الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(4_س) دوغما اليسار وعلم النفس الحديث (تفسير ماركس وفرويد)

حسين عجيب

2017 / 6 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الانسان ابن بيئته, وزمنه, ومجتمعه وثقافته_ كل إنسان, والفرد أكثر.
نظر فرويد إلى الانسان كفرد, أناني ومنعزل, الكبت الجنسي يحول حياته إلى شقاء وألم.
نظر ماركس إلى الفرد كإنسان اجتماعي, مقهور وخائف, الاغتراب السياسي يحول حياته إلى جشع وحرمان.
موقف المسيح وحب العدو, أو بوذا وإطفاء الرغبة.... اصل المشهد_ حلقة الجدل المركزية.
.....
الحب ظاهرة فردية, فيزيولوجية بنظر فرويد _ غايتها الاشباع الجنسي خصوصا.
الحب ظاهرة اجتماعية, ثقافية بنظر ماركس _ غايتها تحقيق العدالة الانسانية.
جرت مياه كثيرة تحت جسر اليسار وعلم النفس, وظاهرة الحب على حالها من التشويش والغموض والادعاء وسوء الفهم أكثر, وأكثر....والتشويق يتزايد.
هوليود على المستوى العالمي, والدراما المصرية _ السورية على المستوى العربي,....
يشكلان موقف الانسان المعاصر من الحب _ عبر خليط غير متجانس من العشوائية والدوغما والنرجسية والديماغوجيا, وكل ذلك تحت اسم "الحب".
محاولتي المستمرة لفهم ذلك, هي نوع من التفكير بصوت مسنوع.
* * *
منظور فرويد_ جوهر الانسان داخل جلده, يتمحور حول الرغبات والدافع الجنسي خصوصا.
منظور ماركس _ جوهر الانسان خارج جلده, يتحدد من خلال العمل والعلاقات الاجتماعية _الاقتصادية.
....
ماركس يقارب المسيح, بعدما يستبدل الحب بالصراع, واليوم بالغد.
فرويد يتجه إلى بوذا, بعدما يستبدل إطفاء الرغبة بالاشباع الدائم والمباشر.
* * *
الديماغوجيا والدوغما, مصطلحان ثابتان ويتحددان بسهولة _ من جهة المعيار العلمي والحقيقة الموضوعية (المتفق عليها).
لكنهما متبدلان من الجانب المقابل_ الاجتماعي, من خلال المهاترات والثرثرة العشوائية المستمرة, حيث مرجع الثقافة العربية الرئيسي, ومحورها الثابت.
الديماغوجيا مصطلح معروف وبسيط ومبتذل ايضا, بسبب استخدامه المتكرر في الاعلام العربي الرسمي ( من مختلف الاتجاهات والمواقع) عبر التضليل بقصد مسبق, ومن خلال خطة مدروسة ويجري تنفيذها عبر الاعلام والاعلان وغيرها.
الدوغما أو التفكير الثنائي الضيق والمتحجر, تشترك مع الديماغوجيا في نقص الوضوح وغياب الدقة_ أيضا في التضليل المقصود ( والتضحية المباشرة بالمرعفة والحقيقة).
عادة تسعى الشخصية الدوغمائية إلى الفوز ( في اللعب أو في الحياة) بأي طريقة كانت وشعارها الدائم " الغاية تبرر الوسيلة", وتستخدم المبادئ مع المعرفة والحقيقة كأدوات آنية للحصول على مكاسب صغيرة ومؤقتة.
الاستخدام العشوائي لكلمة (حب) في الدراما السورية وغيرها, يتقاطع مع الديماغوجيا_ على سبيل المصادفة أو الجهل_ ويتماثل مع الدوغما السائدة إلى درجة الشراكة والقرابة.....ووحدة الهدف والمصير, وربما عن قصد.
* * *
ما هو الحب؟!
ما طبيعته, مكوناته, تعبيراته, تحولاته, أشكاله ووظائفه؟؟؟؟؟
أسئلة بدون أجوبة علمية ومنطقية وتجريبية.
لكن_ وبصراحة وثقة يحسدان عليها, يزعم اصحاب الدراما في هوليود _وعندنا أكثر_ ان لديهم الجواب الحقيقي والثابت_ والمباشر ايضا.
وهو في مختلف النصوص والعروض المتشابهة ,في الأفكار والقوالب والمواقف, سواء الضمنية أو الصريحة _ كما تظهر من خلال المعالجات والحلول....يمكن تلخيصه (ماهية الحب) بعدة اشكال وقوالب نمطية ومكررة في الآداب والفنون...خاصة الشعر والرواية والأغاني ( التي تمجد مختلف أشكال الشذوذ والانحلاافات_ الغدر والخيانة والكذب_ ويبقى المحبوب مع ذلك, بعد ارتكابه لكل تلك الجرائم ويزداد رصيده العاطفي!؟
* * آ*
قبل فرويد كان الحب الرومانسي أو الجنسي, في مجال الهامشي وغير المعترف به رسميا.
وكان يعتبر درجة ثانية في مراتب الحب , مقارنة بحب الأم أو الوطن...وغيرها.
وما فعلته (ثورة) التحليل النفسي بزعامة فرويد, ان جعلت بقية أنواع العواطف والمشاعر الانسانية ملحقات أو توابع للدافع الجنسي ورغبات الاشباع_ شبه المطلقة.
الحب بتعريف التحليل النفسي (الأرثوذكسي) هو عاطفة تنتج عن الرغبات والدوافع الجنسية المكبوتة والمكفوفة.
البحث والتمييز بين الحب الجنسي وبين الحب اللاجنسي_ موضوع مع اهميته الفائقة_ ليس من مجال هذا البحث, وخبرتي الحالية دون مستوى إبداء الرأي أو الموقف المعلن.
الحب الجنسي هو المقصود في هذا العرض, وبتحديد أكثر الحب بين امرأة ورجل.
ما هو الحب الرومانسي _ طبيعته وتحولاته؟! ( التي تشكل المرجع والمصادر المباشرة للدراما الهوليودية والمصرية والسورية...)
من لا يعرف مشاعر الحب والكراهية!
من لا يعرف الألم والحزن أو الفرح والسرور!
من لا يعرف خبرة النظر أو اللمس أو السمع!
من لا يعرف الخوف ورغبة الهرب ( الاحجام), او الشغف ورغبة الاندفاع (الاقدام)!
من يستطيع أن يشرح ( تسلسل تلك العمليات) التي تتضمن تطور الحياة منذ نشأتها!
.....
هكذا هي حالة الحب_ خبرة تغمر الانسان بشكل مدهش دوما, وغالبا هي خارج التوقع والحسابات المباشرة. لا احد يجهلها, ولا احد بمقدوره تحديدها من خارجها وبشكل موضوعي أو قابل للاثبات والتنبؤ.
ومع ذلك توجد حلقة مشتركة_ هي منجز إنساني متكامل يمتد من افلاطون إلى ابراهام ماسلو_ عرضها اريك فروم في كتابه الشهير "فن الحب" والمفارقة الجميلة أن العنوان نفسه لديوان أوفيدوس....وسهمه العاطفي العابر للزمن وللثقافات.
لكن المفارقة المحزنة_ ان كلمة الحب نفسها صارت تسمية جديدة للدوغمائية, عبر إطلاق تسمية وكلمة واحدة على مجموعة كبيرة ومتباينة من الخبرات والتصورات والقيم والغايات,...وهي مختلفة بالفعل إلى أقصى درجات الاختلاف_ والتناقض المزمن!
* * *
شعور الحب وموضوع الحب _منفصلان_ قبل وبعد الاتصال والوصال الجنسي.
هذا مايعرفه كل فرد (امرأة أو رجل), على مستوى الادراك والشعور.
وهو ما يثير الجدل, من قبل أفلاطون وأوفيدوس_ وإلى بعد د.فيليب ماكرو ونزار قباني....واعتقد أنه سوف يستمر إلى الأبد_ الدل غير البزنطي).
التصور القديم للحب, لا يميز بين عاطفة الحب وبين موضوع الحب. وحسب تعبيراتنا ومصطلحاتنا الحالية, لا يميز بين العاشق والمعشوق أو بين المحب والمحبوب.
التصور الحالي (العالمي بفضل هولويود) يفصل علاقة الحب ويشطرها إلى درجة الانفصام بين عاطفة الحب وبين موضوع الحب. وهنا أثر ودور فرويد: وفق تعبيراته, تحولات الليبيدو أوالدافع الجنسي, لا تكترث لموضوعات الحب ( واشخاصه) بعد مرحلة الرضاعة, وبعد النضج الجنسي خصوصا.
موقف فرويد (المتطرف) يجد الكثير من الاثبات والتأكيدات في التاريخ المشترك وعبر الحضارات والثقافات حيث البغء المقدس, أو تجارة الجنس. كما ان تنوع الشهوات الجنسية وتبدل موضوعاتها الرسيع والمستمر, هو اكثر مباشرؤة وبديهية_ في زمننا _ من كروية الأرض ودورانها حول الشمس. ومع ذلك ما يزال التصور القديم (الخاطئ), بثبات عاطفةالحب على موضوع الحب ( ووحدتهما الوهمية والمزعومة)....هي من القوة والشيوع إلى درجة تزاحم الواقع _عبر إنكار الخبرة الشخصية والملاحظة المباشرة, والأغلبية في الوسط الثقافي يعتبرون بعض الأفكار (الموروثة) هي الواقع الانساني والاجتماعي , غير التاريخي, ويرفضون اعتبارها آراء وتفسيرات.
* * *
التصور الأفلاطوني القديم_ أسطورة الانسان الذي شطرته الآلهة إلى ذكر وأنثى_ وكل من النصفين يسعى إلى نصفه الآخر ليكتمل ويتحد معه إلى الأبد. هي فكرة جميلة وممتعة.
لكن, بعدما تحل مكان الواقع الفعلي_ وتستبعده عن محور الاهتمام, بعدها.... تتحول إلى مرض ذهني وانرحاف عقلي واجتماعي, وتتضاعف الحالة مع تعاقب الأجيال والانتقال بين الحضارات والثقافات, بالتزامن مع تحولها إلى اعتقاد لا شعوري وغير واعي يفسد حياة الفرد العاطفية والاجتماعية. مع حالة الانتقال المستمر من سيئ إلى أسوأ,...(اليوم أسوأ من الأمس, وغدا هو الأسوأ).
التصور المقابل ( الاجتماعي)_ الذي يعتبر الحب التزام وعهد إرادي وواعي....مع الزمن يتحول إلى عاطفة قوية وعميقة هي الحب والسعادة معا, عبر مركب واحد بالفعل, بعدما كانا اثنين قبل الزواج.
تلك الفكرة التي حللها كتاب فن الحب بشكل عميق وموسع_ واتفق تماما مع خلاصة اريك فروم بأن الحب هو بين قطبين أو حدين: من جهة, هو فعل التزام وموقف عقلي وإرادي, بالتزامن, وبنفس الدرجة هو أيضا حالة انسجام وتوافق بين شخصين (امرأة ورجل), ويشمل ماضيهما المشترك والفردي أيضا توجههما في الزمن, ومع القيم والأخلاق والتوقع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - القرصان أكلة شعبية سعودية بطريقة الإيطالية مع قمر


.. صنّاع الشهرة - لا وجود للمؤثرين بعد الآن.. ما القصة؟ ?? | ال




.. ليبيا: لماذا استقال المبعوث الأممي باتيلي من منصبه؟


.. موريتانيا: ما مضمون رسالة رئيس المجلس العسكري المالي بعد الت




.. تساؤلات بشأن تداعيات التصعيد الإسرائيلي الإيراني على مسار ال