الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامية التقليدية والامية المعاصر

صلاح الدين عثمان بيره بابي

2017 / 6 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الامية التقليدية والامية المعاصرة
Traditional illiteracy and modern illiteracy
نه خوينده واري كلاسيكي وه نه خوينده واري هاوجه رخ
د.صلاح الدين عثمان بيره بابي1
كثيرا ما سمعنا وتداولنا كلمة الامية والتي تلازم المجتمعات وبالذات المتخلفة منها واعتمد مؤشر نسبة الامية بين السكان كاحدى المقياس لدرجة التخلف والتقدم ،اضافة مؤشرات اخري لقياس الحالة في بلد ما مقارنة ببقية الدول.والمقصود بذلك نسبة السكان الذين لايجيدون القراءة والكتابة او المحرومين من الدراسة الابتدائية او المتسربين منها وعدم اكمال المرحلة الاساسية منها.رغم اهمية هذا المؤشر،والانجازات التي تحققت عبر سنين طويلة من الجهود المبذولة من قبل المنظمات الدولية والاقليمية وبرامج الدول وخططها ،الا ان واقع حال الانجازات متفاوتة بين الدول اذ لاتزال مؤشر الامية التقليدية مرتفع في العديد من الدول الفقيرة في اسيا وافريقيا ،بسبب الظروف التي تسود هذه الدول بدا من عدم الاستقرار والحروب الداخلية والاقليمية،والابتلاء بانظمة دكتاتورية فاسدة تهدر النسبة العظمى من موارد البلد المحدودة اصلا على المؤسسات البوليسة والقمعية ،وافتعال الازمات والحروب واستغلالها كغطاء على الفساد والنهب لاموال البلد.كما ان تخلف البناء الارتكازي والخدمات من قبل كل من القطاع العام والخاص وعدم كفايتها وكفائتها مصدر اخر من مصادر ليس فقط ديمومة الامية التقليدية بل بروز مؤشر جديد تسمى بالامية المعاصرة او الامية الحظارية،هذا النمط من الامية تلازم المحسوبين على شرائح المتعلمين وسبب بروز هذه الظاهرة الجديدة هي بسبب:
1- تدني مستوى انظمة التعليم والمناهج والمقررات الدراسية curriculumالمطلوبة وعدم مجاراتها للتطور العلمي والتكنلوجي،واعتمادها على اسلوب التعليم (التلقين)بدلا من التعلم، وحاجة المجتمع المعاصر،وبالتالي تخريج اشباه الاميين.
2- تسيس التعليم و احتكار ادارتها بما يضمن منع الحوار العلمي والبحث المبدع واطلاق الطاقات وتضيق نطاق التفكير .
3- تخلف مستلزمات التعليم وتخصيص الامكانات المادية والمالية الضرورية ا سواء لانجاز العمل التعليمي او لغرض البحوث والابتكارات.
4- طغيان الجانب النظري على حساب العملي والاغتراب عن الحياة والمجتمع وحاجتها خارج اسوار المؤسسات التعليمية.
5-تخلف انظمة تقيم الاداء اوفقدانها كليا وفقدان الادارة الديمقراطية بل احتكارها لاسباب لاتمت الى حاجة المؤسسة او ابسط مبادي الادارة وبالتالي فقدان الشفافية والحوكمة والمسؤلية والمساءلة.
6- عدم وجود ارتباط معنوي كبير بين الشهادة و العمل مابعد التخرج في واقع لاتتحمل الادارة العامة المكتظة بالبطالة المقنعة على توفير مزيد من فرص العمل للخريجين ،والقطاع الخاص المتخلف والطفيلي المحصور بالدرجة الاساسية على انشطة تجارية غير انتاجية ومحدودية فرص العمل فيها وعدم نمو تلك الفرص بما يوازي حجم البطالة القائمة ونموها السنوي المرتفع،مما يؤدي الى ارتفاع نسبة البطالة وتراكمها سنة بعد اخرى وبالذات بين الخريجين.
7- زيادة الطلب على العمالة غير الماهرة والعمالة الرخيصة الوافدة من الخارج نتيجة كون اكبر فرصة للتوظيف والعمل لمواطني البلد هي في الاجهزة العسكرية بسبب الحروب وعدم الاستقرار وفي المجالات الخدمية المتدنية من حيث التاهيل والخبرة.
8-نتيجة لزيادة تفاقم الحروب والمشاكل في معظم البلدان النامية وبالذات الشرق الاوسطية بشطريها الافريقية والاسيوية، اصبحت اولويات اهتمام دولها هي ادارة تلك المشاكل ،وتركيز جل اهتماماتها ومواردها لها ‘ على خلاف مكان عليه الحال قبل ذلك بعد الحرب العالمية الثانية وبعد نيل استقلالها السياسي من نمط الاستعمار المباشر،حيث كان الخطط لتحقيق خطوات على طريق التنمية وتجاوز حالة الفقر ‘الشغل الشاغل لها و لخططها التنموية،واستطاعت بعض الدول تحقيق انجازات لاباس بها،الا سرعان مابدات عقد التسعينيات من القرن الماضي مرحلة فقدان المكاسب حسب تقارير منظمات الامم المتحدة،واندثار المنجزات المحدودة التي تحققت.
9- اهم معالم الامية الحظارية او المعاصرة(نقص الكفاءة والخبرة التخصصية والثقافة العامة) لدى الخريجين واصحاب الشهادات،وعدم المامهم بالغات الحية وبالذات والانكليزية.وبالتكنلوجيا الحديثة/الرقمية/كذلك مسالة التجديد المستمرللمعلومات والخبرات-بل اللجؤ الى اعتبارا سياسية واجتماعية بالية لتحقيق مكاسب مادية او وظيفية بدلا من الاعتماد على المهارات والقدرة على التنافس.تغير البيئة الاقتصادية من بيئة انتاجية واعتماد الفرد على مبادئ وطموحات تحسين الكفاءة الذاتية كوسيلة لتحسن الحالة المعاشية والاجتماعية،الى بيئة كاسدة ،الهم الاساسي للفردة في ضمان الحد الادنى من لقمة العيش ،وتحول الاهتمام من التنمية والتطور الى الاهتمام بسد الحد الادنى من الرمق للنسبة العظمى من السكان.
10- الحالة الجديدة من التخلف والمشاكل هيات الاجواء لعودة الادارات الدكتاتورية ويشكل اعنف واعادة حال البلاد والعباد الى المربع الاول،ان احتكار الانظمة الجديدة للسلطة والثروة وتحولها الى انظمة كومبرادورية(مرتطبة بالراسمال الاجنبي)او انظمة حكم الاقلية Oligarchy تجعلها تشعر بالامان في ديموة حكمها وتغض النظر عن اي اجراءات اصلاحية لصالح التنمية وحل مشاكل الاقتصاد الكلي ك(البطالة،الغلاء،تدهور الخدمات العامة التنمية المستدامة للقطاعات الاقتصادية وفشل القطاع الخاص في الاتيان باي انجاز في هذا المظمار رغم زيادة نشاطه))
11- استمرار هذه الحالة هو بسبب التخلف الحضاري للسكان وتدني الوعي لتحديد اسباب كل هذه المشاكل وعلى راسها اهمال موضوع التنمية الاقتصادية وتتبعها حسب تجارب الدول التي قطعت اشواطا واسعة في التنمية الاجتماعية وحل مشاكل الاقتصاد الكلي ،وضمان مستقيل السكان والاجيال القادمة.
12- لاحل للمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك الحروب والصراعات الا بوجد ادارة ديمقراطية بعيدة عن الاحتكار وفرض الرائ على عامة الناس التي تتمحور مصالحها بحالة التنمية الاقتصادية كضمانة لحل مشاكل الاقتصاد الكلي،بما في ذلك معالجة الامية بشطريه الكلاسيكي والحضاري، حيث المستفيد عامة الناس ،والاستقرار في البلد.
1)مستشار اقدم في التخطيط والتنمية الاقتصادية
9/5/2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة