الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعودية وقطر والدرس الأكبر

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2017 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


السعودية وقطر والدرس الأكبر
جاء الملك سلمان إلى حكم السعودية برهان كبير على تيارالإسلام السياسى المعتدل، الإخوانى كما تصوره ، وعلى رعاته فى قطر وتركيا ، وعلى تكوين حلف سنى كبير ، يواجه به ، التمدد الشيعى الإيرانى ، والسنى المتطرف على السواء، ثم فجأة أثبتت أحداث قطر الأخيرة ، سقوط هذه الرهانات سقوطاً شديداً .
تمثلت قصة الرهان السعودى الخاسر قى صورتها الواضحة ، فى صراعها مع مصر، ومحاولة فرض توجهها السياسى ذو البعد الدينى عليها بكل الوسائل ، والتى يمكن أن نستعرضها فى محطات سريعة ، بدأت برفض مشروع القوات العربية المشتركة ، الذى تقدمت به مصر للدفاع عن المنطقة من خلال النظام الإقليمى العربى ، وتلى ذلك سريعاً تقديم السعودية لمشروع الحلف السنى ، والذى أبدت مصر تحفظها عليه ، ثم بدء محاولات الترغيب والترهيب السعودية من أجل دفع مصر لمصالحة تيار الإخوان ورعاته فى قطر وتركيا ، والتى توجت بزيارة الملك سلمان الإحتفالية إلى مصر ومعه مشاريعه الإقتصادية الكبيرة ، والتى لم تزحزح القيادة المصرية عن موقفها ، بل دفعت بها إلى المناورة السياسية الحيادية بإتجاه معسكر الخصوم ، الإيرانى السورى ، وهو الموقف الى لم تتأخر السعودية فى الرد عليه ، وإنتقلت فوراً إلى الترهيب ، الشق الثانى من الخطة ، وصعد الملك سلمان من ضغوطه بوقف شحنات الوقود الضرورية لمصر ، وكان الأمر مرشحاً للمزيد ، حتى جاء ترامب وأجبر السعودية ، أو نصحها ، بتخفيف ضغوطها على مصر ، وإستئناف إرسال شحنات الوقود ، كما نصح مصر بقبول المصالحة ، والتى توجت بزيارة باردة قام بها الرئيس المصرى إلى السعودية ، حتى كان مؤتمر الرياض الأخير الذى أرادت به السعودية أن تؤكد قيادتها على العالمين العربى والإسلامى ، ليفجر مفاجأة أخرى خارج السياق تماماً ، فقد إجتمعت الملفات ، الله أعلم فى واشنطن أم فى الرياض ، وهاهو الشقيق القطرى ، الذى ضحى الملك سلمان من أجله بسياسات الملك عبدالله الرشيدة ، وضغط على مصر والمصريين بكل طريقه، هاهو يدفع مليار دولار لحزب الله العراقى لكى يضرب السعودية وحلفها السنى فى الظهر، فى نفس الوقت الذى يدعم فيه الجماعات الجهادية فى سوريا ويلتقى مع السعودية هناك ، ولم يكن هناك مفر من قطع العلاقات وحصار الشقيق الخائن ، لتزداد المأساة هزلاً عندما يهب الحليف التركى الذى ضحت السعودية من أجله بتوجهاتها القومية ، وضغطت على مصر والمصريين لمصالحته بكل طريقة أيضاً ، وتكتمل فصول المأساة الإغريقية عندما يلتقى العدو الإيرانى مع الصديق التركى على أرض قطر دفاعاً عنها ، مشهد سياسى يفوق أى فيلم من أفلام الخيال العلمى ، مشهد سياسى لابد أن نتعلم منه درساً كبيراً
بالنسبة إلينا ، أهل الشرق الأوسط ، فإن هذه التجربة السياسية الكبيرة، التى تشبه الألغاز والأحاجى، يجب أن تعلمنا أن تيار الإسلام السياسى واحد ، شيعى أو سنى ، معتدل أو متطرف ، مشروع واحد يجب مواجهته بدون إنحياز أو تمييز ، فهو فى النهاية مشروع واحد ، تتزعمه مجموعة من اللصوص المتصارعة على الغنينة الشرق أوسطية الساذجة ، فإذا ما فشلوا فى الإنفراد بها، فسوف يحاولون إقتسامها كما أثبتت الأحداث ، أما بالنسبة للسعودية ، فإن الدرس أكبر وأشد تعقيداً، فإن عليها أن تراجع سياساتها وتوجهاتها الخاسرة ، كما يجب أن تفعل الكثير ، كى تفكك ميراث الكراهية المحيط بها ، والذى يجعلها الطرف المذنب فى كل الأحوال؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا