقوم على المتغير الذي يقول أن من مصلحة إيران أن تقوم الدولة الكردية وإن الفيتو الإيراني السابق سوف يتغير بكل تأكيد لأن وجود العراق الشيعي في حوزتها سيجعلها على خطوط التماس مع الكويت والسعودية أيضا وبعدها سيكون الخليج برمته في الحضن الإيراني.
بعد ان تنتهي داعش من المفترض أن يكون الطريق مفتوحا أمام حصول هذه المتغيرات وفي مقدمتها قيام الدولة الكردية وما سوف تؤدي إليه من تداعيات على صعيد قيام الكيانين الشيعي والسني والحال الذي سيكونا عليه بعد الإنفصال.
إن على الأخوة الأكراد أن ياخذوا بنظر الإعتبار تاثير هذا المتغير على مشروع قيام الدولة الكردية ويحسبوا بالتالي إمكانية أن يتغير الموقف الدولي بالذات من موقع التعاطف معهم إلى موقع التخلي عنهم كما حصل في عام 1975.
ثم ان من المهم أيضا أن يعيدوا دراسة موقفهم من قضية الدولة المستقلة على ضوء السؤال الذي مفاده: أوَ ليس ما تحقق لهم فعليا من خلال وجودهم في عراق فدرالي هو أفضل مما سيتحقق لهم حال الإستقلال ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجرب التاكو السعودي بالكبدة مع الشيف ل


.. لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس




.. بعد 200 يوم.. كتائب القسام: إسرائيل لم تقض على مقاتلينا في غ


.. -طريق التنمية-.. خطة أنقرة للربط بين الخليج العربي وأوروبا ع




.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: حزب الله هو الأقوى عسكريا لأنه م