الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤشرات الدولة الفاشلة

محمد حسين يونس

2017 / 6 / 16
المجتمع المدني


قياس مدى النجاح أو الفشل بالنسبة لرئيس دولة( رئاسية) في إدارة البلاد وتطبيق هذا علي واقعنا
إدارة الدولة تخضع لدراسة واسعة لاحتياجات المجتمع و الالتزامات المترتبة عليها ..و كيفية الوفاء بها وتغطيتها في حدود الاولويات وحجم المتوفر من موارد وحصيلة دخل الحكومة ..
فإذا كان دخل حكومة مصر عام 2017 ينفق منه علي ((الأجور 228 مليار جنيه وخدمة الدين 292 مليار جنيه والدعم مشتملا برامج الحماية الإجتماعية 210 مليار جنيه، مما يعنى أن تلك البنود الثلاثة فقط تمثل حوالي 80% من إجمالي الإنفاق العام؛ أي أن ما يتبقى لكل مجالات الإنفاق فى حدود 20 % بما فيها الصحة والتعليم و البنية التحتية )). فهل هذا يعبر عن حكم رشيد متفهم لواجباته .
نراجع الارقام الثلث اجور لسبعة مليون عامل ( تضخمت أجور بعضهم خلال ألاربعة سنين الماضية لدرجة غير متوقعه مثل أعضاء مجلس الشعب ) .. و الثلث تسديد فوائد و خدمة الديون. التي إستدانها النظام خلال السنتين الماضيتين من أجل مشاريع و أوجه صرف غير معروفة و غامضة و تقتصر للشفافية .. ثم يحاول الحاكم تخفيض التزامات الدعم ..(أو الحيطة المايلة) لينفق علي باقي الانشطة ... إنها قسمة ضيزي إنها فوضي .. أهذه عدالة ..هل هذا ما يطلق علية سلوكيات الحكم الرشيد!!.
إسمحوا لي حتي يكون نقاشنا مثمرا أن أضع خطوطا عريضة لمؤشرات قد تكون صالحة أن نستخدمها معا لقياس مدى نجاح الحاكم بالمقارنة بين وضع الدولة عند إستلامه قيادتها و وضعها بعد مضى سنين حكمه .
لقد آن الاوان لنحاسب القادة علي قواعد و أسس متفق عليها ماداموا يصرون علي أن يحكموننا بدون برنامج يعكس سياسة واضحة تهربا من المحاسبة .
مؤشراتي المقترحة.. مثل مدى تطور إجمالي الناتج القومي خلال فترة حكمه ، و مدى ومقدار الحريات السياسية ، و فاعلية مشاركة الأحزاب والنقابات و مؤسسات المجتمع المدني كمنظمات المرأة والشباب وحقوق الانسان .
مؤشرات تقيس التنمية البشرية مثل الصحة والتعليم والفقرومستوى الدخل للفرد ونسب البطالة ومستوى نشر المعرفة والتقدم العلمي.
ومؤشرات عن مدى عدالة توزيع الثروة ومقدار الشفافية وفاعلية مكافحة الفساد و حجم المساهمة الحضارية العالمية كالمحافظة علي الاثار ونشر ودعم الثقافة و إستتباب الأمن والاستقرار وتطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا .
مؤشرات حقيقية تقيس مدى نجاح حاكم الدولة في عمله وواجبه الرئيسي أى(( إدارة الدولة بطريقة تساهم في تحسين نوعية الحياة لدى ناسها .وقيادتها في طريق أن تصبح دولة تحترم حياة مواطنيها وحقوقهم في المقام الأول وتبذل جهدا حقيقيا لاستثمار الموارد المتاحة في تطوير المجتمع ، لا هدر الموارد على الحروب والفساد والرشاوى و العمولات والسلاح الذي لا يستخدم إلا ضد المواطنين)).
علينا أن نسأل أنفسنا عندما عزل الرئيس مرسي 30 يونيو 2013 ماذا كان حال البلاد .. و ما هو الوضع اليوم وهل تحقق الامن !! ودرجة التقدم في مؤشر السعادة العالمي لشعبنا.( هل أصبحنا أكثر سعادة ).!!
علي القارىء الاجابة عن أسئلة بديهية مثل ماذاعن غياب الديمقراطية او تحققها ، و مدى ضعف التنمية أو نموها .. هل تحقق حفاظ أفضل علي حقوق الانسان خلال هذه الفترة وتقدم في مستوى تعليمة و صحتة وممارسته للرياضة و مواجهتة للعجز عن العمل
هل تم الاهتمام بقضايا البيئة والتلوث كالسيطرة علي عوادم المصانع وعدم صب مخلفات الصرف الصحي في النهر و تغير مستوى النظافة وجمع القمامة في طول البلاد وعرضها.
هل تم الارتقاء بالفنون و الثقافة الاكثر حداثة و إنسانية أم مسلسلات رمضان تسير علي نفس وتيرتها
هل تم تعديل الميزان التجارى لصالح التصدير .أم هناك عجزا مستمرا بسبب تغول قيمة العملات الحرة أمام المحلية
هل ميزانية الحكومة واقعية أم مثقلة بالبنود الغامضة غير المسموح فحصها لجهات فوق القانون و المحاسبة .. وهل عندما تعاني من عجز تغطية بطبع أوراق نقدية وإصدار سندات عالية الفائدة منخفضة القيمة.
السيد الرئيس شخصيا هل أظهر إحتراما للدستور و القوانين و المواثيق العالمية .. و هل أصر علي تحقيق مواطنة لا توصم بالتفرقة من حيث الدين أو اللون أو الجنس، وما مدى و درجة مراعاة المسنين و الاطفال و المراة و العجزة في برامجه.. .هل لديه علاقات خارجية متوازنة ومدى قدرته علي عدم الزج بالقوات المسلحة في حروب عدوانية .
ثم هل ممارسة الديموقراطية حقيقية وهناك ضمانات لتداول للسلطة والتعبير الحر عن الرأي سواء من قبل الحكومات أو التنظيمات السياسية ،وما مدى التسامح في تعامل السلطة مع الشعب ،و عدم انتهاكها لكرامات مواطنيها وحقوقهم كاساس للسلم الاجتماعي .
مقارنة ليست خاضعة للمزاج ، ولا يمكن أن نتعامل معها بسطحية وسذاجة تتجاوز عن تدمير مقومات البلاد وهدر الثروات الطبيعية والبشرية لان الريس عندة كاريزما و تسلم الايادى .. وفركة كعب .
أقترح عمل لائحة بمجموعة من المؤشرات السابق عرضهاو التي تعبر عن النجاح والفشل للدول ذات الأنظمة الرئاسية حتى يكون النقد لأداء الحكومات ورئيسها دقيقا وواقعيا.
و الان ماذا كان الموقف في بلدنا من 30 يونيو 2013 حتي 30 يونيو 2017 .منتظر إجابات حضراتكم, و سأكون البادىء بالاشارة لموضوع تحقيق الامن كنموذج .
لابد من التفرقه بين ظرف مطالبة الجماهير بالتغيير في النظام لوقف العمليات الارهابية و إنحياز الجيش لإرادة الشعب .. و بين إدارة أمة بها تسعين مليون مواطن يطمع كل منهم في حياة مستقرة أمنة كريمة .
كبار الضباط قادوا تحالفا ممثلا للكتل السكانية الرئيسية (كما تصوروها ) من أجل محاربة الارهاب و إقرار الامن في الشارع و هو أمر إن كان قد نجح جزئيا فما زلنا بعد أربع سنوات نعاني من فقد السيطرة علي سيناء .. و تغول السلفيين في الصعيد .. و الاصطدام بعمليات يفقد فيها العديد من المواطنين حياتهم ..
الامن لم يستطع أن يمنع التعدى علي أراضي الحكومة و الارقام مخجلة و العقارات المخالفة بالالاف و إحتاجت لتدخل الرئيس و الجيش و الشرطة ..
الامن لم يستطع وقف إنتشار المخدرات بشكل وبائي بل زراعتها و تصنيعها في بلادنا .. و لم يوقف الرشاوى و العمولات بالملايين .. ولم يمنع سرقة السيارات و السكان العزل ..بل لقد إزداد الاحتكاك بين الشرطة و المواطنين و كم من ضحايا ذهبت دماؤهم هباء .
الامن قد يكون أفضل بعد أربعة سنوات .. و لكن ليس للمستوى الذى كان علية قبل 2011 ....او الذى يعبر عن وجود نظام حكم رشيد مهتم براحة و أمان المواطنين .
إنها إدارة مستمرة لدولة مستقرة و ليست عملية خاطفة تنتهي بضبطية هنا و أخرى هناك و تفجير عمارة مخالفة من عشرين او ثلاثين الف وحدة لها نفس الظروف ..
تفضلوا حضراتكم ... منتظر الحوار !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بالمصرى
عادل الليثى ( 2017 / 6 / 16 - 08:42 )
إللي عالبر عوام
هذا حالنا دائما .. وماذكرته سيادتكم تكرار مل منه الشعب المصرى بلغتنا المصرية .. لا يودى ولا يجيب .. ونفس ما ذكرته ستجده فى مقال أخر لكاتب أخر كإنجازات محققة لدولة ناجحة أو على أول سلم النجاح .. فقط تتغير الرؤية والأهداف .
هناك إيجابيات وهناك سلبيات .. والمصداقية هى الفيصل فى الحديث عن الإثنين .. مصداقية الكاتب والمعارض والإعلامى والنخبوى والبرلمانى إلخ ... وكلنا شركاء فى النجاح والفشل .
إدى العيش لخبازه
فلا يجوز لسيادتكم تقييم كافة المجالات والحكم عليها بكلام مرسل غير موثق باراء الخبرة والإختصاص .. علينا أن نلجأ للمختصين والخبراء كل شأن على حده ... فليس هناك من يمتلك الرؤية الكاملة للأمن والتعليم والسكان والإسكان والتنمية إلخ ؟
لابد أن نكف عن مخاطبة الشعب المصرى على أنه المظلوم دائما من حكوماته ... فهو الشريك الأول فى كل الإخفاقات وكل النجاحات أيضا .. شعب فى مجمله ..غارق فى الوهم المقدس والوهابية المقيته يعامل المرأة كعورة ولا يؤمن بالعلم ولا يجيد إلا التناسل من أين سيأتيه النجاح ؟




