الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالعقل والحوار تحل أعقد المشاكل !!

حميد طولست

2017 / 6 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بالعقل والحوار تحل أعقد المشاكل !!
عذراً لأصحاب الحلول السحرية لأزمة الحسيمة ، الذين يزعم كل منهم أنه الأعرف بمصلحة الوطن العليا ، وأنه وحده يملك مفاتيح القضية ، ولا يتورع في انتهاك كل حرمات من لا يزكي طرحه ، ويستخدم مختلف الشتائم والاتهامات في حق من لا يتبنى اعتقاده ، وكأنه في مباراة كرة القدم يناصر فريقه ويهاجم من يشجع الفريق الخصم ، ما يفرض وبإلحاح شديد تصحيح المتورطين في مثل هذا المسار الخاطئ في تقييم أحداث الريف من غير ترو، ولا حكمة ولا تعقل ولا وعي ، لما له من مخاطر تضخيم الاحتجاجات واشعالها تحت سقف سوء الفهم المعزز بالقهر والشعور بالغُبن و التهميش ، لأن صراع الريف يعود-شئنا أم أبينا - في أساسه الى صراع بين الأفهام ، ونزاع فكري إنفعالي قديم كامن في الصدور الجاهلة ، وعليه فإن الاعتقاد بأن سجن أو قتل المرسول هو قتل للرسالة ، هو اعتقاد خاطئ ، لأنه لا توجد قوة على الأرض قادرة على أن توقف فكرة حان وقتها ، وإن الإصرار على نصر مبين مُعجّل أو سحق تام ونهائي سريع لأحد أطراف الصراع ، هو من أسخف ضروب التحليل ، وجهل شديد بالواقع السياسي المغربي، ولأن واقع الإحتجاجات التي عرفتها الحسيمة وعدد من مدن وقرى منطقة الريف، شمالي المغرب، منذ أكتوبر الماضي على خلفية مقتل بائع سمك دهسا، هو واقع صعب جدًا، خاصة بعد أن تحولت الاحتجاجات إلى مطالبة بالتنمية وتوفير فرص العمل، وهذا ليس تشاؤمًا بمعناه العام -كما يقول غرامشي هو"تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة" - وإنما هو قراءة صحيحة لواقع الحال الذي تزداد صعوبته مع ما تعانيه الحكومة والأحزاب والنخب من عجز وتقادم وتيه وانقسام وانتظارية، وعشق للسيطرة على السلطة وبقائها .
أعتقد أنه لم يبق أمام المتدخلين في أحداث الحسيمة والريف، أي مجال للمقاربة الأمنية بعد ما عرفته من تطورات متسارعها، في الأيام القليلة الماضية، ودخول العديد من جهات المملكة على خط الاحتجاج ، والتي توجت بالمسيرة التضامنية الوطنية التي تمت في الرباط - ولم تكن فيها الملكية كنظام ، في أي معادلة تساؤل، وشخص الملك مبجلا ومحبوبا ، كما حاول البعض يائسا الترويج لذلك لغايات غير سليمة – لقد حان وقت المقاربة السياسية التشاركية لإخماد الاحتجاج ، الغاية التي لا تتحقق من العدم، أو عن طريق انتظار المُخلّص، أو بالتعايش معها والخضوع له، أو بالقفز التعسفي عليها ، وإنما تتحقق بوضوح الرؤية والنضال المخلص والعمل المثابر الجاد والانخراط الكامل بالواقع وحركته الفاعلة ، والعمل على تغييره نحو الأفضل والمأمول ، وتحقيق الأهداف التي أطلق من أجلها عدد من النشطاء المغاربة مبادرة وطنية أسموها “نداء من أجل الوطن”.ودعوا من خلالها شخصيات وطنية وسياسية وإعلامية وفكرية وازنة ، للتوقيع عليها ، وعلى رأسهم الزعيمان عبدالرحمان اليوسفي ومحمد بن سعيد آيت إيدر، حتى يساهموا في بلورة حلول ناجعة ومستدامة تهدئ الأوضاع المشتعلة ، وتطمئن الرأي العام الوطني ، الذي لا شك أن العقل والحوار هما الوسيلة الفضلى التي لا فكاك منها لاقناع وإقتناع كل الأطراف بضرورة ووجوب استقرار الوطن وتغليب مصلحته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #shorts - 49- Baqarah


.. #shorts - 50-Baqarah




.. تابعونا في برنامج معالم مع سلطان المرواني واكتشفوا الجوانب ا


.. #shorts -21- Baqarah




.. #shorts - 22- Baqarah