الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكم العسكر- إعدام العقل والرأي الآخر - على جدار الثورة . رقم - 149

جريس الهامس

2017 / 6 / 17
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بعد دراستنا التفصيلية الموثقة لعهد الوحدة السورية المصريةالتي إغتالتها ديكتاتورية عبد الناصر وتسليم سورية التي كانت واحة الديمقراطية والحرية في المشرق العربي إلى حكم المخابرات والإستبدادالوحشي الذي عرفته سورية لأول مرة بعد إستقلالها الوطني على يد الجلاد عبد الحميد السراج وعصابته والمشير عامر ومجموعات الضباط والمخابرات المصرية التي إنتشرت في جميع المدن السورية وحولوا الجمهرية العربية السورية إلى إقليم شمالي .. وسرحوا خيرة قيادات وكوادر الجيش السوري بمافيها القيادة التي صنعت الوحدة ووقعت وثيقتها الأولى مع عبد الناصر ..وبلغ عددالضباط وضباط الصف الذين سرحوا من الجيش السوري عام 1959 - أكثر من ألف ضابط..وبعد تدمير الإقتصاد السوري وتدني مستوى التعليم في سورية ومصادرة أبسط الحريات العامة وحل الأحزاب والنقابات السورية وإستبدالها بتشكيلة من من مخاتير القرى وأحياء المدن والمرتزقة من كل حدب وصوب أطلق عليها ( الإتحاد القومي )وعين مأمون الكزبري وأحمد عبد العظيم - على رأس هذا الإتحاد الإرتزاقي كحاله في مصر ..وألغيت الصحافة السورية الحرة ...وطبقت قوانين القمع والأحكام العرفية على الإقليم الشمالي.....
كان لابد للسوريين من سلوك طريق التحرير والعودة للنظام البرلماني داخلياًولهذا بدأ الضباط الدمشقيون بشكل خاص يهيأون لإنقلاب عسكري ..وقيل فيما بعد أن بعضهم كان مرتبطاً ببريطانيا عن طريق النظام الأردني الذي كان معادياًللوحدة - ولم يتأكد هذا الإتهام ..
وكان زعيم الإنقلابيين المقدم " عبد الكريم النحلاوي " مساعد المشير عامر ومدير شؤون الضباط الذي أشرف على تسريح الضباط السوريين بأمر من عبد الناصر...
الإنقلاب العسكري رقم 6 في سورية :
--------------------------------------- فجر الثامن والعشرون من أيلول 1961 تحركت كتيبة من قوى البادية ( الهجّانة ) بقيادة المقدم ( حيدر الكزبري ) قريب رئيس الإتحاد القومي العتيد -- تحركت من مقرها في بلدة ( ضمير 40 كم شرق دمشق) بسياراتها المصفحة القديمة الموروثة من عهد الإحتلال الفرنسي وأسلحتها الفردية مع عدد صغير من المشاة الذين تمكنوا من إحتلال مبنى الأركان العامة ثم مبنى الإذاعة والتلفزيون في دمشق . وإعتقال المشير عامر من منزله دون إطلاق رصاصة واحدة..وكانت كلمة السر مع الإنقلابيين ..لذلك دخلوا كل المواقع العسكرية بسهولة ودون أية مقاومة .. لذلك أكمل بقية الضباط السوريين إعتقال الضباط المصريين في قطعات الجيش السوري وخصوصاً ضباط المخابرات الذين كانو مرتبطين بعبد الناصر مباشرة و متسترين بوظائف مدنية كالتعليم في سورية ..كما إعتقل السفاح عبد الحميد السراج وجزء من جهاز قمعه وفر الباقون .
إستيقظ سكان دمشق هذا الصباح على صوت المارشات والموسيقا العسكرية المعتادة بعد كل إنقلاب عسكري . تلاها البلاغ العسكري رقم واحد :: (بإسم كرامة الشعب والوطن قام جيشكم الباسل الذي كان دائماً حارساً أميناًللشعب والوطن بحركته المباركة لإنقاذه من الظلم والفساد..متكلاً على الله العزيز القهار لمحق الإنحراف والمنحرفين الذين خرّبوا الوحدة العربية المقدسة...إلخ ) وتوالت برقيات التأييد من كل حدب وصوب بعد ان نفض المخاتير والوجهاء الغبار عنها من الإنقلابات السابقة مع تغيير إسم زعيم الإنقلاب فقط..
( نهنئكم على ثورتكم المباركة لنصرة الحق والوطن ...إضربوا بيد من حديد أعداء الوطن والشعب - سيروا ونحن من ورائكم )..
ومضت البلاغات العسكرية حتى البلاغ رقم 8 مؤيدة للإنقلاب ...وكانت تظاهرة صغيرة أمام البرلمان تهتف ضد عبد الناصروقفنا على الرصيف مع الناس نتفرج عليها ..كانت تضم بعض المخبرين السابقين والإنتهازيين المعروفين الذين كانوا من أعضاء الإتحاد القومي وكان يتقدمهم شخص يلقب ب ( الدوتشي ) وهم يحملون رأس تمثال لعبد الناصر من الجص حطموه عند بوابة " الصالحية ": وبعد سماعهم البلاغ رقم : 9- الذي أعلن أن الإنقلابيين برئاسة عبد الكريم النحلاوي يفاوضون المشير عامر لإعادة الوحدة وتصحيح الأخطاء..فما كان من هؤلاء المتظاهرين إلا تبديل وجوههم بسرعة وإخفاء رأس التمثال المقطوع ..وإرتفعت مكانه صور عبد الناصر .. وعادوا للهتاف له وللوحدة ....لم يدم الوضع طويلاً بعد أقل من ساعة أذيع البلاغ رقم - 10 - الذي أعلن فشل المفاوضات مع المشير...فعادوا بسرعة للهتاف ضد عبد الناصر وعادوا ليرفعوا رأس التمثال المقطوع على المكنسة...يومها قلت لصديقي المرحوم منذر قولي كان بجانبي مداعباً ما رأيك بهؤلاء ؟؟ قال نعم تحدثنا عن أمثالهم - في كل شعب - الذين يطبقون (قاعدة - الذي يأخذ أمنا نسميه عمنا) وأمثال هؤلاء الذين رفعوا غوروا قائد الإحتلال الفرنسي بسيارته - بعد معركة ميسلون - عندما دخل دمشق ...
.......... في المساء تم تسفير المشير عامروضباطه إلى القاهرة .وخرج صوت عبد الناصر في المساء مهدداً متوعداًمعلناً أن المشير عامر رفض التفاوض مع الإنقلابيين وأنه لايقبل الحلول الوسط ..ودعا الجنود للتمرد على ضباطهم في سورية....
وكان أبرز الضباط السوريين الذي صنعوا هذا الأنقلاب ( الإنفصال ) السادة :
المقدم عبد الكريم النحلاوي -- المقدم حيدر كزبري --المقدم مهيب هندي -- العقيد هشام عبد ربه --المقدم جورج محصِّل --العميدان : موفق عصّاصة -- وعبد الغني دهمان --العميد أحمد عودة -- اللواءهيثم المهايني -- والنقباء وكان معظمهم زملاء مدرستنا الثانوي - - نصوح النعال -- فايز منصور --زياد علاف عبد الغني النابلسي - برهان بولس -- فايز الرفاعي -- بسام العسلي وغيرهم ...يتبع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