الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دامداماران [25] المانوية [Manichæism]..

وديع العبيدي

2017 / 6 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وديع العبيدي
دامداماران [25] المانوية [Manichæism]..
المانوية : ديانة تنسب إلى ماني الذي ظهر في زمان (شابور بن أردشير) وقتله )بهرام بن هرمز بن شابور( بعد (يسوع) المولود في عام (216م) في بابل. وقيل أن الوحي أتاه وهو في الثانية عشر من عمره، وكان في الأصل مجوسياً عارفاً بمذاهب قومه، وكان يقول بـ[نبوة المسيح] ولا يقول بـ[نبوة موسى]، فنحى منحى بين المجوسية والمسيحية.
حاول ماني إقامة صلة بين ديانته والديانة المسيحية وكذلك البوذية والزرادشتية، ولذلك فهو يعتبر كلاً من بوذا وزرادشت ويسوع أسلافاً له. وقد كتب ماني عدة كتب من بينها [إنجيل]ـه الذي أراده أن يكون نظيرا لإنجيل يسوع. وأتباع المانوية هم من تعارف عليهم أولا بإطلاق لقب الزنادقة.
المانوية: من العقائد المثنوية: تعتقد أن العالم مركب من أصلين قديمين أحدهما (النور) والآخر (الظلمة)، وكان النور هو العنصر الهام للمخلوق الأسمى وقد نصب الإله عرشه في مملكة النور، ولكن لأنه كان نقيا غير أهل للصراع مع الشر، فقد استدعى (أم الحياة) التي استدعت بدورها (الإنسان القديم). وهذا الثالوث هو تمثيل لـ[الأب والأم والابن].
ثم إن هذا الإنسان والذي سمي أيضا (الابن الحنون) اعتبر (مخلصا) لأنه انتصر على قوى (الظلام) بجلده وجرأته، ومع ذلك استلزم وجوده، وجود سمة أخرى له وهي (المعاناة)، لأن (مخلص الإنسان الأول) لم يحقق انتصاره إلا بعد (هزيمة ظاهرية).
ويعد موضوع آلام الإنسان الأول وتخليصه الموضوع الرئيسي في المثيولوجيا المانوية، فالإنسان الأول، هو المخلص، وهو نفسه، بحاجة للافتداء. والملاحظ من ذلك شبه والمانوية بذلك تعتبر من الغنوصية، التي تقوم على عقيدة الخلاص (الفداء) وأداة الخلاص فيها هي (غنوص Gnose) التي تعني المعرفة أو (العرفان). وهذه المعرفة تهتم بفهم الأشياء المقدسة وكيفية الخلاص، والغنوسة لا تتحصل عن طريق (العقل) وإنما من خلال نوع من (الإلهام الداخلي).
و قوام الخلاص هو (تحرير الروح) من (سجنها الجسدي)، ف يمكنها اذاك الصعود الى [الله]. هذا وقد سبب لها تعايشها الطويل مع (الجسد) نسيان أصلها السامي أي سبب لها (الجهل)، والخلاص من الجهل هو (المعرفة)، ولذلك هي بحاجة لـ(المخلص) الذي سمى [ابن الله] أو (يسوع).
ويعتبر [الجسد ورغباته شرّ]، لأنهما يمنعان (الروح) من (الخلاص) ولذلك تشجع (المانوية) على [الزهد والرهبنة]. وبالمقابل، تحرم (المانوية) كل ما من شأنه تشجيع شهوات الجسد الحسية. وبما أن (اللحم) ينشأ من (الشيطان) فلذلك كان محرما.
تسميته..
ماني [215- 277م]: هو لقب تبجيل لرجل الدين او (العارف) اكثر منه اسما شخصيا متداولا. ويعتقد ان لفظة مندائية من اصل [ارامي بابلي] بمعنى [light-spirit, mânâ rabba = being the Light King]. وكما يعتقد انه هو الذي دعا نفسه بهذا النعت وغلبه على اسمه الحقيقي.
ولد ماني في مدينة ماردين من اعمال بابل. وكان والده عالم دين اعتزل زوجته وعائلته وانتقل الى بابل مع ابنه، للتنسك مع طائفة تقوية تابعة لـ[الصابغة/ المغتسلة/ المندائيين]. والحق ابنه الصبي في حلقة تعليم. وفي وقت لاحق، سيكون الاب احد النشطاء في ترويج رسالة ابنه النبي. وقد اتخذ (ماني) تلاميذ له وحواريين، وردت الاشارة لتسميتهم في الادبيات المندائية: [ (Tarbitha, stat abs. Tarbi), Greek and Latin sources speak of a certain Terebinthos, Terebinthus of Turbo]. ويبدو ان والد ماني كان معلمه الاول وقدوته من خلال تحريمه [اللحم والخمر والنساء]. وفي عمر الثانية عشر تلقى ماني الهامه الاول من الملاك (توأم)، وسوف ينتظر اثني عشر عاما اخرى قبل اعلان نفسه: [كما ارسل بوذا الى بلاد الهند وزرادشت الى بلاد فارس، ويسوع الى الرومان، فان الله الحقيقي ارسلني في هذه الايام الى بلاد بابل!]، وذلك في حفل تتويج الملك جنديسابور الاول في [20 مارس 242م]. لكن نجاحه كان محدودا، حيث امر الملك ينفيه من البلاد.
وانطلق ماني في رحلة عبر اسيا الى شمالي الهند واطراف الصين، حتى عودته ثانية الى بلاد فارس واعجاب برويز شقيق الملك (شاهبور الاول) بافكاره وتقريبه. وكانت دعوة ماني يومها قد انتشرت في الافاق، بوسائل متنوعة، رحلاته الشخصية او رسائله الكرازية التي توجد اليوم عناوين اربعة لفافات منها.
برويز ينجح في اعداد مناسبة للقاء ماني مع الملك شاهور الاول في بلاط الحكم، وفي هاته المرة يأمر الملك بحبسه. ويبقى (ماني) في السجن حتى وفاة شاهبور الاول في (274م)، ويعقبه في الحكم ارمزد الاول الذي اعجب بـ(المانوية) واطلق سراح (ماني). لكن حقبة حكم ارمزد لا تتعدى العام، ليعقبه بهرام الاول الذي سيحكم باعدام ماني في العام (277م).
العقيدة المانوية..
قبل كل شيء.. قبل نشاة الكون والطبيعة، كان ثمة عنصران: الخير والشر. الخير تمثل بالنور ويدعى الله الأب، او الشخص ذو اربعة وجوه: [نور- زمن- قدرة- صلاح]. وخارج الاب ثمة الصفات الخمس/(شخينه): [عقل- منطق- فكر انعكاس- ارادة]. هذه الخمسة تظهر على ذراعه اليمين باعتبارها صفاته، وعلى ذراعه الاخر باعتبارها جسده. – ويمكن التعرف الى ما يقاربها في تابرناكل الكابالاه-. وتختلف مسميات هاته الصفات من مصدر لاخر، دون ان تختلف مضامينها كثيرا. و(النور) غير محدود في الاتجاهات الخمسة، ولا يحده شيء غير (الظلام).
و(الظلام) هو الاخر غير محدود، لا يحدده شيء غير (النور)، ويدعى (مملكة الظلام) لكنه لا يدعى (الها). ويشتمل (الظلام) على ثالوث: [سماء، هواء، ارض]. الاول والثاني يضمان خمسة صفات، والعنصر الاخر يضم خمسة صفات اخرى. وقد عاش هاذان العنصر [الخير والشر] في سلام تام منذ الازل. ولكن عندما خطر لأمير (الظلام) غزو مملكة النور، هاجمت الفوضى عوالم النور الخمسة.
وقد دعي امير الظلام عند تجسده بمسميات منها: [الشيطان، ابليس قديم، ديابولوس بروتوس]. وهو يتخذ صورة كائن اسطوري: نصف سمكة ونصف طائر، أو كائن باربعة ارجل وله رأس اسد، يقذف بنفسه في طريق النور. صدى زئيره من القوة بحيث يخترق العوالم ويصل الى الاب نفسه. والاب يقول، لن ارسل احد لمنازلته في الحرب، بل اذهب بنفسي. وهنا يخلق: [أم الحياة، (و) أم النور]، ومنها يتكون الانسان الاول.
ان [الاب – النور- الحياة] هي تجسيد للاهوت المثلث الاقانبم المتحد في الواحد كما في المسيحية. حيث تعتبر (الروح) مؤنثة في اللغة الارامية: [الاب- الام- الابن]. الابن: الانسان الاول يجد طريقه الى عدد من انظمة غنوصية، ويكون هو الرمز المركزي لمانوية. الانسان القديم: فكرة معروفة في الميثولوجيا الهندية القديمة، وليست مستجدة في العصر الوسيط. الانسان الاول يقوم بانتاج خمسة ابناء، في ازاء العوالم الخمسة لمملكة الظلام: [هواء- ريح- ضوء- نار - ماء]. في تلك المنازلة يغلب امير الظلام الانسان، والاخير يقدم نفسه وابناءه الخمسة طعاما له. لكن ثالوث [الام والانسان والروح] تتقدم برجاء للاب لكي يعمل (خليقة) ثالثة.
وهكذا تتعدد الصراعات والخلائق التي تؤكد غلبة (ملك الظلام) وتخلله كيان الانسان. بل ان خليقة الكائنات المادية والارضية بما فيها الماء والنبات من عمله. لذلك دعت المانوية الى عدم تناول وتعاطي اللحوم والخمر والنساء والملكية. وفرضت حياة تقوية صارمة على اتباعها، من ينجح في تطبيقها يكون من صفوة الدين.
المانوية بحسب تموضعها الزمني، جاءت جمعية جدلية لما سبقها من عقائد الهند وشرق المتوسط، مقدمة رؤية فلسفية نقدية وتفسيرية لالغاز العقائد الباطنية او الغموضية [- على غرار: الغنوصية]. ويمكن ايجازها في..
1- عنايتها بتقديم رؤية مفصلة عن تاريخ الكون والقدم بلغة لا تنقصها الميثولوجيا والصراعات الملحمية.
2- ان عامة الخليقة الكونية المادية والأرضية هي من عمل ملك الظلام.
3- كل شيء بدا من الظلمة/(تك 1: 2) ومنها ظهر النور والخليقة. فخلق الكون يتم من ملك الظلام وهو الاله الكتابي في التوراة والطقوس الدينية. وقد سبق ان اشارت الزرادشتية لهذا، ومتعارف في الهندوسية.
4- الروح الممثلة للحق حبيسة دال الجسد الغريزي الممثل للشرير، وغاية الروح التحرر والانطلاق من عبودية ابليس.
5- يسوع هو المخلص الوحيد القادر على اطلاق الروح وطرد الابالسة من الانسان ومنحه الحرية.
6- لاجل ذلك على الانسان العارف اتباع خطوات صارمة في الفكر والكلام والعمل والتعفف من النزعات المادية والجسدية والاهواء الدنيوية.
7- تربط المانوية بين نوعية الطعام والشراب وبين الافكار والتصرفات والاطماع الشريرة. وهي قريبة بذلك من الفلسفة الكلبية عند الاغريق وجماعة ازدراء العالم.
8- فيما تؤكد المانوية على عناصر التعليم الانجيلي ومركزية اليسوع في عقيدتها، فانها ترفض التاناك العبراني وتفند اسسها العقيدية، والمحيلة كما سبق على (تلبيس ابليس).
احكام وفروض..
اتباع المانوية يعيشون على الفواكه وخاصة (الرقي)/ (بطيخ احمر)، ويستحسنون الزيت. أما الشراب فقد كان عصير الفواكه هو الاختيار الأول. وينبغي اجتناب تناول كمية كبيرة من الماء، لأنه مادة جسدية. كما حرم عليهم قتل الحيوانات والنباتات ومن يفعل ذلك فإنه سيعاقب بولادته من جديد الشيء الذي قتله. ويمتنع اتباع المانوية عن [الزواج والمعاشرة الجنسية] التي تعتبر (شيئا شريرا). كما يعدّ الإنجاب أسوأ منها بكثير.
وينقسم المجتمع المانوي الى قسمين رئيسين: [الخاصة/ المختارين] و [العامة/ السماعين]. ويتكون الصفوة من اربعة اقسام: [حواريين، شماسين، عقلاء، صديقين]: وهم الذين تمكنوا من تنفيذ الوصايا الكاملة للمانوية، والقسم الثاني هم (السمّاعون): الذين أوكل إليهم القيام بالأعمال المحظورة على الصفوة، ومنها تزويدهم بالطعام، ويترافق تناول تلك الأطعمة بإعلان براءة المجتبين من ذلك الفعل. مثال على قول أحدهم عند أكله للخبز: [لم أحصدك ولم أطحنك ولم أعجنك ولم أضعك في الفرن بل فعل ذلك شخص آخر وأحضرك إلي فأنا أتناول دونما إثم]. كما أن ممارسة [الاعتراف والتوبة قانون هام].
