الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باب لشأني الخاص

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2017 / 6 / 16
الادب والفن


باب لشأني الخاص
------------------

سامي البدري


كنت أبحث عن باب فقط

أطل منه على ما لا يشبه شيئا

أو لا يشبه ما يرون

كأن يقودني إلى قطار الشرق السريع

ليقودني إلى ضالتي... وضالتي لم تعد كلمة

ولهذا لم تعد الأبواب تطل على اليونان القديمة

مذ كسرت آلهتها في حروب الخسارات غير المقدرة

ومذ لم تعد بغداد تتعرف على أوصالها المقصوفة

ولم يعد أبو نؤاس يعرف الطريق إلى حانات دجلة

ولم يعد الندل يعرفون وجه (سركون بولص)،

المعلق على أبوابها من ياقة خروجه

وصار الجميع يمرون بتمثال ملك البلاد ولا يعرفوه...

ولا يميزون رائحة دم حصانه.

كنت سأستعين ببقايا حنين حارس سينما السندباد،

الذي يسيل من شرفة عينيه بخار الرمد

وحارس المقبرة الملكية،

الذي يتصاعد من بوصلته غبار السحل

كنت أبحث عن باب فقط

لا يعطي ظهره لما خلفه - كوجه ملك ملول - بالضرورة

لا يشرح قلوب المارة، كطبيب من العهد القديم،

ليتبين نقاء مضغهم السوداء

كنت أبحث عن باب طيعة في يد حزني

أغلقها متى ما يعلو الغبار

وعندما يعلو نباح الكلاب

لتنام المدينة.

كنت أبحث عن باب لشأني الخاص

الذي يشبه المرور بمركب صغير على سطح الماء دون

صوت... لكنه يحدث

يحدث بصمت، كصمت تأوهات (المس بيل)،

التي تتصاعد ليلا من قبرها في سماء المدينة...

ولسبب ما، يجب أن تكون هذه المدينة بغداد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-