الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عادات متوارثة تتخلل موسم الحصاد

مولاي جلول فضيل

2017 / 6 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


من الامثلة المتداولة عند أهل توات وما جاورها والعرب عامة:
" ازرع تحصد "
" اذا ناض ريحك لوح التبن طول قامة و اذا ما ناض لا تدوي واطلب غير السلامة "
" عام يكثر فيه التبن يكثر فيه اللبن "
انه موسم الحصاد والدرس، والذي ينطلق من منتصف شهر مارس إلى غاية شهر افريل ، في منطقة توات وما جاورها ، قد تبعد المسافة بقليل وتقصر حسب طبيعة الجو ومناخ كل منطقة ، لازلنا نتذكر جيدا أيام الحصاد في توات ،وما تسبقها من استعدادات ،حيث تستعد كل البيوت وتعد العويل والعدة، لتحصد زرعها وغلتها. ومن الأدوات التي يتم استحضارها من أجل القيام بعملية الحصاد ، المنجل ، مضارب ومدقات مختارة ومصنوعة لهذا الغرض من عصي النخيل وأغصان الأشجار ،وقد استعملت مؤخراً بدل المَدَقَّاتْ قارورات الزجاج الفارغة الخاصة بالمشروبات الغازية ،أطباق لنسف وفصل حبات القمح عن التبن وهي عبارة عن أطباق مصنوعة من سعف النخيل ، كما يتم إحضار أفرشة يتم عليها دق وهرس ودرس القمح أي فصله عن السنبلة ، ولا ننسى صينية الشاي التي تتخلل العملية برمتها حيث يغلى الشاي حتى يطبخ على الجمر ونار هادئة ، يقام في عز البستان تحت ظل النخيل وبجوار مزرع النعناع.
أيام الحصاد تتحزم الأمهات وكل نساء البيت، بحزام من قطعة قماش وتزيد ربطة لرأسها، استعداداً لهذه الأيام الشاقة من العمل وقد يستعن بأقرانهن من الجيران ليعن بعضهن بعض. وقد يشاركن أطفالهن في هذه العملية.
إن هذه الأيام لها نكهة وبنة خاصة فهي مواسم جني غلة القمح والشعير المادتان الأساسيتان للعيش وصنع الخبز .
يتم حصاد القمح بواسطة المنجل ومن طرف أفراد كل العائلة ثم يربط على شكل حزمات كبيرة و رزم صغيرة ، فالحزم الكبيرة يتم تجفيفا ثم دقها ودرسها بواسطة المدقات وفي رحب الفراش، ثم يصفى منها التبن وينسف بواسطة أطباق ، حيث يتم وضع قليل من القمح الذي تم درسه في وسط الطبق ، ويمسك بطرفي الطبق ويبدأ في تقليب القمح عن طريق هز الطبق فيصعد التبن في الهواء وينسف وبهذه الطريقة يتم فصل حبات القمح عن التبن العالق .
أما رزم القمح الصغير التي تم ربطها هي لإعداد دقيق الحساء كما يسمى في توات، أو لفريك كما يسمى في مناطق أخرى من الجزائر أي فرك حبات القمح .
كيفية إعداد دقيق الحساء أو الفريك :
يحزم القمح وهو أخضر على شكل حزم أو رزم صغيرة ، يتم إشعال النار في مكان من الجنان أو البستان حتى تحمى التراب أو الأرضية يتم تنحية التراب المحماة منها ، توضع مكانها رزم القمح الصغيرة ، يرد عليها الرمل الحامي أو ما يسمى البوغة أي الرمل المحماة . وهذه العملية تسمى تشواط القمح أي شياط القمح بواسطة النار، وعندما يتم شياط القمح ، يتم فرك الحبوب من السنابل، يتم أكل قليل منه قبل أن يجف ويوزع على جميع أفراد العائلة بقدر كف اليد قد يزيد بقليل او ينقص وتعتبر هذه أولى حبات القمح التي تأكل وهي تعتبر كبركة اما الباقي يتم تجفيفه وطحنه بواسطة الرحى داخل البيوت، قد يطحن جيد وهذا يسمى دقيق الحساء وإذا تمت تهريسه فقط يسمى فريك القمح.
من العادات ايضاً أثناء موسم الحصاد في توات ما يسمى بحك الشعير الأخضر أي بعد فصله عن السنابل يوضع في طبق مصنوع من سعف النخيل وتوضع معه اوراق الثوم ويضاف قليل من الملح ويتم خلطهم جيد مع بعض بواسطة راحة اليد حتى يثوم ويملح ، ثم يأكل ويا له من مذاق جميل انه لبرهان بركة ودليل على نضج الشعير.
عندما نذكر القمح يتبادر إلى أذهاننا صاع القمح ومكيال القمح و قلبة القمح والثمن والربع ، والمد ، والغرارة، فكل منهم يعتبر وحدة قياس لميزان وكيل القمح تتفاوت مقاساتها ومتعارف حجمها من حيث العرض والعمق والشكل ما بين الناس، فمكيال الثمن مقداره 2 كلغ ونصف ، ومكيال الربع مقداره 5 كلغ ،ومكيال الصاع مقداره 10 كلغ ، ومد القمح مقداره 20 كلغ والغرارة أو الجرارة كانت تزن ثمانين مدا ، وبواسطتهم كان قديما يتم كيل القمح والبيع والشراء والمقايضة، أي مقايضة القمح بالتمر والدهان والتوابل وغير ذالك من الحاجيات.
.
.
بقلم السيد:
مولاي جلول فضيل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة


.. قوات الاحتلال تعتقل شابا خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس ا




.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد حرب إسرائيل


.. واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل وتحذر من عملية




.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را