الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرقة العظيمة .. صامدة .. تقاوم .. وستنتصر

بدر الدين شنن

2017 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


نهر الفرات .. نهر العطاء والتمرد .. حر حين يجري وحر حين يغمر . وشعب الرقة ، الأصيل ، العظيم ، المقاوم ، لا يقهر . من قرأ وعايش تاريخ الرقة وأهلها يعرف ذلك ،، ومن يراقب شجاعة مقاومة شعب الرقة الآن ، لخصوم وأعداء متعددة أشكال غدرها وعدوانها ، وتعدد انتماءاتها اللئيمة الخبيثة ، بشتى أنوا الأسلحة .. بما فيها فوسفورية ترامب التي تحرق وتمزق أطفال الرقة .. وسكاكين داعش .. في قطع رؤوس الأسرى والأبرياء .. يعرف ذلك . ورغم كل ذلك .. ما زالت الرقة العظيمة تقاتل .

وفي السلم والحرب .. والاحتلال والتحرر .. من الصعب التمييز ، بين الرقـة والفرات . فهما موحدان أبداً ، صامدان يغالبان نزوات الطبيعة وخاصة في أيام لقحط ، من أجل خير الإنسان ،، وازدهار الطبيعة والأرض . وهما يقاومان معاً الغزاة .. كل الغزاة .. من الشرق والغرب .. وينتصران . ويعبران عن انتصاراتهما .. بمواسم خير .. وألأ فراح العامرة .. وفي ختام التغلب على القحط .. وعلى الغزاة .. التاريخ يفتخر بهما .. وهما بالتاريخ يفتخران .. وتتجدد مفخرة سويا بالرقة وشعبها ونهرها العظيم .

ولذا ، إن شعب الرقة .. وبيوت الرقة .. والفرات في الرقة .. هم في جبهة واحدة .. تتصدى للقنابل والصواريخ التدميرية .. والفوسفورية الحارقة .. التي يلقيها الغزاة عليها من حملة الرايات السوداء ، والصفراء ، والمخططة بالأحمر والأزرق .. الذين قدموا .. أو استقدموا .. من كل بؤر، ومستنقعات .. العدوان ، والجريمة ، والفساد في الأرض .. باسم تحرير سوريا من دولتها وهويتها وانتمائها .
إنهم مغول العصر .. إنهم محترفو الجريمة والقتل والنهب أنى حلوا . لقد افترسوا استقرار وأمان شعب الرقة ، وفتكوا براحته وكرامته ومقومات حياته . بعضهم يقوم بذلك باسم الإيمان الكاذب بالمقدس ،وبعضهم باسم إحياء كيانات تلاشت مدعومين من أعداء الحياة والبناء ، وبعضهم باسم قيم " تحررية " لم يعرفوا لها في حياتهم وتاريخهم لوناً ولا طعماً ، وبعضهم با سم " الديمقراطية " المفبركة ، المعدة للتصدير ، لنشر عبودية أنظمتهم المسوغة لاستعباد ونهب الشعوب .
* * *
عندما احتل " داعش " الرقة .. أضاء المفارقة الكبيرة ، بين الكفرة بالحياة والقيم الحضارية .. وبين مدينة متمدنة عريقة بتاريخها وقممها ورموزها العلمية ، وفخورة بجيلها الشاب المتفتح على الأدب والعلوم والتقدم . وكلما أمعن " داعش بالعسف الظالم الأسود ، والتخلف البشع المقرف ، مع أبناء الرقة .. ازداد لدى شعب الرقة الرفض للاحتلال الداعشي .
ومن طرف آخر .. مع تزايد افتخار داعش بفوزه باحتلال الرقة ، وأهمية وفوائد السيطرة على الرقة ، الثرية بالمساحات الزراعية ، والمزينة بالفرات ، والمالكة ، للجيو ـ سياسية ، المؤثرة في مسارح عمليات السيطرة على سوريا ، ضمن مخطط السيطرة على المشرق العربي .. تثير لدى نظام أردوغان الحماسة والرغبة ، ليختطف الرقة من أنياب " داعش " ، ليضمها إلى امبراطوريته العثمانية .. وتشجع أميركا .. لإرسال المزيد من الجنود الأمريكيين إلى سوريا .. ودعم حلفائها " قوات سوريا الديمقراطية " لانتزاع الرقة من داعش .. واقتطاعها من سوريا الأم . وضمها لمشروع الشرق الأوسط الجديد .

أكثر القوى العدوانية ، في ممارسة القتال المتوحش ، المخالف للقوانين الدولية والقيم الإنسانية والحضارية ، هي " داعش " بذبحه وحرقه للأسرى والمخطوفين . وهي أميركا باستخدامها السلاح الفوسفوري المحرم دولياً . وتدميرها الجسور على الفرات ، لقطع طرق الإمداد والنزوح .
ما أدى إلى أن تتحول الرقة ، إلى موضوع دولي دموي .. مفتوح للحرب والمساومات والصفقات .. أمام البيت الأبيض .. والبنتاغون .. وحلف الناتو .. ودول أخرى تجري وراء مصالحها الاستراتيجية ونفوذها بيم الأمم في هذه الفوضىى الحربية المنتشرة .كما تحولت .. إلى مركز إعلامي دولي ساخن ، مصدر للأخبار اللافتة ، وجاذب لصانعي الأحداث المثيرة .. وفبركة الروايات الحربية الكاذبة .
* * *
إن الرقة تدمر .. بالصواريخ والقنابل .. وتحرق بالفسفور السام الحارق للحياة .. وحملة وعشاق الحياة .. بشراً .. وأشياء .. وشجراً
ويتساقط أطفال وشعب الرقة .. قتلى .. أيمنا كانوا .. في البيت .. في المزرعة .. أو في الشارع .
إنها حرب الرقة . حرب أكبر من معركة عثمانية في البلقان .. وأكبر من مذبحة مغولية .. في الشام وبغداد
والسجال في هذه الحرب .. بين " داعش " ومنافسيه على السيطرة على الرقة .. ليس لها مثيل .. بتعدديته .. وشراسته .. وتدميره .. ود مو يته .. في معارك سورية أخرى .

في هذا الكرنفال الدولي المتوحش ، لاحتلال مدينة ومجرى نهر ، ينكشف إلى أي مستوى من الانحدار القذر ، وصلت الأطماع والأحقاد البشرية ، في مرحلة " العولمة " الرأسمالية . وإلى أي حد وصل فقدان القيم الوطنية ، والأخوية ، والإنسانية ، عند معارضة تدعي النضال لإنقاذ الوطن .. فتعجز إلى حد الخيانة في إنقاذ مدينة متواضعة الحجم من مدن الوطن .. مدينة تكابد الاحتلال المتعدد والمدمر .. بل وتدعم الغزاة لهذه المدينة ، بالتمسك بأهدافها الفاقدة للصلاحية والقيمية .

والسؤال الحرج المخجل .. هل نحن سوريين .. هل نحن عرباً .. هل نحن بشراً .. حين نغمض أعيننا .. ونسكت بتواطؤ مذل.. وجبن .. لما نرى النيران الفوسفورية الأمريكية تنساب حارقة قاتلة ، فوق رؤوس أطفالنا وأهلنا في الرقة ؟ ..
لكننا .. ورغماً عن كل الغزاة .. والمتواطئين .. إن الرقة باقية .. صامدة .. تقاوم .. وستنتصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يواجه محاكمة جنائية بقضية شراء الصمت| #أميركا_اليوم


.. القناة 12 الإسرائيلية: القيادة السياسية والأمنية قررت الرد ب




.. رئيس الوزراء العراقي: نحث على الالتزام بالقوانين الدولية الت


.. شركات طيران عالمية تلغي رحلاتها أو تغير مسارها بسبب التوتر ب




.. تحقيق باحتمالية معرفة طاقم سفينة دالي بعطل فيها والتغاضي عنه