2 - عزيزي استاذ محمد
مجدي ميخائيل ( 2017 / 6 / 16 - 10:53 )
بالنسبة لمقالك بالنسبة لمعايير نجاح او فشل الرئيس
القضية ليست نجاح او فشل بالنسبة للشعب المصري بكل اسف
المشكلة هي انه شعب افتقر للعدالة والحيادية والنظرة السليمة للامور
احد اقربائي يعشق السيسي وعندما واجهته بما فعله السيسي كان يختلق الاعذار له
حاولت ان افهم لماذا يفعل هذا -لكنني فشلت
عندما كلمته عن الانفاق العسكري الغير مبرر -رد عليا وقالي ايه المشكلة؟ ده عايز يحمي البلد
كلمته عن الغلاء -قالي يعمل ايه؟ يجيب منين
الحديث عن وضع معايير كلام خيالي لشعب مش عارف وشه من قفاه


3 - وما فائدة رأينا؟
معلق قديم ( 2017 / 6 / 16 - 16:43 )
أيها العزيز الحكيم

جرى إيه؟
انت عايز تودينا في ستين وسبعين؟

عموما مقالك يسهل التعليق عليه:

هذا الحاكم وهذه الحكومة من هذا الشعب عجينة واحدة.


يا سيدي قلتها وقلناها من زمان: مافيش فايدة
طب إيه لزمته الكتابة وتقليب المواجع؟

مافيش فايدة أيها الحكيم لأنك لا تمثل سوى أقلية ضئيلة تكاد لا تذكر ترفض الخرافة ولن يكون لها أي تأثير على عقول ملايين الجحافل المريضة حتى وبعد قرون

لو كنت تكتب للفضفضة أو كما يقال أيضا (طقت حنك) ماشي لكن لا تنتظر حلولا


4 - مشكله مصر
على سالم ( 2017 / 6 / 16 - 19:45 )
الاستاذ المحترم محمد , حقيقه بعد تفكير ودراسه عميقه فى دراسه مصر الكارثه توصلت الى الاتى , السبب الاول فى انهيار وتخلف مصر يرجع بالسبب الاول الى المرأه المصريه , انت تعلم ان نسبه المرأه فى المجتمع هى النصف بمعنى ان نصف المجتمع معطل وليست له فاعليه او تأثير , اكيد انت تعرف ان وضع المرأه كارثى , المراه المصريه كائن مشوه عديم الاهليه ذليل يتعرض للضرب والذل والامتهان والاحتقار, هذه المرأه المريضه هى التى تربى الاطفال التعساء تربيه خاطئه وغير سليمه , يعنى فاقد الشئ لايعطيه , بناء على هذه التربيه الاسلاميه المشوهه ينشأ الاطفال ويصبحوا رجال يعانوا من السطحيه والهوان والسذاجه والذل والجبن والخوف والعقد النفسيه والشعور بأحتقار الذات والامتهان , الشعب المصرى يعانى من امراض نفسيه واجتماعيه خطيره وايضا يعانى من الشيزوفرانيا والانحطاط والتربص ببعضهم البعض وكراهيتهم لبعضهم ,العقل الجمعى المصرى فى حاله شلل , من المؤكد ان كل لواءات الجيش الفاسد البلطجى نتاج هذه البيئه المريضه المجرمه وعليه فأنهم ينتقموا من الشعب الضحيه , تأكد عندما يختفى الاسلام من مصر سيكون هذا اول طريق العلاج


5 - الاساتذة المعلقون علي الفيس بوك و الحوار
محمد حسين يونس ( 2017 / 6 / 17 - 04:22 )
أشكر مرور سيادتكم و نصائحكم التي تحتوى علي أحزان و عدم ثقة في المصريين و التي تدعوني للصمت ف مفيش فايدة .
.كالزومبي.. فعلا نحن متواجدون علي الارض و لا نعيش حياتنا و لا يحق لنا أن نحلم بتغيير تحياتي .

اخر الافلام

.. العربية ترصد الواقع المأساوي للاجئين السودانيين في تشاد


.. لحظة اعتقال فتاة فلسطينية من بلدة كفر مالك شرق رام الله




.. مفوض عام وكالة الأونروا يحذر من مجاعة بعد تردي الأوضاع في غز


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مفوض عام الأونروا يحذر من أن المج




.. اعتقال رئيسة وكالة مكافحة الفساد في الجبل الأسود بتهم تتعلق