الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (28)

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2017 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


(رقصهم
كان بكاء ، يأس ،
وأنا ما زلت
أرقص معهم كذلك .)* يفغيني يفتوشينكو روائي وشاعر وكاتب سيناريو روسي، 18تموز1932-1نيسان 2017
أشرت في الحلقة (27) إلى أربعة مصادر، حول فيما إذا كان حسين أحمد الرضي- سلام عادل في سجن نقرة السلمان منتصف عام 1953، تعقيبا على المعلومة التي وردت في سياق استجابة آرا خاجادور لطلب Almousawi A.S. حول طلب المزيد من المعلومات عن حياة حسين أحمد الرضي ـ سلام عادل .
لكي نستخلص الحقيقة من هذه الروايات التي لا تلتقي في جوانب عديدة منها، ولكي نقترب إليها بالاعتماد على التفسير المنطقي للأحداث نضطر إلى إعتماد منهج قد يكون مملاً بسبب الولوج الى بعض أو إلى كثير من التفاصيل والبحث في الزوايا ومن مصادرها المختلفة. لم أهتدي إلى طريقة أكثر إختصاراً ويسراً، عن طريق تفضيل رواية على أخرى من دون الإستناد الى أدلة وقرائن تضعنا في موقف يُمكننا إبداء الرأي الصائب في مواضيع لم أكن شاهداً عليها.
لتسهيل الأمر نبدأ بجدول مقارنة بين الروايات الآربع مضافا اليها رواية آرا خاجادور حول الموضوع:
لغرض المزيد من التركيز أعطيت أرقاما لآصحاب الروايات كمايلي:س.ع- حسين أحمد الرضي 1- أراخاجادور 2- ثمينة ناجي يوسف 3- حسقيل قوجمان 4- حنا بطاطو:-
أولاً- تأريخ إيداع حسين أحمد الرضي- سلام عادل إلى السجن:1-لا يذكر تأريخ إيداع س.ع إلى السجن ولكنه يشير إلى اللقاء الأول في أواسط 1949 في نقرة السلمان. 2-عام 1949 من دون أن تعطي تفاصيل أكثر، بعد ثلاثة أشهر من إصدار الحكم نُقل إلى نقرة السلمان 3- لا يذكر شيئا عن الموضوع. 4- أُعتقل يوم 19كانون الثاني 1949
ثانياً- مدة العقوبة: 1- خمسة سنوات(3+2). 2- خمسة سنوات (3+2). 3- لا يذكر شيئا عن الموضوع. 4- لا يذكر شيئا عن الموضوع.
ثالثاـ تأريخ اطلاق السراح والمكان:1- أواسط 1953, نقرة السلمان. 2- نقله من نقرة السلمان الى سجن بغداد المركزي مطلع عام 1953 ومنه الى الرمادي ليكون تحت المراقبة،، هرب منها في حزيران 1953. 3- قبل نقل السجناء من نقرة السلمان إلى سجن الكوت نهاية عام 1951, نقرة السلمان. 4-أُفرج عنه عام 1951، لا توجد أية إشارة أو تلميح لا إلى المكان ولا إلى عقوبة المراقبة (إفراج).
عند معاينة جدول المقارنه أعلاه بالامكان تقسيم الروايات إلى مجموعتين على أساس تقارب المعلومات: 1ـ مجموعة آرا خاجادورـ ثمينة ناجي، 2 ـ مجموعة حسقيل قوجمان -حنا بطاطو.
1ـ في الوقت الذي تلتقي رواية آرا خاجادور مع رواية ثمينة ناجي في مدة العقوبة ولكنها تختلف في مدة بقاء حسين احمد الرضي ـ سلام عادل في نقرة السلمان: بموجب آرا خاجادور إلى أواسط 1953, بموجب رواية ثمينة ناجي إلى مطلع العام نفسه. في الوقت الذي لا نعلم من أين إستقى آرا خاجادور معلوماته عن مدة العقوبة(3+2) بالمقابل نجد أن ثمينة ناجي تحاول دعم صحة روايتها بشهادة من كريم أحمد وتشير في ص40 من كتابها** إلى حديث مسجل مع الرفيق كريم أحمد:
«وعن تلك الفترة يقول كريم أحمد:" سجن سلام عادل في بداية 1949وارسل الى سجن نقرة السلمان ليواجه فيه مع رفاقه ظروفاً صعبة. وبعد خروجه من السجن في عام 1953 ارسل للأبعاد، فكتبت له رسالة باسم اللجنة المركزية اطلب منه الالتحاق بالحزب، وبعد يومين هرب من الأبعاد والتحق بنا"»
أما ثمينة ناجي فإنها تروي بصيغة مختلفة((انتهت محكومية سلام عادل في مطلع عام 1953, ووضع تحت الإقامة الجبرية فيها لمدة عامين. ولقد هرب سلام من المراقبة في اليوم الثاني لوصوله الى مدينة الرمادي في شهر حزيران 1953. وعند وصوله الى بغداد اتصل بي وبالحزب، ثم انتقل الى بيت الشهيد طالب عبد الجبار مسؤول بغداد انذاك.)) الفرق بين ما أوردته ثمينة ناجي وبين ما أورده كريم أحمد فيما إذاكانت مبادرة الهروب من لدن حسين احمد الرضي ذاته أو كانت تلبية لطلب اللجنة المركزية للحزب، بالآضافة إلى وجود معلومة في رواية ثمينة ناجي لا تلتقي مع هو مذكور في مذكرات بهاء الدين نوري ***و لا في مذكرات كريم أحمد (المسيرة)**** حول فيما إذا كان طالب عبدالجبار مسؤولاً لتنظيم بغداد في حزيران 1953 كما تدعي ثمينة ناجي.
لقد ورد إسم طالب عبدالجبار في ص 122 من مذكرات بهاءالدين نوري:
(كان أول مظاهرة أقمناها بمناسبة عيد الأول من أيار1951 صغيرة وخاطفة اشتركت فيها حوالي 150 متظاهراً وحملت فقط ثلاث لافتات وقطعت مسافة محدودة بشبه هرولة لتجنب الصدام مع الشرطة، قادها الشاب الشيوعي النشط الكادح طالب عبدالجبار. كانت هذه أول تمرين من نوعه وأول مظاهرة بعد نكسة 1949. وهي قامت في شارع الشيخ عمر حيث تحشد العمال والكادحين وحققت الغرض المرجو وتفرقت دون أي تضحية)
وبالمقابل أورد بهاء الدين نوري إسم ناصر عبود كسكرتير لمنظمة العاصمة في يوم 22تشرين الثاني (1952-خسرو) ص162 وإسم رشيد العارف كسكرتير لمنظمة بغداد يوم إعتقاله في اليوم الثالث عشر من نيسان 1953، ويذكر كريم أحمد بدوره إسم رشيد عارف كمسؤول لمنظمة بغداد لغاية إختفاءه عن المشهد كلياً ونهائياً خلال الأيام الأخيرة لمحاكمة بهاءالدين مع مجموعة من كوادر الحزب الشيوعي العراقي مع إمراءة وطفلة تموز1953؛ كانت المرأة حماة كريم أحمد(والدة زوجته) والطفلة إبنته ص122-123****
أستطيع أن أزعم بأن كريم أحمد قد بالغ في قدراته كسكرتير للحزب الشيوعي العراقي من الناحية اللوجستية خلال تلك الفترة، حيث لم تمض أكثر من 47 يوما على إلقاء القبض على بهاءالدين النوري مع عدد من كوادر الحزب القيادية يوم 13نيسان1953 بصحبة كَمٍ كبير من وثائق الحزب بضمنها تنظيمات الحزب الشيوعي في الألوية-المحافظات والتي ظهرت من خلالها شيوعيين إثنين فقط في جميع أرجاء الدليم (محافظةالأنبار الحالية)كما ورد في الجدول أ-39 من الكتاب الثاني -العراق لحنا بطاطو ص451
لكل ما أوردناه نستطيع أن نزعم بأن رواية ثمينة ناجي لا ترقى إلى وثيقة تأريخية بسبب عدم إمكان التعويل على شهادة كريم أحمد لهذا الغرض، وفي مقال منفصل عن هذه الدراسة سنعرض الآسانيد التي بُنيَتْ عليها هذا الزعم.
(يتبع)

‏ *http://elaph.com/Web/Culture/2017/6/1151175.html
**سلام عادل ـ سيرة مناضل، ثمينة ناجي يوسف و نزار، خالد الطبعة الثانية منقحة ومُزيدة 2004
*** مذكرات بهاءالدين نوري، الطبعة الأولى آب 2001 , دار الحكمة لندن.
****مذكرات كريم أحمد المترجمة الى الكوردية بعنوان (رىره وى تيكوشان)، ترجمة جلال الدباغ ، 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على