الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل قتل العباد إنجازٌ ، أم إحياؤهم ؟!

يوسف حمك

2017 / 6 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول مارتن لوثر كينج : ( الظلام لا يقدر على طرد الظلام ، النور وحده القادر على طرده )

أن تبني الأمل من الثقافة الملوثة بغبار التاريخ ، فأنت تنسج خيوطاً واهيةً رثةً ، قد تتمزق قبل أن تبدأ بالنسج .
و أن تهتدي بالأفكار التي ترعرعت في ظلام الكهوف ، فأنت تسير معصوب العينين هائماً بلا وجهةٍ .
و أن تعتمد على العقول المحاطة بسياجٍ من زبر الحديد ، فأنت واهمٌ ، و لن تخرج من باب الحياة إلا قزماً ، و على نفسك منكمشاً ,

فكاهةٌ هشةٌ ، و نكتةً سمجةً حينما يقولون : إنهم يقاتلون من أجل الديموقراطية ، و حقوق الإنسان ، و لمرضاة الله ... و هم يدعون إلى القتل و الاغتصاب و النهب و قطع الأعناق علناً ، و يمارسونها في وضح النهار .

العلمانيون و الليبراليون يبررون القتل بفتاوى تلصق تهمة الخيانة بالعباد و العمالة .
و الملتحون يبررون بتر الأعناق ، و دحرجة الرؤوس و السبي و نكاح المحرمات بفتاوى تلصق تهمة الزندقة و الكفر و الشرك بالبشر و إقامة الحد و الطرد من رحمة الله ...

أوطانٌ تدمر بفتاويهم ، و شعوبٌ تتمزق ، و عائلاتٌ تبيد عن بكرة أبيها ، و أجسادٌ تتخبط بالدماء ، و أرضٌ من سكانها باتت يتيمةً مفلسةً .... و كل ذلك تحت اسم ( الربيع أو ثورة الكرامة ، أو لوجه الله ..)
أليست هذه خرافات و خزعبلات من أن ترتكب كل هذه الجرائم باسم القيمة الأخلاقية للثورة الأسمى ؟!
متى كان تدمير البلدان ربيعاً ، و تشتيت الشعوب , و قهر الإنسان و رجمه قيماً نبيلةً ؟!
أليس الربيع هو: النسيم الراقي ، و عبق الورود ، و أريج الزهور ، و نفحات الحب ، و الهمس الرقيق للجمال ، و اللمسة الناعمة الحانية لخدود الحياة ؟!
أليست القيم النبيلة هي : المحبة و الوئام و تبادل السلام و بناء الأوطان ؟!
و متى كان الله راعياً للقتل و الإرهاب ، و وجهه مخضباً بالدماء ؟ّ ! أم إن ذلك بناءً على إملاءاتٍ خارج الحدود ، و أوامر الأسياد ؟!

و الأكثر ألماً أنهم يرون القتل مكسباً ، و التدمير منفعةً ، و الموت إنجازاً عظيماً ، و طمس معالم الحياة درباً فسيحاً لدخول الجنة و افتراش الحرير و نكاح الحسان !!!!
و أن جسم المرأة عورةٌ تثير الشهوة لانشغال عقولهم بعجيزة النساء المطأطأة ، فإكثار الفتاوى لجهاد النكاح .

إلى متى يظل مشنقة الحب معلقاً ، و قانون إعدام الحياة مفعوله سارياً ، و الحب داخل القفص عليه الباب يُغْلَقُ ، و الجمال على عنقه السيفُ يُسَلَطُ ؟!
من يدعي أنه علمانيٌّ و فكره نيرٌ ، ففتواه لا يختلف عن فتوى الملتحي في المحتوى ، و كلاهما في المضمون واحدٌ ( قتلٌ ، دمارٌ ، استباحة المحرمات ........ )

قالوا : سنخرجكم من الظلمة إلى النور !
شعاراتهم كلها قتلٌ و ذبحٌ ، و لا تكبيرة في حوزتهم إلا مع القتل و الذبح و الهدم .
السبيل الوحيد لديهم للتغيير و مرضاة الله هو القتل .
معاني الحب و السلام و التسامح و البناء ضاعت من ظلام عقولهم جميعاً ، و حدها اللحية هي الفارق بين المتحاربين على اختلاف مشاربهم .
تفكيرٌ ليس في أعماقه إلا القتل ، و اشتياق نكاح الأنثى التي يرون الدنيا بها باباً مفتوحاً للنشوة الجنسية مروراً بالآخرة .
كنا نعيش في الظلمة فأصبحنا نغرق في غسق الظلمات .
و متى كان النور من الظلمة ينبثقُ ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي


.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل




.. بحجة الأعياد اليهودية.. الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي لمدة


.. المسلمون في بنغلاديش يصلون صلاة الاستسقاء طلبا للمطر




.. بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري