الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غسيل دماغ ؟؟ أم تلويث للدماغ ؟!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2017 / 6 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


غسيل دماغ ؟؟
رغم معرفتي بأن هذا المصطلح دارج في لغات العالم، للتعبير عن عملية يتعرض لها الفرد والمجتمع، تهدف الى تغيير القناعات والافكار، واستبدلاها بقناعات، رؤى، معتقدات وأفكار مغايرة أو مخالفة، بهدف إحكام السيطرة على عقل ، فكر وذهن الفرد والمجتمع، وإعادة بنيته الفكرية والذهنية بما يتوافق مع النظام أو المؤسسة التي تسعى لإكساب الشعب أو الأفراد قناعات وافكارا تتماشى مع فكر وذهنية النظام او المؤسسة المعنية .
رغم معرفتي بكل ما قيل أعلاه، فلديّ اعتراض لغوي سيمانتي حول استعمال كلمة غسيل...!! فالغسيل هو تنظيف الشيء مما علق به من اوساخ وقاذورات ، باستعمال الماء ومساحيق عطرة خاصة ، تُعيد للشيء المغسول نظافته وتجعل رائحته طيبة مستساغة بل ومحبذة احيانا .. وكذا عندما يغتسل الانسان فإنه يستعمل الشامبو عَطِر الرائحة والصابون لكي يعود نظيفا زكي الرائحة ، نشطا ويشعر بالراحة الجسدية والنفسية ..
فكيف إذن يتم اطلاق مصطلح غسيل دماغ ، على عملية تلويث وتلطيخ الدماغ بشتى الافكار "القذرة" والمجنونة ، بل وغير السوية ..
وفي ظني ، كان الاجدر ان يُطلق على هذه العملية ، كلمة ملائمة أكثر ، كالتلاعب بالدماغ، تلويث الدماغ ، تخريب الدماغ ... لكن يبقى السؤال الهام وهو: هل كل دماغ قابل للتلويث ؟ وما هي الأدمغة الصالحة لهذه العملية ؟
ولكي تنجح عملية التلويث للدماغ يجب ان تتوفر عدة شروط ، لدى حامل هذا "الدماغ" :
أولها: أن يكون "دماغ خام "، لم يتم استعماله سابقا في ملكة التفكير ، لكن تم استعمال ال "USB" الخاص به فقط.
ثانيهما : أن يتم استعمال واستثارة القسم البدائي والغرائزي من الدماغ الاميغدالا فقط(AMEGDALA) ، وهي المسؤولة عن البدائية الغرائزية للكائن البشري .
ثالثهما : أن يكون حامل "الدماغ " ذا شعور بالاضطهاد والمطاردة من قبل غرباء ، مختلفين آخرين ، يشعر بأنهم يهددون وجوده.
رابعهما: أن يكون حامل "الدماغ" قد تعرّض لحدث صادم في حياته ، كأن يكون قد تعرض للاستغلال الجنسي او العاطفي ، مما ولدّ في ذاته رغبة قوية بالإنتقام وتعطشا "لسفك" الدم ، مجازيا أو حقيقيا.
خامسهما: أن يكون حامل "الدماغ" فاقدا لأي معنىً لحياته .
سادسهما : أن يكون حامل" الدماغ" هارباً من ذاته ، مشاعره وأحاسيسه المؤلمة .
سابعهما : أن يكون حامل " الدماغ" ، غير قادر على التأقلم مع بيئته .
وثامنهما : أن يكون حامل "الدماغ" شاعرا بالعجز أمام التحديات التي تفرضها الحياة والظروف الموضوعية .
هذا رأيي غير الملزم لأحد ، فلا تجري عملية غسيل بل عملية تلويث للدماغ ، وهناك اشخاص ومجتمعات بشرية تتصف بصفة القابلية وتحمل الاستعداد لتلقي عملية التلويث للدماغ ، نتيجة ظروف حياتية – معيشية ..سياسو –اقتصادية ..
وتلويث الدماغ ليس محصورا في شعب او أمة ، فكرا او أيديولوجيا ، فالكثير مرّوا بعملية تلويث للأدمغة ومع ذلك استطاعوا في مراحل معينة من تنظيف ادمغتهم من القاذورات واستعادوا مهاراتهم الفكرية والتفكيرية .
العجز عن الفعل في كافة المجالات قد يؤدي الى حصول قابلية تلويث الدماغ بقناعات ورؤى قد تكون غير معقولة للذين يستعملون أدمغتهم في عملية التفكير والتفكير النقدي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هههه لم تجد الا النصاب الفلسطيني المجنس لتستشهد به
جلال البحراني ( 2017 / 6 / 16 - 08:07 )
هههه لم تجد الا النصاب الفلسطيني المجنس لتستشهد به
في معرض الحملات التي نجهد بها لأجل حقوق المرأة السعودية!
لن أعلق،. ما قولك أستاذ قاسم، غسيل أم تلوث؟
لك بعض مما جاء بالهاشتاق
https://twitter.com/maxisnanix/status/875340341012037633


2 - الاستاذ جلال البحراني
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 6 / 16 - 09:32 )
تحياتي واشواقي وخالص شكري ومودتي
حقيقة لم استطع مشاهدة ما ورد في الرابط ، رغم محاولتي
ربما لانني لا املك حسابا في تويتر؟!


3 - لا تحتاج لحساب
جلال البحراني ( 2017 / 6 / 16 - 11:46 )
غريب!
جرب متصفح أخر، مثل الفايرفوكس، ربما الرابط لا يسمح به من فلسطين، فإستعمل بروكسي أو VPN
الكثير من برامج التصفح مثل الفايرفوكس ممكن إضافة addon لها كبروكسي
لمشرفي الحوار
في الحقيقة نحتاج لقسم بالحوار المتمدن، يقدم المساعدة لبعض مشاكل الكمبيوتر و البرامج، الكثير من الكتاب (أعمام عواجيز هههه) ليس لهم معارف واسعة بمشاكل أنظمة التشغيل

اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال