الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابو العريف يحكم المدينه..!!

امجد المصرى

2017 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


(ابو العُريف) يحكم المدينه !!!

رؤية : أمجد المصرى
" يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ #فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهاله فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " صدق الله العظيم

منذ قديم الأزل ابتُليت البشريه بقوم تخصصوا دائما فى نشر الاشاعات والاقاويل الضعيفه الغير مستنده الى حجه او حقيقه ثابته وهؤلاء ستجدهم دائما منتشرين بين العامه والبسطاء فى الطرقات والمواصلات وعلى المقاهى فقط لاشباع رغبه دفينه لديهم بان يصبحوا دائما محور الحديث ومحط الاهتمام وان ينصت الجميع لما يقولون حتى وان كان القول لا يستحق مجرد الانصات .. انه مرض التباهى والثرثره باى كلمات عن اخبار او فضائح او شائعات لا يهتم قائلها كثيرا بالاثر الذى ستوقعه كلماته بقدر ما يهتم بأن ينقل الناس عنه باعتباره كما يقول المصريين فى العاميه العبقريه (ابو العريف) بغض النظر عما يفهم او يعي فهو دائما يدعي انه عليم ببواطن الامور ومطلع علي خفايا الاسرار التي لا يعلمها الا خبير مثله.

ومع تطور التكنولوجيا وانتقال بلداننا العربيه الى عصر الانفتاح على العالم وانتشار وسائل التواصل والاتصال الرهيبه الاثر والسريعه الانتشار اصبح للسيد (ابو العريف) دورا رائدا فى حياتنا اليوميه حيث اتيحت له مساحه هائله من حريه النشر والانتشار بين جمهور لم يعتاد عليه من قبل فهو ليس مضطرا بعد الان الى التردد على المقاهى وانفاق الاموال لنشر شائعاته المغرضه وانما اصبح كل ما عليه فقط هو الجلوس امناً مطمئناً على مقعده الوثير او فراشه الدافىء ليكتب ما يشاء وليبتكر فى مهمته القديمه مستخدما اساليباً اكثر تطوراً وحداثه فى صياغة الخبر وتصميمه والتدليل عليه ببعض الصور والوثائق المغلوطه او المصطنعه احيانا .
غير ان (ابو العريف) الذى شاهدناه قديما فى الافلام والمسلسلات فى ريفنا المصرى ومقاهى الاحياء الشعبيه يختلف بعض الشىء عن ما نراه اليوم فرجل القهوه الذى يجيد التحدث ببعض الكلمات الرنانه والعبارات المنمقه التى تبهر العامه من حوله قد اختلف فى المنهج والاسلوب وربما فى الغرض فلم يعد مجرد التحدث ونشر الشائعات فقط بغرض الشهره والتميز بين اقرانه والمحيطين به وانما انتسب الى هذه المهنه المزمومه بعض اصحاب المصالح والاغراض الخبيثه فاصبحت المنافسه على اشدها بين عشاق الظهور وبين المنتمين الى بعض الاجندات والافكار الشاذه والذين تعلموا خلال سنوات مضت بشكل مهنى ومحترف ان يتقنوا صناعة الشائعه وان يحسنوا اختيار التوقيت المثالى لنشرها واختيار الجمهور المناسب لكل شائعه وخبر .. انهم مدربون جيدا على هذا اما بدافع شخصى لتحقيق مصالح ذاتيه او بدافع الانتقام والتشهير من شخصيات او كيانات بعينها او حتى قد يصل الامر الى حد ابتزاز اشخاص معينين باشاعة اخبار كاذبه عنهم والتربح من خلف هذه المساومه الحقيره او ان يكون الهدف اكبر واشد خطرا وفتكا من كل ما سبق وهو بيت القصيد هنا وذلك حين يتبارى انصار نظام سابق او اتباع قيادى معزول فى نشر اخبار تؤدى الى اشاعه نوع من الاحباط والطاقه السلبيه لدى انصار النظام الموجود او اتباع القياده الحاليه دون النظر الى مصلحة الوطن وابناؤه ..انها الحرب النفسيه التى اصبح البعض محترفا فى تنفيذها وللاسف اصبحت تجد صدى لدى العامه والبسطاء من ابناء هذا الوطن خاصه فى الفئات الاقل ثقافه ووعيا فهم مؤهلون دائما لاستقبال هذه الاخبار وتصديقها واعادة نشرها بشكل تلقائى حتى دون التحقق من مصدرها او مدى صحتها .. انهم بسبب فقرهم احيانا او انخفاض مستواهم الفكرى والتعليمى احيانا اخرى قد وقعوا فريسه لعملية نصب ممنهجه على يد فئه ضاله من اصحاب المصالح الخاصه اوالفئويه من اجل اشاعه روح الانهزام والوهن فى اوصال هذا المجتمع فهل نستمر هكذا فى حاله الاستقبال الاعمى لهذه الاشاعات ام يصبح لدى ابناء هذا الوطن درجه من الوعى تمكنهم حقا من فرز وفلتره هذا الكم الضخم من الاخبار والشائعات التى تحاصرنا كل صباح ومساء والتى خلقت بالفعل حاله من عدم الاتزان لدى اغلب طبقات الشعب قد تصل بنا لا قدر الله الى مرحلة من الانفصام الكامل بين المواطن ومؤسساته ووطنه ....رحم الله بلدنا الحبيب من مروجى الاشاعات واصحاب الاجندات ومحبى الشهره والظهور على حساب مصلحة الوطن وامنه واستقراره ..... حفظ الله مصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة