الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر التي عقدت التصالح اعجزت أن تعلم رموزها التسامح

عبير سويكت

2017 / 6 / 14
الارهاب, الحرب والسلام



انطلاقاً من شعاري الرئيسي المتمثل في تعزيز ثقافة التسامح والسلام و الحوار العالمي بهدف التعايش في سلام و تسامح و أمان مع مختلف الأديان والاثنيات و الثقافات و بإسم الإنسانية كانت و ما زالت لدى العديد من الملاحظات علي مواقف بعض الرياضيين المصريين تكرر نفسها عندما نذكر على سبيل المثال رفض البطل المصري اسلام محمود مبارزة لاعب اسرائيل وانسحابه من الاولمبيياد فهنا نستحضر موقف اللاعب المصري ابو تريكه لاعب الاهلي الاسبق ورفضه تلبية دعوة بابا الفاتيكان للمشاركه في مباراه وديه عام 2014 من اجل السلام بين الاديان عندما علم بمشاركة اللاعب الاسرائيلي يوسي بن عيون معللا ذلك في تغريدته علي صفحته الرسميه في تويتر " عفوا نحن نربي اجيال " ومن حقنا أن نسأل اي رساله تربويه يريد اللاعيبان المصريان تعليمهما للاجيال الناشئه ؟ اي رساله هذه المراد تعليمها عندما يرفض الرياضيون المصريون علنا امام العالم المشاركه بسب التواجد الاسرائيلي ؟
علما بان الاولمبياد المقامه في ريودى جاينو هي تظاهره عالميه رياضيه انسانيه ومسرح يجمع جميع اقطار العام بمختلف اجناسهم وديناتهم وعاداتهم وتقاليدهم ولغاتهم وهذا ماعكسه الافتتاح اغلبية الفرق المشاركه مرتديه لازيائها التقليديه وحامله لاعلامها
والهدف من هذه التجمعات قبل ان يكون ربح وخساره والاستمتاع بالرياضه هو ان تتمكن الرياضه من انجاز ماعجزت عنه السياسه من تحقيقه من جمع العالم تحت رايه واحده بعيدا عن التعصبات الدينيه والعرقيه واللغويه لتكون الرياضه بمثابة الموسيقي لغة تجمع العالم ن يكفي ان نكون قادرين علي تذوقها والإستمتاع بها والشعور بروعتها
هلي نسي هؤلاء الريايضين العرب المسليمين ان الالومبياد والملاعب الرياضيه ليست المكان المناسب للتعبير عن غضبهم وعن الخلافات السياسيه والدينيه والاستعماريه ؟ وانهم هم الممثليين بل السفراء لبلادهم بل هم ممثلي العالم العربي والاسلامي باكمله ومن هذا المنطلق يجب ان يكونوا علي وعي وادراك كامل بتأثير سلوكهم وافعالهم في عكس الصوره الايجابيه او السلبيه عن العالم العربى والاسلامي ؟الا يعلم هؤلاء ان العالم العربي والاسلامي باكمله تعرض في هذه الأونه الاخيره الي انتفاضات تصف افعال البعض من افرادها بالتعصب الديني والارهابى ؟ وهل يعلمون ان مثل هذه المواقف ان لم تسئ لصورة الاسلام والعالم فلن تحسنه ؟ ماذا يدور برأس هؤلاء الرياضين العرب المسلمين ؟ هل يعتبرون هذه المواقف ممثله لغضبهم ام لاظهار وطنيتهم ؟ واي رساله يريد تعليمها هؤلاء الرياضيين امثال ابو تريكه واسلام محمود ؟ هل يا ترى هي رسالة التسامح ؟
انسي هؤلاء ان الحضاره الاسلاميه منذ اربعة عشر قرنا مضت قد مثلت اروع واجمل صوره للتسامح والتعايش الايجابي بين الديانات والثقافات المتعدده حتي كانت هي منبع الفكر والادب والعلم وهنا نستشهد بمقولة غوستاف لوبون ان الغرب مديون للحضاره الاسلاميه لانها كانت المورد العلمي والادبي الاول من مؤلفات وغيرها وان العرب كانوا اساتذة الغرب مادة وعقلا واخلاقا فان كان حقا المسلمون والعرب السباقون في شتي انواع التعليم فلماذا اليوم هم عاجزون عن غرس اسمي واجمل واروع معاني تعليم التسامح الدينى وتعليمه للاجيال القادمة ؟ لماذا الدول الاسلاميه والعربيه اليوم عاجزه عن اخراج مثل حي لهذا التسامح ؟ وعجزها عن الإندماج الحضارى بوعى وحكمة وهذا يعنى عدم القدرة على العيش فى محيط ديمقراطى 
لماذا لا تتم الإستعانة بالدعاة الإسلاميين المنفتحين البعيدين عن التطرف والإرهاب من مصر والعالم العربي أمثال عمرو خالد ومصططفى حسنى الذين يصغى لهم الشباب وكثير من الاجيال الناشئه المتربية فى ظل التسامح لأن الكراهيه ترتجف امام الحب وان الحقد ينهار امام التسامح وان القسوه تتبخر وتنمحى امام الرفقه واللين 
الم يقول احمد شوقي( تسامح النفس معني من مروءتها بل المروءه في اسمي معانيها ) ( ثقافة الصفح تسعد في الحياه بها فالنفس يسعدها خلق ويشقيها ) وقول صفي الدين الحلي : ( اتطلب من اخ خلقا جليلا و خلق الناس من ماء مهين * فسامح ان تكدر ود خل فان المرء من ماء وطين) وقول الشافعي : ( وعاشر بمعروف وسامح من اعتدي ودافع ولكن بالتي هي احسن ) ويستحضرني المثل الانجليزي الذي يقول : اشرف الثأر هو العفو " وجوزف جويير " ان التسامح نوع من العداله " هولاء الرياضيين الكبار مثل ابو تريكه واسلام محمود وغيرهم من الكبار ذوي الشعبيه الكبيره الا يؤمنون بان الكبار هم كبار النفوس والنفوس الكبيره هي التي تعرف التسامح و أن الشجر الكبير لا يحجب ظله حتى عن إسرائيلى .
انا ليس هدفي هو تغاضي النظر عن القضيه الفلسطينيه او تقليل من حجم ما يحصل من مأسي في هذه الاراضي المقدسه ولكن رسالتي هي تعليم التسامح للاجيال الناشئه العربيه والاسلاميه
اريد من اجيالنا ان تتعلم من سماحة الطفل البرتغالي الذي كان حديث الميديا عندما ظهر الطفل عقب المباراه النهائيه لبطولة اوربا لكرة القدم بين البرتغال وفرنسا وهو يطبطب علي يد المشجع الفرنسي الشاب ثم يحتضنه لمواسته فى الخساره القاسيه . 

عبير سويكت ناشطة سودانية و كاتبة صحفية
مقيمة بباريس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توترات متصاعدة في جامعات أمريكية مرموقة | الأخبار


.. !الرئيس الألماني يزور تركيا حاملا 60 كيلوغرام من الشاورما




.. مئات الإسرائيليين ينتقدون سياسة نتنياهو ويطالبون بتحرير الره


.. ماذا تتضمن حزمة دعم أوكرانيا التي يصوت عليها مجلس الشيوخ الأ




.. اتهام أميركي لحماس بالسعي لحرب إقليمية ونتنياهو يعلن تكثيف ا