ومن احكام المانوية: التعميد المانوي، والعشاء الرباني أو (الوليمة المقدسة) والتي تكون في نهاية الشهر الثاني عشر، أو نهاية شهر الصوم المانوي. وكان محور هذا العيد هو ذكرى وفاة (ماني). وهذه الاحكام قريبة من المسيحية.
وقد انتشرت المانوية بسرعة قياسية شرقا نحو ايران واواسط اسيا وشمالي الهند حتى التبت، وغربا في شمالي حوض المتوسط، واستمر وجودها حتى نهاية الالف الالى بعد الميلاد. وذلك لأمد ابعد من بلد مولدها في بابل وميسوبوتاميا، حيث يداهمها التمدد العربي الاسلامي من الجنوب.
وفي الادبيات الاسلامية جرى وصف المانويين بالزندقة. وكلمة (زنديق) : فارسية مشتقة من (زنديك): وتعني أتباع (زند)، في اشارة إلى نوع خاص من التقاليد الثابتة المكتوبة التي تنتمي إلى الشكل المجوسي من (شيز). وقد اكتسبت على هذه الدلالة في العصور الساسانية، لربطها مع ديانة المجوس. لكن الامر الاثير هو وجود صلة قوية بين (ماني) و(الماندائية)، اشتقاقا من اللفظ المندائي، فلماذا سكت عنه المندائيون، وهل تتضمن كتبهم بعض افكاره او رسائله، ام يكون احد انبيائهم الكثر. وفضلا عن توافق كثير من الفروض والاحكام والافكار الاسلامية مع عقيدة (ماني)، فان مصدر (منى) في مراسيم الحج حول الكعبة، تشترك في جذرها اللغوي مع المصطلح، وقد سبق ان نسبها البعض لمصدر توراتي.
وهناك رواية للكاتب أمين معلوف بعنوان (حدائق النور) تدور حول ماني والمانوية وهي مترجمة عن الفرنسية. بنسب فيها (ماني) الى اتباع يسوع، ويصف حياته في دير شمالي بغداد وحين حصوله على استنارة وخروجه من الدير، للتجوال في الارض حيث يصل الهند.
المانوية في كتابات المحدثين..
يرى الباحث سليم مطر: أنها ديانة عراقية أصيلة انبثقت من احضان المندائية العراقية ، وظلت نشطة حتى العصر الاسلامي ، حيث تركت آثارها الواضحة في التصوف العراقي . ويفند اقوال البعض بنسبتها الى فارس، معتمدا على ان مؤسسها: ماني [عراقي الموطن ، رجل بابلي ، واللغة التي نطق وكتب بها هي السريانية ، لغة أهل العراق والشام خلال عدة قرون قبل الفتح العربي ، والتراث الديني الذي نهل منه هو التراث السامي : البابلي العرفاني المسيحي].
إن التشويه الذي تعرض له تاريخ (المانوية) مثال ساطع على التجاهل والتشويه الشاملين اللذين تعرضت لهما جميع تفاصيل التراث السابق للفتح العربي : التراث العرفاني/(الغنوصي) واليهودي والمسيحي والصابئي والمانوي والهرمزي ، كذلك جميع الابداعات الثقافية واللغوية والحضارية في مجالات الفنون والعلوم والفلسفة واللغات والآداب السريانية والقبطية.
الفكرة الاساسية للمانوية يمكن ايرادها باختصار كالتالي : إن الله هو الخير والنور، والشيطان هو الخطيئة والظلام . جميع الأشياء المادية من أرض ونبات وحيوان وأجساد هي جزء من قوى الخطيئة والظلام ، وجميع الأشياء الروحية من حلم وعقل وخيال هي جزء من قوى الخير والنور. إذن على الإنسان التواق إلى الخير والخلود في حدائق النور (الجنة) أن يحتقر الجسد وجميع ماديات الوجود ، بالامتناع عن : الجنس والخمر واللحم ، وتجنب جميع الخطايا .
وقد يصل الأمر إلى حد احتقار الحياة ونبذ الجسد وتفضيل الموت ، من أجل تخليص الروح والنور من سجن الجسد والظلام . واعتبر (ماني) أن روح الانسان المنيرة تتعذب على الجسد، صليب الظلام ، مثلما تعذب (عيشو زاهي) (عيسى الزاهي) على صليبه.
