الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا مناص من الاشتغال على منطقة الوعى

سليم نزال

2017 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


لا مناص من الاشتغال على منطقة الوعى !

سليم نزال
!
تنهار المجتمعات عندما تنهار روح الدولة.روح الدولة امر لا يمكن قياسه لانه مثل الهواء نشعر به و لا نراه.
روح الدولة ياتى عادة من منظومة تفكير و رؤى سياسية مجتمعية تلعب فيها الطبقه الوسطى و الاعلام و القضاء و النخب ادوارا مهمة.
ما راينه من انهيار سريع لمجتمعات بلادنا ان الحكومات المعنية لم تستجب لروح العصر.اى ما يسمى ب
Zeitgeist
روح العصر تتجاوز الحداثة الشكلية.كتب انور البنى و هو مفكر سورى قائلا ان ما حصل كان حداثة شكلية .حداثة القشرة كما اسماها .و هذه الحداثة كانت تحتها المصائب من تراث التخلف الذى افرز ما افرز بمجرد ضعف الدولة المركزية.
لم تبذل جهود كافية لاجل اضعاف البنى التقليدية التى تحول دون التقدم من جهة و التى تستيقظ فيها نزعات التخلف الماضويه متى تم ايقاضها .
اعتقد ان احد الاسباب هو ان النهضة العربية توقفت و اقتصرت على المدن او حتى نخب داخل المدن .

اما فى الارياف فقد ظل الطابع العشائرى السهل الانقياد لاى انتهازية او ديماغوجية سياسية او دينية هو الاقوى.و فيما بعد بسبب الهجرة تم ترييف حتى المدن التى باتت احيانا اقرب الى قرى كبيرة منها الى مدن حداثية.
عمل العسكر على التحديث بالاوامر و كان المجتمع ثكنة عسكرية.تماما كما كان الامر و نحن صغار حين كنا ندرس فى الامتحانات لا لنفهم بل لكى نطيع الاوامر و نعبر الامتحان بسلام .عبرنا الامتحانات بسلام لكننا لم نستوعب( الفكرة ).
لو قيض لجيل المصلحين ان يستمر لنصف قرن لربما تغير تاريخ العرب .فى حالة مجتمعاتنا نحتاج لاصلاح تدريجى و لا نتوقع تقدما فعليا قبل موت الجيل الحالى و الجيل الذى يليه.يمكن للثورة ان تنجح فى مجتمع ناضج اما فى حالة معظم بلادنا تصبح الثورة مثل الطفل الذى يعطى كبريته فانه يحرق نفسه و يحرق الاخرين.
من التاريخ تعلمنا الكثير .نجحت ثورة سبارتاكوس فى تدمير الفرق الرومانية القوية لكنها فشلت .لا يوجد روح ولا يوجد وعى و رؤى و انتهى الامر الى دمار و كذلك الامر فى ثورة الزنج فى البصرة ايام العباسيين .الغضب و الاحباط من الظلم لا يغر الواقع الوعى هو وحده من يغير.و قد حلل لينين هذه الظاهر ة تحليلا ممتازا بقوله ان الظلم وحده لا يكفى لاحداث تغيير بل الوعى بالظلم هو الذى يحدث تغييرا فى الواقع .
و الذى وشى بتشى غيفارا كان فلاحا بسيطا مضطهدا من قبل الدولة التى جاء غيفارا ليحرره منها لكنه من ذلك وشا بتشى غيفارا للسلطه التى تقمعه .و الحادث ليس فرديا بل له دلالات التى تمس منطقة الوعى .
الاشتغال على منطقه تغيير الوعى يجب ان يكون الهاجس الاكبر .الدين يقدم اطارا روحيا اخلاقيا لكنه ليس برنامج سياسى .كل التجارب الدينية الماضية لا علاقه لها بالحاضر لانها تنتمى الى فضاءات مختلفة تماما .
و فى الوقت الذى تشتعل الحرائق فى بلادنا و تحطم جهود اجيال لا بد من اعطاء الشعارات السياسية الحالية اجازة من اجل التفكير بعمق الى اين وصلت احوالنا .لان مستقبل الاجيال الثلاثة القادمة تتوقف على ما نفعله الان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلتنا: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأسود ج


.. مشاهد جديدة من مكان الغارة التي استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأ




.. صحفي إسرائيلي يدعو إلى مذبحة في غزة بسبب استمتاع سكانها على


.. هجوم واسع لحزب الله على قاعدة عين زيتيم بالجليل وصفارات الإن




.. شمس الكويتية تسب سياسيي العراق بسبب إشاعة زواجها من أحدهم