الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليم الجيل الجديد أصول المحبة والتسامح

زيد كامل الكوار

2017 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



دأب العراقيون منذ قرون على عادات وتقاليد توارثوها في ما بينهم اتسمت بالتسامح والتفاهم والود. ولم يعرف العراقيون التطرف في تصرفاتهم اليومية فهم شعب يميل إلى الوسطية والاعتدال في تدينه و بقية معتقداته الفكرية، فالتصاهر على سبيل المثال بين مختلف المذاهب الإسلامية لأمر شائع على مستوى متقدم فلا تكاد تجد عائلة عراقية تخلو في علاقاتها الأسرية من اختلاط مع عائلة من مذهب مختلف، أو قومية مختلفة، فالعرب أنسباء مع الكرد والتركمان والفرس منذ حقب طويلة مضت. ويختلف ذلك التصاهر من مدينة إلى اخرى، فالمدن المقدسة في العراق كالنجف وكربلاء والكاظمية والأعظمية وسامراء وغيرها من المدن التي تحوي بين أرجائها مراقد الأنبياء والأئمة والصالحين. كل تلك المدن تكون منفتحة على الآخر أكثر من غيرها من بقية المدن بحكم كونها سياحية تعودت الاتصال بالآخر على مدار السنة، ما أوجد علاقات واسعة مركبة مع العديد من الوافدين من مدن أخرى بغرض الزيارة أو التجارة أو العمل. وقد تولد عن تلك العلاقات المادية تجارية كانت أو زراعية أو صناعية؛ علاقات إنسانية على مستوى متقدم إنسانيا قادت إلى التصاهر الذي أوجد تداخلا في الأنساب زاد من اللحمة والتشعب في العلاقات الإنسانية المتينة التي بنيت على أساس التكافؤ والمحبة والمشتركات الكثيرة مثل الدين أو القومية أو المواطنة والشراكة في الحي والمدينة والوطن.
ونحن وبعد أن شهدنا ما حدث في العراق من التوتر الطائفي الغريب والمستهجن في الشخصية العراقية نزعم وبكل تأكيد أن تلك الأخلاق الغريبة قد ولدت الصدمة لدى الكثيرين من العراقيين الذين تربوا على المودة والمحبة والسلام بين أبناء الوطن الواحد، ولم يستطيعوا أن يتقبلوا ما حدث بسهولة، فإن ما حدث شهد تغييب العقل وتحكيم منطق الغاب والوحشية السادية لدى الشاذين الذين قاموا بذلك الدور الخبيث مدفوعين وفق أجندة خارجية الهدف من ورائها تمزيق العراق وإضعافه ببث الفرقة والتناحر وإحياء النعرات التي تؤجج البغضاء والكراهية بين الناس.
أما اليوم ونحن نعيش فرحة الانتصارات المتحققة على قوى الظلام الارهابية في كل جبهات القتال ضد الارهاب؛ وكحل يحل الكثير من المشاكل المادية والمعنوية ينبغي لنا بل ويتحتم علينا أن نرسل رسل السلام من الشباب في كل اتجاه من أرض وطننا الحبيب، وبفتيا من المرجعية الشريفة، لتنشر المحبة والسلام بين أطيافه كلها. فالمتطوعون في بناء ما دمرته الحرب على الإرهاب، من شغيلة اليد وذوي الكفاءات من المهندسين والفنيين والكوادر الطبية من العاطلين عن العمل في مفاصل الحياة كلها ؛ سيكونون بلا شك رسل محبة وسلام وتواصل بين أطياف الشعب العراقي بأجمعها. كل هؤلاء سيزرعون المحبة والوئام ويقتلعون نبتة الحقد والكراهية البغيضة من قلوب الشعب العراقي. وسيحصلون بلا أدنى شك على تعاطف الخيرين من أبنا هذا الشعب المعطاء، وأنا على أتم ثقة بأن تطوعهم في عمل كهذا لن يكون مجانيا وإن أرادوا ذلك. فالتبرعات التي سيحصلون عليها إن دعت مراجع الدين والعرف إلى ذلك ستكون أكثر من ما يتعاطاه العاملون في أحسن أحوالهم، وسنحقق بذلك الكثير من المكاسب المادية والمعنوية كعراقيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهجوم الإيراني على إسرائيل.. هل يغير الشرق الأوسط؟| المسائي


.. وزارة الصحة في قطاع غزة تحصي 33797 قتيلا فلسطينيا منذ بدء ال




.. سلطنة عمان.. غرق طلاب بسبب السيول يثير موجة من الغضب


.. مقتل شابين فلسطينيين برصاص مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغر




.. أستراليا: صور من الاعتداء -الإرهابي- بسكين خلال قداس في كنيس