الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خصخصة الأندية الرياضية الجزائرية خيار للجودة

نعمان عبد الغني

2017 / 6 / 15
عالم الرياضة


منذ بدأ الحديث عن الاحتراف الرياضي وتخصيص الأندية وحتى قبل صدور القرارات الرسمية، طغى التنافس والتجاذب الجماهيري على العامل الاقتصادي فأصبح معظم النقاش بعيدا جدا عن الموضوع. آراء كثيرة طرحت وكانت في غالبيتها تدور حول التفاخر بقيمة نادي معين أو ربط أحداث محددة بعملية التقييم وهي بعيدة كل البعد عنها.
الخصخصة تعني تحويل منشأة من ملكية القطاع العام أي الدولة، إلى ملكية القطاع الخاص وذلك يتم عن طريق تقييم المنشأة وبيعها لمن يرغب. أي أن الأموال التي سيتم دفعها لشراء أي نادي ستذهب إلى الدولة عن طريق الصندوق الرياضي الذي تم الإعلان عنه. بمعنى آخر، فإن قيمة النادي والأموال التي ستدفع لشرائه لن تفيد النادي أو جماهيره بشيء بل إن العمل المستقبلي سيعتمد على خطط المالك الجديد وقدرته على إدارة النادي بشكل جيد.
اذا واقع الأندية الرياضية في العموم لا يمكن أن يحقق الاستدامة في الموارد، وبالتالي تطوير الألعاب، ورفع كفاءة جميع الالعاب، وترشيد الانفاق وتقنينه بما ينسجم والتوجهات القارية والعالمية الناجحة في هذا المجال، وهو بالتأكيد ينعكس على عموم الأندية الرياضية الوطنية، خذ على سبيل المثال منتخبات المانيا، واسبانيا لكرة القدم التي تعتمد في تكوينها على فريق أو أكثر بقليل من الفرق الكبيرة، التجربة الألمانية في تطوير كرة القدم تستحق القراءة، وكيف أنها بدأت من الاحياء إلى الأندية انتهاء بالمنتخبات..
في كل الأحوال لا يمكن الاعتماد على موارد حكومية لتحقيق الاستمرارية، وفي الوقت ذاته – وهذا هو المهم – إن القطاع الرياضي يرقد على ثروة اقتصادية ضخمة لم يحسن استغلالها، وقودها الجمهور الذي لم يحظ بأي رعاية، أو اهتمام سوى (هات) لأنه يدفع ليشاهد، ويدعم للحضور.. بعيدا عن العلاقة المباشرة – كما في الأندية الإنجليزية – لتكريس الانتماء والتشجيع حتى في حال الهزيمة.
الجانب الآخر المفقود في عموم مكونات الرياضة في الأندية الجزائرية ، ضعف التسويق، وعدم الفهم.. إذ أن الأندية تعتقد أن القطاع الخاص أبواب مشرعة لدفع الأموال مقابل الرعاية، والقطاع الخاص لم يجد من يتفهم احتياجاته في تقييم تلك الأندية، سواء من ناحية الانتشار الجماهيري، أو تقييم النادي، فحتى التجارب الحالية للرعاية تعتمد على العلاقات الشخصية، والتجربة احياناً أخرى، لذلك فمتوسط مدة اغلب العقود لا تتجاوز العامين.
حسناً.. كيف يكون التخصص؟ ببساطة أي قطاع يطرح للتخصيص يحتاج إلى عاملين رئيسيين؛
الأول: إيجاد مظلة حكومية تراقب القطاع، وتسن الأنظمة واللوائح لعمله.
والثاني تحرير القطاع بالكامل من أي تدخل حكومي، بالدعم المباشر أو غير المباشر.
هذه هي الأرضية، في واقع الرياضة المحلية،– وعلى الرغم من شح الموارد المالية – قطعت شوطا كبيرا في هذه الجانب من حيث التنظيم، ولايزال امامها الكثير،
تحويل الأندية الرياضية التي يتقرر تخصيصها إلى شركات بالتزامن مع بيعها ومنح هذه الشركات تراخيص وفق شروط محددة، ليست الهدف بل البداية للطرفين البائع والمشتري، من اجل الاهتمام بكل أوجه الاستثمار الرياضي، وهي:
اولاً: الاستثمار بالنشء الرياضي من خلال استقطاب ورعاية الاشبال بدءا من الاستكشاف في المدراس، ويمكن ان يكون للأندية اتفاقية مع قطاع التربية (المؤسسات التربوية الخاصة) لرعاية المواهب الرياضية من قبل الأندية وتحمل تكلفة التعليم، مقابل التزام اسرهم ببرامج الرعاية والتمارين التي يقدمها النادي، وهذا القنوات الاستثمارية يمكن أن تكون صالحة (أيضا) للأندية التي لا تمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة.
ثانياً: الاستثمار التجاري من خلال خلق شراكات مع قطاعات تستهدف خدماتها أو منتجاتها الجماهير الرياضية – لاحظ ان أكثر من 70% من سكان الجزائر أعمارهم دون ثلاثين عاما – مثل قطاعات: الأغذية، والمشروبات، والتجزئة (الملابس الرياضية)، والنقل الجوي، ولذلك لا نتوقع أن تكون الشركات الاستثمارية، والبنوك، والشركات الكبرى في المشهد الرياضي المقبل، لأنها ببساطة لا تُسوق منتجاتها إلى هذه الشريحة.
وهنا اشير إلى بعد استثماري مهم، وهو اندية التدريب واللياقة، فهذه من أهم أوعية الاستثمار التي لم تستغلها الأندية – ولكن بعد أن تتحول الأندية إلى شركات يمكنها الاستثمار في هذا القطاع الذي يعتبر من أكثر قطاعات الخدمات نمواً، أو حتى الدخول في شراكات مع الشركات الحالية القائمة. وكما ذكرت فإن التسويق يحتاج إلى كفاءات متخصصة، تدرك توجهات القطاع الخاص، وتعرف احتياجات الأندية.
ثالثاً: الأصول الخاصة بالأندية، وهنا نتحدث عن الأصول العقارية، تقييم هذه الأصول يحتاج إلى جهة موثقة وهي بالطبع مصالح املاك الدولة،
تحول الاندية إلى شركات تدار بفكر القطاع الخاص، يعني تحررها من الدعم الحكومي اعانات صندوق ترقية الرياضة ودعم مبادرات الشباب ، واعتماد قنوات الاستثمار الثلاث التي ذكرناها، او احدها؛ إلا أن حجر الزاوية في هيكلة عموم القطاع الرياضي، هو صندوق يجب انشائه يكون بديلا استثماريا جيدا لتقنين الدعم الحكومي وترشيد الانفاق،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إحنا معاه وراه وين ما يكون .. الأبن والأبن يساندون الأهلى فى


.. مباشر.. جمهور الأهلى يشعل نهائي أفريقيا لكرة الطائرة




.. -حضن- مشجعة.. الاتحاد الإيراني لكرة القدم يوقف الحارس الدولي


.. أخبار الرياضة في دقيقتين | احتفالات صاخبة لإنتر بعد تعليق ال




.. كأس آسيا تحت 30 عاما في قطر.. إدارة التصاريح تستخرج نحو 25 أ