إن الخطيئة ترتكب بثلاث وسائل : القلب (النية) والفم (الكلمة) واليد (الفعل) . لهذا فإن وصايا (ماني) كانت : [لا ترتكب الخطيئة ، لا تنجب ، لا تملك ، لا تزرع ولا تحصد ، لا تأكل لحماً ولا تشرب خمراً ] .
طبعاً مثل هذه الوصايا لا يستوجب تطبيقها من قبل جميع أتباع المانوية ، إنما فقط من قبل النخبة الدينية المنقسمة إلى أربع مراتب : 12 حواريون ، و72 شماسون ، 360 عقلاء ، ثم الصديقون غير محدودي العدد . أما باقي المجتمع فيطلق عليهم (السماعون) الذين يلتزمون فقط بالصلاة أربع مرات يومياً ، والسجود 12 مرة كل صلاة ، والصوم شهر كامل كل عام في نيسان ، ودفع العشر والزكاة وتقديم الغذاء للصديقين .
ويمكن الافتراض أن المانوية قد لعبت دوراً مهماً في تكوين الكثير من الطوائف الصوفية والباطنية ، مثل الاسماعيلية والعلوية والدرزية . أما بالنسبة إلى تشابه المانوية مع المذهب الشيعي ، فإنها تبدو قوية بحكم انبثاق التشيع في اراض الرافدين حيث كانت المانوية نشيطة . إن الكثير من اتباع المانوية (وكذلك النسطوريين) دخلوا المذهب الشيعي بحكم اشتراكهم مع باقي العراقيين في معارضة الحكمين الأموي ثم العباسي . يمكن ملاحظة هذا التشابه في مسألة الأئمة الإثني عشر (حورايو ماني كانوا كذلك 12، مثل السيد المسيح) . بالإضافة إلى الميول العرفانية والإشراقية في المذهب الشيعي القريبة جداً من إشراقيات المانوية . ثم إن مفهوم » الاستشهاد « وتضحية (ماني) بحياته من أجل إخلاص ملته ، له تشابه كبير مع تبجيل الشيعة لذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) وتضحيته بحياته من أجل تقويم الإسلام . ويبدو أن طقوس الاحتفال بذكرى كربلاء وأيام عاشوراء تتشابه مع طقوس احتفال المانوية بذكرى استشهاد ماني وصلبه ، وهذه بدورها لا تبتعد كثيراً عن طقوس الاحتفال بصلب المسيح ، وقبلها لدى سكان العراق والشام بذكرى موت تموز (بعل) وعودته إلى حياة الخلود . ثم ان التشابه الأهم من ذلك بين الشيعة والمانوية ، إختيار (الحلة) ثم (النجف) التي هي جزء من أرض بابل التاريخية ، لتكون مركز الشيعة في العالم والمنطقة المقدسة ومقر الحوزة العلمية كما اختار المانويون وقبلهم أهل الرافدين (بابل) لتكون المركز المقدس لديانة أسلافهم.
المصادر المعروفة عن المانوية :
1- الرسائل الجدلية للقديس أغسطين (354 –430 ) التى دحض فيها هذه العقائد المانوية باعتبارها من الهرطقات .

2- الرسائل الجدلية للقديس تيتوس البسترى ضد المانويين .

3- الصيغ اليونانية اللاتينية التى كان يستغفر بها المانويون المنتقلون للمسيحية .

4- المواعظ السريانية التى كتبها (سيفي الانطاقى) وعددها 133 موعظة .

5- كتاب الأسقف السرياني (تيودور بركونائى) .

6- ابن النديم فى الفهرست .

7- البيرونى فى آثاره الباقية .

8- نصوص مانوية باللغة الفهلوية والصغدية والصينية اكتشفتها البعثات الألمانية والإنجليزية والفرنسية فى التركستان الصينية فى القرن العشرين .

9- نصوص مانوية باللغة القبطية كتبت على أوراق البردي اكتشفت فى أوائل هذا القرن فى مصر .

10 ـ إيران فى عهد الساسانيين ( ص 169 –170 . تأليف آرثر كريستنسن .ترجمة د. يحيى الخشاب . الألف كتاب الثاني . الهيئة المصرية للكتاب ) .

ـــــــــــــــــــ
• سليم مطر ـ جنيف: (المانوية البابلية.. أساس التصوف العراقي).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص