الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانقسام الكوردي والريفراندوم

آزاد آميدي

2017 / 6 / 18
القضية الكردية



في ظل استمرار تراجع القوى الوطنية الكردستانية (بمختلف الوانها واطيافها واتجاهاتها ) ، وفي ظل استمرار الانقسام والتشرذم والصراع على المصالح الفئوية والشخصية والحزبية والعشائرية والدينية والطائفية بين الاحزاب الكردستانية مما ادت لخلق ظروف داخلية واقليمية ودولية بالغة التعقيد أفقدت الكوردستانيين شعبا واحزابا بوصلتهم وقدرتهم على ايجاد سبل لاخراج القضية الوطنية الكردستانية من عنق الزجاجة ,, وبسبب عدم تمكن الشعب من فرض رؤيته وقراره الوطني من اجل الحرية والاستقلال ادى ذلك الى تكريس الهيمنة الخارجية على راهن القضية الكردية ومستقبلها لإفراغها من مضامينها واهدافها النضالية التحررية التي ضحى الالاف من ابنائه البررة من اجلها طيلة عقود من الزمن ، تلك الهيمنة يتزعمها اليوم اقليما كل من تركيا وايران والعرب , وامريكا وحلفائها وروسيا دوليا ، فبسبب تدخل هذه الدول في الشأن الكردستاني ومن اجل الحفاظ على مصالحهما في المنطقة جعلت من قضية حصول الشعب الكوردي على حقوقه المشروعة وبناء دولته المستقلة بموجب القوانين والدساتير التي شرعتها الامم المتحدة من سابع المستحيلات,,, فان معظم هذه البلدان تعلنها صراحة وعلانية انها تقف بألضد من مايطمح اليه الشعب الكوردي في بناء كيانه المستقل والعيش بحرية وكرامة اسوة بباقي شعوب العالم بالرغم من حصوله على كافة المقومات والشروط الحقوقية والقانونية المتفق عليها في الامم المتحدة لهذا الغرض ماعدا الانقسام والتفرقة بين تنظيماته السياسية التي اصبحت حجر عثرة امام هذا الشعب المظلوم للحصول على حقوقه المشروعة,,,
ففي مثل هذه الحالة من الانحطاط والخضوع الكوردستاني الرسمي لمخططات الاعداء ، يبدو ان عنوان المرحلة الراهنة اصبح الانتقال من المصالحة والتسوية والتفاهم وايجاد آلية وخطط مناسبة تشارك فيه كل التنظيمات السياسية الكوردستانية لمواجهة مايحاك اقليميا ودوليا ضد محاولات القوى الكوردستانية في اعلان دولته المستقلة على ارضه وداخل حدوده ,, الى تصفية الخصوم وتصفية القضية الوطينة الكوردستانية برمتها بالتعاون مع عدد من الجهات السياسية الداخلية والاقليمية من اصحاب المصالح الانتهازية والحزبية الآنفة الذكر ، فمن الواضح ان الكوردستانيون فقدوا وعيهم الوطني ,, ومسألة الريفراندوم المثيرة للجدل التي يدعي البعض لاجرائها دون اي توضيح من هذه الجهات عن اسبابها واهدفها ومآلاتها ودون وضع اي (سقف زمني محدد لاعلان الاستقلال كخطوة تالية) مما يجعل المراقب ان يشك في جدواها واهدافها ، لهذه الاسباب اذا كانت بعض الاطراف لديها من التحفظات والشكوك حول الريفراندوم المزمع اجرائها في الاقليم في 25/9 دون وجود السقف الزمني لاعلان الاستقلال اعتقد لهم كل الحق في ذلك ,,,
ان هذا الوضع الكارثي الذي يحيق بقضيتنا الوطنية وبمجمل الاهداف التي ضحى بها مئات الالاف من ابناء شعبنا من اجلها ، يفرض إعادة نظر جذرية بالنسبة لطبيعة القوى السياسية الكوردستانية - التي أوصلتنا إلى هذه اللحظة الحرجة في مسيرتنا النضالية ، لأن يأسها وفشلها وخذلانها والجري خلف مصالحها الخاصة هو الذي بات يحركها وليست القضية الوطنية المصيرية ، ما يؤكد على ان هذه الجهات او الاحزاب تمثل العصا التي توضع في عجلة المساعي للاهداف التي يطمح الشعب الكوردي للوصول اليها ,,, فأن هذه الاحزاب الفاسدة الناهبة الانتهازية المتخلفة بكل تلاوينها ومسمياتها وافرادها وجماعاتها هي بمثابة السرطان الذي يجتاح الجسد الكوردستاني فطالما بقيت هذه الاحزاب في السلطة ستبقى القضية الوطنية الكوردستانية ملفا متروكا تراكمت عليه الغبار على رفوف الامم المتحدة ويبقى الكورد بلا قرار ,,,, فأن الاوضاع الراهنة ومسلسل الخصومات وممارسة سياسة كسر العظم من قبل هؤلاء ضد بعضهم البعض ستجعل من قضية الاستقلال وبناء دولة كوردستانية اوهاما واضغاث احلام...... لذلك لا بد من العمل لانهاء وتجاوز الانقسام الكارثي لكي نستعيد وحدتنا الوطنية التعددية على قاعدة الالتزام العميق بالثوابت والاهداف الوطنية الكوردستانية ومواصلة النضال التحرري والديمقراطي بكل اشكاله من اجل الحرية والاستقلال ، ولا سبيل امامنا سوى الحوار الوطني الديمقراطي الشامل بمشاركة كافة القوى والشرائح المجتمعية الوطنية ، فاما الحوار الوطني الكوردستاني الشامل والاتفاق على انهاء وتجاوز الانقسام والمأزق الراهن أو أن نتحول جميعا إلى عبيد أذلاء في بلادنا بعد أن نخسرها ونخسر أنفسنا وقضيتنا ، و أعتقد أننا في اللحظة الراهنة على هذا الطريق طالما ظل الانقسام ، وطالما ظل العدو التركي والايراني والعربي متحكماً في مقدرات شعبنا و طالما بقي الملف السياسي الكوردستاني ملفاً اقليميا ودوليا بلا قيود، و في مثل هذه الأحوال يضيع الحاضر و تنغلق أبواب المستقبل المستقبل .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيش الاحتلال يستهدف النازحين الذين يحاولون العودة لشمال قطاع


.. إسرائيل تواصل الاستعدادات لاقتحام رفح.. هل أصبحت خطة إجلاء ا




.. احتجوا على عقد مع إسرائيل.. اعتقالات تطال موظفين في غوغل


.. -فيتو- أميركي يترصد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة | #رادار




.. مؤتمر صحفي مشترك لوزيري خارجية الأردن ومالطا والمفوض العام ل