الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طه المليجى: الهوس بالناصرية والاتهام بالصهونية

طلعت رضوان

2017 / 6 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



علــّـق الأستاذ طه المليجى على مقالى المنشور على موقع الحوارالمتمدن بعنوان (لماذا رّدد الماركسيون أكاذيب عبدالناصر) فكتب ((فقط الصهاينة وطلعت رضوان يصفون السد العالى بالكارثة)) مع ملاحظة أننى كتبتُ فى بداية مقالى: أننى عندما كنتُ أتناقش مع أصدقائى الماركسيين عن أننا نحن المصريين ليست لنا علاقة بالعرب (من ناحية الثقافة القومية) فكانوا يردون علىّ بأنّ هذا الكلام يدعوللتجزئة ولصالح إسرائيل. ورغم أننى لم أتعرّض للسد العالى، فلا بأس من أنْ أذكر(لقرائى- بالدرجة الأولى- وللأستاذ طه المليجى بالدرجة الثانية) وجهة نظرى عن السد العالى، والمُـدعـّـمة بالحقائق:
كان المبرّرالذى أعلنه عبدالناصرلتأميم قناة السويس هوتمويل مشروع السد العالى، فلماذا لايكون التمويل ذاتيــًـا بدلامن تبديد أموال شعبنا على أغراض سياسية فى اليمن وسوريا والعراق وإيران والجزائر؟ (كما جاء فى كتاب ضابط المخابرات المصرى، فتحى الديب، وشهادته غيرمجروحه لأنه عروبى/ ناصرى، وذلك فى كتابه "عبدالناصر وتحريرالمشرق العربى- مركزالأهرام للسياسات الاستراتيجية – عام2000- أكثرمن صفحة) ولماذا لم يستمع عبدالناصرإلى نصيحة د.عبدالجليل العمرى وزيرالمالية آنذاك الذى رأى أنّ تمويل السد العالى ((ممكن عن طريق تصديرفائض إنتاجنا من الأرزإلى الخارج. مع استخدام الفرق بين سعره العالمى وسعره المحلى فى تمويل المشروع دون أنْ نعتمد على أية دولة أجنبية لتمويله. والفرق بين السعريْن العالمى والمحلى للطن الواحد كان حوالىْ سبعين جنيهًا))؟ كما أنّ قرارتأميم القناة ترتّب عليـــه ((تعويض حملة أسهم شركة القناة. وأنهم حصلوا على التعويض بقيمة السهم عند إغلاق بورصة لندن فى اليوم السابق للتأميم)) بل وأكثرمن ذلك أنّ قرارالتأميم ترتب عليه كارثة أخرى هــى ((تجميد القدرالأكبرمن أرصدتنا فى الخارج، خاصة فى بنوك بريطانيا وفرنسا وأمريكا)) (مذكرات عبداللطيف البغدادى (أحد ضباط يوليو1952) المكتب المصرى الحديث- عام1977- ج1- ص312، 317، 318،319، 320)
وعن السد العالى (كفكرة) فقد كتبتُ فى بعض كتبى ودراساتى أننى لستُ ضد فكرة المشروع خاصة وأنّ جدودنا المصريين القدماء كانوا أول من ابتكرفكرة إنشاء (خزان) كبيرلحفظ المياه، كما فى الخزان الذى كان معروفــًـا (ببركة قارون) على منخفض عن مسطح البحربنحومائة وأربعين قدمًـا. وقبل حكم الأسركان فيضان النيل يعم إقليم الفيوم محوّلا إياه إلى بحيرة عظيمة. فلما أتى ملوك الأسرة الثانية عشرة، فطنوا إلى تخزين كمية مياه كبيرة فى تلك الجهات وتصريفها وقت التحاريق، فشيـّـدوا على الفتحة السابقة الذكرسدودًا عظيمة لحجزالمياه فى البحيرة الفسيحة، تاركين فى الوقت نفسه قطعة كبيرة فى الأرض للزراعة. وقد بدأ هذا المشروع ملوك الأسرة الثانية عشرة الأوائل، ولكن الفضل الأعظم يرجع إلى (آمن- ن إمحات الثالث الذى أطال (أى مدّ) السد العظيم فوصل إلى نحوسبعة وعشرين ميلا طولا، فاكتسب بذلك مساحة أراضى زراعية بلغتْ مساحتها سبعة وعشرين ألفــًـا من الأفدنة. وللزائرأنْ يتخيـّـل منطقة الجسرالعظيم، والمجهود الإنسانى الذى رفع شأن تلك الأراضى المنخفضة التى غمرتها المياه قديمًـا. وقد قال المؤرخ (استرابون) إنّ الملك (لاماريس أى آمن- ن إمحات الثالث) هوالذى حفرهذه البحيرة المعروفة عند مشاهيرالجغرافيين والجيولوجيين ببحيرة موريس (أوقارون) وقد وافق هيرودوت على ما ذكره استرابون، بسبب فيضان النيل. وأنّ المصريين كانوا يروون أراضيهم الزراعية زمن التحاريق من مياه هذه البحيرة عظيمة الاتساع.. هذا بخلاف ما قام به الملك سنوسرت الأول (لمزيد من التفاصيل: جيمس هنرى برسيد: تاريخ مصرمن أقدم العصورإلى العصرالفارسى- هيئة الكتاب المصرية- عام1999- من ص190-197)
أى أننى لستُ ضد فكرة (تخزين المياه) ولكن مشروع السد العالى كان محل خلاف بين المتخصصين فى علوم الرى والزراعة والجيولوجيا، ورفض عبدالناصرالبدائل المقترحة التى كانت ستُجنّب مصرأهم كارثتيْن سوف تنتجان عن السد العالى (وقد حدثتا بالفعل): الكارثة الأولى حرمان التربة الزراعية من طمى النيل، والكارثة الثانية (تطبيل) الأراضى المصرية المجاورة والقريبة من نهرالنيل (نظرية الأوانى المستطرقة) الأمرالذى يـُـهـدّد (وهوماحدث بالفعل) بانهيارالكثيرمن المبانى والمنشآت والمعابد والآثارإلخ. وبدلامن أنْ يستمع عبدالناصرلرأى الخبراء، الذين وضعوا أمامه البدائل التى تــُـحقق الغرض من فكرة السد العالى، وفى نفس الوقت تُجنّب مصرحدوث الكارثتيْن المشار إليها، بدلامن أنْ يستمع إليهم ويترك الأمرللعلماء المُتخصصين فى الجيولوجيا، اعتقل بعضهم ونفى البعض الآخر. وفى دراسة أعدها الباحث فى التاريخ المصرى الحديث (يوسف كمال محمد الغزالى) ذكرأنّ من بين المعترضين على مشروع السد العالى المهندس عثمان محرّم وزيرالأشغال فى حكومة الشعب (يقصد حكومة حزب الوفد) قبل يوليو52. ولما عارض ((المشروع فى عهد الدكتاتورية العسكرية أُلقى به فى السجن بتهمة الفساد كغيره من الوطنيين. وعارض مشروع السد أيضًا د.عبدالعزيزأحمد، فنفاه عبدالناصر خارج البلاد مع إسقاط الجنسية المصرية عنه كغيره من الوطنيين)) (لمزيد من التفاصيل: التحقيق الصحفى والدراسة فى صحيفة الحقيقة عدد 538 – 12 ديسمبر98 ص11)
فى ضوء ما سبق يتبيـّـن أننى لستُ ضد السد العالى كفكرة عظيمة لتخزين المياه، ولكننى أعملتُ (عقلى) وقرأتُ (الواقع الذى حكاه لى الفلاحون من جيلى) عن كوارث السد (من وجهة نظرهم) ولما سألتهم: لماذا تقولون (كوارث السد) حكوا لى أنّ أول كارثة كانت فى حرمان التربة المصرية (من السحرالأسود) ولما استفسرتُ منهم عن معنى (السحرالأسود) قالوا: طمى النيل يا أستاذ. ولما طلبتُ المزيد قالوا: طمى النيل هوالسماد الطبيعى للزراعة. لكن الكيماوى أفسد التربة المصرية وأفسد الحاصلات الزراعية اللى اتغير طعمها.. أوتقدرتقول : ما بقاش لها طعم.. زى زمان.. وقال لى أحد الفلاحين : تعرف يا بنى على أيامنا.. لو كان معاك جميز.. والجميز فى الجلابيه اللى إنت لابسها.. كان النفر مننا يشم ريحة الجميز.. لو كان بينك وبينه مسافه بعيده.. وكان الجميز طعمه زى طعم التين البرشومى.. زى العسل.. والجميز تلاقيه منور ومفتح .. وتنهد بعمق وأضاف : فين دا والجميز بتاع اليومين دول.. واللى حصل للجميز حصل لكل الزراعات من فواكه وخضروات.
يومها- وكان معى صديقى الراحل بيومى قنديل- فى قرية من قرى دمياط عرفتُ (حكمة الفلاحين) وعرفتُ لماذا وصفوا الساد العالى بالكارثة.. فبدأتُ أقرأ دراسات الجيولوجيين المصريين (الوطنيين) عن السد العالى ، بجانب قراءتى للواقع (كما فى حديث الفلاحين) فاكتشفتُ زيف الادعاء الناصرى، كما اكتشفتُ أنه مع بداية (مشروع كهربة الريف) بدأ العد التنازلى لانهيار الزراعة المصرية.. استسلم الفلاحون للتليفزيون (العربى الذى وُلد عملاقــًـا) فناموا حتى أذان الظهر.. بعد أنْ كانوا يبدأون يومهم مع أذان الفجر.
فهل الفلاح الذى وصف السد العالى بالكارثة، هوالآخر(صهيونى)؟ كما وصفنى الأستاذ العروبى/ الناصرى؟ أو- مثل (السيدة الماركسية المشهورة جدًا وكانت ترأس مجلة ثقافية تصدرعن أحد الأحزاب التى أنشأها السادات) حيث قالت لى : إنّ ((كلامك عن (القومية المصرية) ضد (العروبة) ويؤدى إلى (عزلة مصرعن شقيقاتها فى الدول العربية) وهذا هوما تريده إسرائيل والصهيونية)) وبعد هذا الحديث بعدة سنوات هاجم متعلم كبيرجدًا اسمه (رجاء النقاش) ثلاثة من كبارمثقفى مصر: توفيق الحكيم، حسين فوزى ولويس عوض، لأنهم ارتكبوا (جريمة) فى (حق العروبة) هذه الجريمة هى دفاعهم عن (خصوصية الثقافة القومية المصرية) وبعد أنْ نشركلامه فى صحيفة الأهرام (الصحيفة الحكومية الأولى فى مصر) جمع مقالاته التى أصدرتها هيئة نشر(حكومية) هى هيئة الكتاب المصرية- ضمن سلسلة مكتبة الأسرة- عام2003- ولكن يـُـحمد لهذا العروبى/ الناصرى، المتعلم الكبيرجدًا (رجاء النقاش) أنه لم يندفع إلى اتهام المدافعين عن خصوصية ثقافة شعبنا القومية بأنهم من أتباع الصهيونية كما فعل الأستاذ مليجى معى.
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص