الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- من يأكل من مال السّلطان يحارب بسيفه-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 6 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نتحدّث عن الديموقراطية، وقبول الآخر، نخلط عبّاس بدبّاس عند الحديث مع الآخر، وفي معظم الأحيان نتجنب الآخر المختلف عنّا خوفاً، أو من أجل عدم الدخول في سجالات كبيرة لا فائدة منها، فقد يكون أحدنا قد أصابته حالة مرضية، وإسهال كلامي قهري، لا يمكن أن نستمع له حتى الصّباح.
المجموعات، والأفراد لا يتقابلون إلا على وسائل التّواصل، وأهم وسيلة تواصل هي الفيس بوك، وقبول الآخر في الفيس هو أن تدخل إلى صفحة شخص تريد النيل منه بحجّة النّقد ، وبحجة أنك الآخر الذي ترغب أن يقبلك، تشتمه، وتشتم عقيدته، وأمّه . أنت دائماً الآخر الذي على الجميع القبول به.
فمثلاً ما يجري بين العرب والأكراد من مهاترة يوميّة عن بعد، وليس مواجهة صريحة وجهاً لوجه، وقد يكون الشّخصان الضّدان قد عملا معاً لصالح جهاز استخباراتي واحد، وكذلك الأمر بين بقية الطوائف والمكونات.
نحن واقعون تحت الاستبداد. استبداد السلطة، استبداد المليشيات، استبداد زعماء الطّوائف، وهنا لا يوجد آخر. هو عقد إذعان بينك وبين الآخر.
لكلّ مجموعة سورية تعيش في مكان ما أمراضها، فمن يعيشون في الخليج العربي ، ويستطيعون تأمين قوت يومهم قد يتباهون لو تصوّروا مع شيخ، أو حاكم، والذين يعيشون في تركيا حدّدوا ذقونهم كإسلاميين، والذين يعيشون في أوروبا ، والغرب الأمريكي والكندي. إن كانوا من الأقليات انضموا إلى الدّعوة بطرد المسلمين، وإن كانوا من غيرهم فالجامع مرشدهم، وقد يكون الإمام لا يعرف من اللغة العربية إلا الفاتحة. نتحدّث عن التّيار العام، وليس عن القلّة. ربما الذين يعيشون في الدّاخل السوري، ولم يفجعوا بموت ذويهم وضعهم النّفسي، وربما الجسدي أفضل . لهم مجموعاتهم المتجانسة على الفيس والتي تقبلهم.
إذا كان المثل يقول " وراء كل رجل ناجح امرأة" وهو مثل هدفه دفع المرأة لنكران الذات، فعادة عندما يصبح الرجل عظيماً يترك تلك المرأة كما فعل أنشتاين ، ونلسون مانديلا، ونزار قباني، و الشّاعر تيد هيوز زوج الكاتبة سيلفا بلاث التي انتحرت بسبب عظمة الرجل الذي أحبته.
موضوع عرضي عن المرأة لكنه ينطبق بشكل أكثر واقعي لو قلنا اليوم عن السوريين: أن "من يأكل من مال السلطان سوف يحارب بسيفه" هذه الحقيقة لا يختلف عليها اثنان ، وربما فيها شيء من الطبيعة البشريّة، فالسلطان ليس بالضرورة أن يكون حاكماً، قد تكون فضائية، أو صحيفة مموّلة، فهل يتجرأ من يعيش في قطر على الحديث ضدها مثلاً؟ ولو كان أخوين أحدهما في قطر، والآخر في السعودية لتحاربا في الرّأي على الملأ، فلقمة العيش مرّة، ولو وجد كردي أو عربي له منصب في الإدارة الذاتية وشقيقه له منصب في كردستان العراق لتحاربا. لا نتحدّث عن الرأي السياسي، فالسياسة متبدّلة كما المتحوّل الزّحاري، فمن كان معك يصبح ضدّك.
نحن في عصر العولمة، والسّلطان عادة لا يظهر إلا من خلال أزلامه، وربما تدفع عمرك لتراه، ولن تراه، لكنه يرسل لك ظرف المال مع الحاجب. وربما أزلامه لا يرونه، ولا يعرفون من هو، لكنّهم يعيشون الخوف اليومي والشهري، هم يخافون أن لا يجدّد لهم السلطان عقد القتل بسيفه، فهم مضطرون أن يلحسوا صوف كلبه،" فكلب الأمير أمير"
هناك ألف سيف للسلطان في كلّ يد. سيف المعونات الخيرية التي يجمعها موالوه بواسطة كلبه وتذهب لجيبه. منظمات حقوق الإنسان، وكل الذين يدعون أن لديهم قضّية على النّار وقد نضجت وحان أكلها.
هل سوف يستطيع الشعب السوري الخروج من بين تلك السّيوف؟ ربما يستطيع مع الزّمن، لكنّنا نحتاج إلى دعم عالمي لإعادة البناء، وإعادة التّأهيل، وإلى قرار عالمي بحذف ملف داعش وإعادته إلى أمّه، وإنهاء الاستبداد، وسوف يحدث هذا لكن بعد أن تكون الضريبة المدفوعة كبيرة جداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تقتل 3 عناصر من -حزب الله- في جنوب لبنان


.. عملية -نور شمس-.. إسرائيل تعلن قتل 10 فلسطينيين




.. تباعد في المفاوضات.. مفاوضات «هدنة غزة» إلى «مصير مجهول»


.. رفح تترقب الاجتياح البري.. -أين المفر؟-




.. قصف الاحتلال منزلا في حي السلام شرق رفح