الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم القدس العالمي انها يوم عالمي لها علاقة بالصراع بين الخير والشر

محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)

2017 / 6 / 20
القضية الفلسطينية


تقول ماجده ابراهيم قضية القدس كعاصمة لفلسطين قضية جوهرية فى تاريخ النضال الفلسطينى والعربى على حد سواء.. فمنذ وعد بلفور عام 1902 وحتى احتلال فلسطين فى عام 1948،وحتى الآن لم تستطِع إسرائيل ولا حلفاؤها أن يفرضوا وضعًا بشأن مدينة القدس..
ورغم كل التهديدات وكل التنكيل الذى يتعرض له الفلسطينيون على مر السنوات منذ الاحتلال فلن يتغير وضع القدس وستظل عربية تحمل بين جنباتها لقاء الأديان الثلاثة ولن تكون لأحد إلا لفلسطين.
من الامور التي لفت الامام الخميني قدس سره الامة اليها هي المشاريع التهويدية للقدس، أي المحاولة الصهيونية الخبيثة لتحويل مدينة الانسان والتاريخ والاديان الى مدينة يهودية لا بالمعني الديني وانما بالمعني الصهيوني، وان كان الظاهر او الذريعة ذات بُعد ديني انما الحقيقة هي محاولة تخريب القدس وبالتحديد المسجد الاقصى من اجل اجتثاث هذا المعلم الذي يرمز الى الكثير بالنسبة للموحدين واتباع الديانات في العالم وبالاخص بالنسبة للمسلمين الذين سمّاهم ابراهيم‏(ع) بهذه التسمية وهذا النبي الكريم كانت محطته الاساسية في تلك الارض المباركة، او لان المسلمين يعتقدون بان الاسلام جاء مصدّقاً ما كان قبله من الرسالات والرسل وبعض هؤلاء أو اكثرهم كانوا في القدس او حلوا فيها او مروا عليها، او لان المسلمين يعلمون بان القبلة الاولى التي صلى عليها الاوائل منهم لمدة من الزمن كانت القدس، او لان المسلمين يؤمنون بان نقطة الانطلاق للنبي الاعظم في رحلة المعراج كانت من القدس، وكل هذه الابعاد عمل اليهود على تغييرها من خلال محاولة هدم المسجد الاقصى وازالته.

وقد عبّر الامام الخميني قدس سره عن هذه الحقيقة بقوله: "لقد قامت "اسرائيل" بجريمة كبرى تمثّلت في مباشرتها عمليات الحفر
في المسجد الاقصى قبلة المسلمين الاولى الامر الذي يستتبع احتمال انهدام قبلة المسلمين الاولى وحينها ستحقق "اسرائيل" هدفها المذكور".

وان خلفية مشروع الصهاينة تكمن في العداء مع كل ما هو الهي وديني وسماوي، فهم كصهاينة يعلمون ان اجدادهم طردوا من الارض المباركة لعدم تماشيهم مع حقيقتها النورانية، فهم انجاس والارض طاهرة، وهم ارجاس والارض مباركة، والارض الهية وهم شيطانيون، والارض ربانية وهم عبدة الطاغوت، ولاجل ذلك سوف يحاولون تحدي الوعد الالهي من خلال غزوهم لارض الطهر في فلسطين والتي تتناقض حقيقتها مع ماهيتهم، وسوف يحاولون تجاوز السنن الطبيعية التي تحكم بعدم امكانية اجتماعهم ووجودهم في تلك الارض.

فهم مخلوقات ممسوخة بحسب تعبير الامام قدس سره الذي قال: "ومع الاسف فان هذه الحكومات وبدلاً من الثورة على هذه المخلوقات الممسوخة والاتحاد للوقوف بوجهها فانها تمنع حتى من الاستنكار بل انها تتحرك من اجل تثبيت موقع "اسرائيل"".

وان الصهاينة باحتلالهم للقدس يعبّرون عملياً عن تحدي وعد الله وكذلك عن تحدي الامة الاسلامية التي ترمز لها القدس الشي‏ء الكثير، وهذا هو المشروع الاساسي للاستكبار المساند لـ"اسرائيل" المتمثل بمحاربة الاسلام بمعناه الاصيل، بل نفس الاسلام بما هو هو، وقد اكد الامام الخميني قدس سره هذه الحقيقة بقوله: "على المسلمين ان يعلموا بان المخطط الامريكي الذي يتم تنفيذه بواسطه "اسرائيل" لن يتوقف عند لبنان لان المستهدف هو الاسلام اينما ظهر في كل البلدان الاسلامية".


وفي نهاية هذه الفقرة يمكن القول بان "اسرائيل" خططت للقضاء على المسجد الاقصى ولتهويد القدس وطرد المسلمين والعرب منها وجعلها عاصمة لكيانهم المصطنع وسوف لن تسمح السنن لهذا الامر ان يتحقق لحالة التناقض بين قداسة المكان ورجس الصهاينة.

من القضايا والرموز الكبرى التي أعلن لها الامام الخميني قدس سره يوماً خاصاً للإحياء وتجديد العهد والعمل وفق ما يقتضيه الحدث او القضية القدس حيث اعلن الامام قدس سره يوماً عالمياً لها، وذلك في يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان المبارك من كل عام، والملفت في هذا الاعلان عدة امور:

أولاً: ان الاعلان جاء بعد ستة اشهر من عودة الامام الخميني قدس سره التاريخية الى ايران وبعد اربعة اشهر من قيام الجمهورية الاسلامية أي في تموز من العام 1979 م مما يؤكد على مدى حضور هذه القضية وعلى حيّز الاولوية الذي شغلته في فكر الامام.

ثانياً: ان اليوم، لم يكن خاصاً بالمسلمين، بل يوماً عالمياً، ولعل في ذلك اشارة الى اعطاء الامام للقضية بعدها العالمي، كنموذج للصراع بين الحق والباطل، وهذا ما عبر عنه الامام والذي سيتضح من دلالات يوم القدس.

ثالثاً: ان اعلان اليوم حصل في شهر رمضان، وهو شهر الوحدة بين المسلمين، الذين يلبي اكثرهم نداء الحق ويحلوا في

ضيافة الرحمن متوجهين نحوه بالدعاء والابتهال، موطّنين انفسهم على القيام بالواجب وترك المحرم، وعلى القيام بفريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهل هناك في حياة الامة وواقعها اليوم منكرٌ اخطر وأسوأ من احتلال القدس من قبل الصهاينة.. فلا بد ان يوطّن المؤمنون انفسهم على تلبية نداء الحق في هذا الشهر وقلوبهم معلقة بالحق قريبة منه، تعيش حالة من الحقانية المتميزة، كما ان شهر رمضان يمثل بالنسبة للمسلمين شهر الجهاد والانتصار، ففي شهر رمضان كان فتح مكة الذي عبّر الله سبحانه وتعالى عنه ب " اذا جاء نصر الله والفتح " فشهر رمضان موسم النصر والفتح، ولعل التاريخ يعيد نفسه فتتحرر القدس ويحصل الفتح من جديد في شهر رمضان وانطلاقاً منه.
رابعاً: دلالة ورمزية يوم الجمعة الذي هو عيدٌ للمسلمين جميعاً، يتوجهون فيه الى بيوت الله تعالى لاقامة الجماعة واداء الجمعة، في حالة من الخشوع والتقرب الى الله، وفي حالة من الوحدة والالفة بين المسلمين والمؤمنين.

خامساً: رمزية اليوم مع التوقيت (الجمعة الاخيرة من شهر رمضان)، حيث هذه الايام الاخيرة وخصوصاً الجمعات منها لها خصوصيات عبادية هامة، فهي الايام التي تختصر خيرات الشهر، وفي احدى لياليها تستتر ليلة القدر التي هي خير من الف شهر، والتي يعبّر فجرها عن ظهور الحق عبر

الصيحة التي ستحصل وتبشر العالم بخروج الامام المهدي‏رحمه الله الذي سيطرد اليهود وللابد من فلسطين، حيث ستكون القدس هي مكان الاعلان عن قيام دولة العدالة الالهية، وعن سطوع شمس الحق على هذه المعمورة من خلال تلك الصلاة العالمية التي سيشارك فيها كل رموز الحق بامامة بقية الله ارواحنا فداه.

واما نص دعوة الامام الخميني قدس سره فهو: "ادعو جميع مسلمي العالم الى اعتبار اخر جمعة من شهر رمضان المبارك التي هي من ايام القدر ويمكن ان تكون حاسمة في تعيين مصير الشعب الفلسطيني يوماً للقدس، وان يعلنوا من خلال مراسم الاتحاد العالمي للمسلمين دفاعهم عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم".

أ- يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين:

انه يوم عالمي، له علاقة بالصراع بين الخير والشر، وعمليا بين محور الشر المتمثل بالمستكبرين ومحور الخير الذي يجسده المستضعفون.

ومما جاء في كلام الامام قدس سره حول هذا الموضوع: "يوم القدس يوم عالمي، ليس فقط يوماً خاصاً بالقدس، انه يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين".

ويقول قدس سره: "انه يوم مواجهة الشعوب التي عانت من ظلم امريكا وغيرها للقوى الكبرى

ويقول أيضاً: "انه اليوم الذي يجب ان يتجهّز فيه المستضعفون في مقابل المستكبرين ليمرغوا انوف المستكبرين في التراب".

وكذلك فانه يوم يجب توجيه التحذير فيه لكل القوى الكبرى بوجوب رفع يدها عن المستضعفين ويوم تثبيت حق المستضعفين في الوجود والحياة والحضور والتأثير على ساحة وميدان الحياة الدنيا:

يقول الامام الخميني قدس سره: "يوم القدس، يوم يجب ان تتحدد فيه مصائر الشعوب المستضعفة، يوم يجب فيه ان تعلن الشعوب المستضعفة عن وجودها في مقابل المستكبرين".

ويقول قدس سره: "يوم القدس يوم يجب ان نخلّص فيه كل المستضعفين من مخالب المستكبرين، يوم يجب ان تعلن كل المجتمعات الاسلامية عن وجودها وتطلق التحذيرات الى القوى الكبرى".

يوم القدس هو محطة ومناسبة لتجميع المستضعفين وتوحيد كلمتهم بما يمكن ان يؤسس لحزب المستضعفين.

وفي هذا البعد يقول الامام الخميني قدس سره: "لقد كان يوم القدس يوماً اسلامياً، ويوماً للتعبئة الاسلامية العامة، وامل ان يكون هذا الامر مقدمة لتأسيس حزب للمستضعفين في كل انحاء العالم، واتمنى ان يظهر حزب باسم المستضعفين في العالم".


بعد رمزيته العالمية والانسانية، تأتي الرمزية الدينية للقدس، كتعبير عن مكانة الاسلام كدين الهي يريد ان يصلح العالم وان يرفع الظلم ويقيم العدل، واحد الرموز الفعلية لذلك هو القدس وما تدلل عليه في عملية احيائها وتحريرها كعملية لاحياء الدين واقامته ونشره.


وفي هذا المعنى يقول الامام الخميني قدس سره: "يوم القدس، يوم الاسلام، يوم القدس، يوم يجب فيه احياء الاسلام وتطبيق قوانينه في الدول الاسلامية، يوم القدس، يجب ان تحذر فيه كل القوى من ان الاسلام لن يقع بعد الان تحت سيطرتهم وبواسطة عملائهم الخبثاء".

ويقول قدس سره: "يوم القدس، يوم حياة الانسان، يجب ان يصحو جميع المسلمين وان يدركوا مدى القدرة التي يمتلكونها سواء المادية منها ام المعنوية".

"يوم القدس، ليس فقط يوما لفلسطين، انه يوم الاسلام، يوم الحكومة الاسلامية يوم يجب ان تنشر فيه الجمهورية الاسلامية اللواء في كل انحاء العالم".

"انني اعتبر يوم القدس يوماً للاسلام ويوماً لرسول الله (ص) ويوم يجب ان نجهّز فيه كل قوانا لاخراج المسلمين من العزلة".

ج- يوم القدس هو يوم الالتزام ونفي النفاق:

بعد البعدين العالمي والاسلامي، الانساني والديني، كان البعد التطبيقي ليوم القدس، الذي يجسّد حقيقة الالتزام بالاسلام، وواقع الانتهاج بنهجه، والاستنان بسنته والاحتكام الى تشريعاته، بحيث ان هذا اليوم هو المميز بين المسلمين حقاً من غير المسلمين بالمعني الفعلي، او بالاحرى هو الذي يميّز المؤمنين عن المنافقين.

يقول الامام الخميني قدس سره: "انه اليوم أي يوم القدس الذي سيكون مميزاً بين المنافقين والكثيرين فالملتزمون يعتبرون هذا اليوم، يوماً للقدس ويعملون ما ينبغي عليهم، اما المنافقون

فانهم في هذا اليوم غير ابهين او انهم يمنعون الشعوب من اقامة التظاهرات".

ويقول ايضاً: "ان الذين لا يحيون مراسم يوم القدس هم مخالفون للاسلام وموافقون للصهيونية".

بعد اعطاء الابعاد الحقيقية ليوم القدس، اكد الامام الخميني قدس سره على ضرورة احياء هذا اليوم، الذي جعل له شعائر خاصة، تعبّر عن حقيقة الاحياء، فليس الامر مجرد رفضٍ للصهيونية ولهيمنتها ولتسلطها وليس هو مجرد النكران القلبي للظلم الناتج عن احتلال القدس، ومشروع تهويدها، انما الامر يتعدى ذلك الى التحرك والنزول الى الشارع والتعبير العملي عن الاستنكار والرفض للصهيونية وللاستكبار.

يقول الامام الخميني قدس سره: "ان يوم القدس، يوم يجب ان تلتفت فيه كل الشعوب المسلمة الى بعضها، وان يجهدوا في احياء هذا اليوم فلو انطلقت الضجة من كل الشعوب الاسلامية في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك الذي هو يوم القدس لو نهضت كل الشعوب وقامت بنفس هذا التظاهرات ونفس هذه المسيرات، فان هذا الامر سيكون مقدمة ان شاء الله للوقوف بوجه هؤلاء المفسدين والقضاء عليهم في جميع ارجاء بلاد الاسلام".

ويقول ايضاً: "امل ان يعتبر المسلمون يوم القدس يوماً كبيراً وان يقيموا المظاهرات في كل الدول الاسلاميه في يوم القدس وان يعقدوا المجالس والمحافل

ويرددوا النداء في المساجد".

وقال قدس سره: "لو ان كل المسلمين في العالم خرجوا يوم القدس من بيوتهم وصرخوا (الموت لامريكا، الموت ل"اسرائيل")فان نفس قولهم الموت لهذه القوى سوف يجلب الموت له".
يمكن لمن يقرأ فكر الامام الخميني قدس سره المتعلق بالقدس وبالقضية الفلسطينية عموماً ان يقرأ من خلاله الاسس والبنى الفكرية السياسية للامام الخميني قدس سره، هذه الاسس التي تعود في نهايتها الى الاسلام المحمدي الاصيل المبني اساساً على قاعدة التوحيد الكبرى، حيث كل الامور والموضوعات والمسائل الفلسفية والدينية والاخلاقية والسياسية محكومة بهذا الاصل وترجع الى هذه القاعدة، فما يشد الى التوحيد ويساعد عليه فهو الهي واسلامي، وما يبعد عن التوحيد فهو مناقض للاسلام حتى لو كان ظاهره دينياً واسلامياً، من هنا ميّز الامام الخميني قدس سره في كلماته وتعبيراته بين الاسلام الظاهري او الاسلام الامريكي او الاسلام الشرقي او الغربي وبين الاسلام المحمدي الاصيل تماماً كما جاء على لسان الرسول الاكرم (ص)، ومن اسس هذا الدين الحنيف الدفاع عن الحق والوقوق بوجه الظلم والظالمين وعدم المهادنة في هذا الامر، لانه بحسب هذه القاعدة، ليس بعد الحق الا الضلال، فليس هناك حالة تذبذبية ولا حالة وسطية في موضوع المواجهة بين هذين الطرفين، فاما يكون الانسان او الجهة مع الحق واما مع الباطل والضلال، وقد اكد الامام الخميني قدس سره هذه الحقيقة في المواقف التي اطلقها والمرتبطة بالعلاقة مع امريكا التي عبّر عنها الامام بالشيطان الاكبر وبرأس الكفر في العالم حيث اعتبر

الامام انها تمثل الباطل في اجلى صوره، وبالتالي فان الحق بوجد في الطرف المقابل لامريكا، وانه لا يمكن ان يتعايش اسلام مع هذا الطاغوت، والالتزام الفعلي بالاسلام يعني الموت لامريكا ذلك الشعار الكبير الذي طرحه الامام قدس سره، وامريكا هذه بحسب قول الامام قدس سره تسعى بحسب ماهيتها للقضاء على الاسلام، من خلال مشروع التوسع في عالمنا الاسلامي ونهب ثرواته والقضاء على هويته ونسخ فكره وحرف قيمته وهدم مقدساته، وتعمل امريكا على كل ذلك من خلال موطئ القدم الاساسي لها في منطقة الشرق الاوسط والمتمثل ب"اسرائيل". من هنا اصبحت "اسرائيل" بالنسبة للامام غدة سرطانية يجب اجتثاثها لانها رأس الحربة في المشروع الاستكباري للانقضاض ليس فقط على عالم المسلمين وانما ايضاً على اسلامهم، لذا كانت المواقف التي وقفها الامام الخميني قدس سره حاسمة في موضوع "اسرائيل" حيث قال بانها يجب ان تزول من الوجود ولم يدع أي مجال للمساومة والبحث والتفاوض في هذه المسألة، من هنا اخذت القضية الفلسطينية ابعاداً هامة باعتبارها تمثل ساحة الصراع بين:

الحق والباطل.

المستضعفين والمستكبرين.

الاسلام والكفر.

الالتزام والنفاق.

وبهذه الابعاد رفع الامام قدس سره هذه القضية الى مصاف القضية الاولى التي يجب ان يتحرك المسلمون نحوها، وهي تمثّل عنصر التحفيز نحو القيام بالمسؤوليات الكبرى، وهي التي توجه المسلمين نحو المخاطر المحدقة بمستقبلهم

وهي التي تلفت الى المشاريع الاستكبارية، وهي التي تؤسس لعملية النهوض والقيام في جسم الامة وهي التي تحرك الجماهير وتساعد في استنهاضهم، وهي التي تعبّر عن مستوى الوعي واليقظة في جسم الامة، وهي التي تؤشر الى مستوى الحياة والحيوية في هذه الامة، وهي التي ترمز الى نسبة الموات في الامة، وهي التي تساعد في توحد الامة وقيامها جماعة للدفاع عن مقدساتها، وهي التي تلغي الاختلافات والتباينات بين اطراف الامة دولاً وشعوباً وتوحدهم على حقانية قضيتها. فصحيح ان قضية القدس بحسب الظاهر هي مسألة احتلال واغتصاب وانتهاك للمحرمات، لكنها في الحقيقة تمثل حضور الاسلام والمسلمين في عالم الدنيا ومدى حضورهم في حركة التاريخ، فاما ان المسلمين ميتون ولا حراك لهم ولا يستطيعون ان يؤثروا او يوفروا في مسيرة الحياة وما يؤشر على ذلك هو سكوتهم وصمتهم ازاء هذه القضية الساطعة "القدس" واما ان المسلمين وخصوصاً الشعوب فيهم بقية حياة ونسبة من الحيوية بما يجعلها تتحرك في سبيل الدفاع عن القدس والمطالبة بها، ورفع الصوت في مقابل "اسرائيل" والقوى التي تقف وراءها.

وهذه الابعاد للقضية الفلسطينية وللقدس هي التي جعلت الامام‏قدس سره يختار احد اشرف ايام الله قداسة واعتباراً، وهو يوم الجمعة الاخير من ايام شهر رمضان المبارك، أي يوم الجمعة من ايام القدر التي هي خير من الاف الشهور، ليجعله يوماً للقدس، أي اختار اشرف يوم لاشرف رمز، واقدس شهر لاقدس قضية، واهم الازمنة لاهم الامكنة، وارفع الايام لارفع الامور، ليساعد ذلك في شد الانظار ولفت ا

الانتباة لملايبن المسلمين الى هذه القضية، والى ابعادها ودلالاتها فهي كما قال الامام ليست مسألة شخصية ولا وطنية ولا قومية، وهي مسألة الاسلام، والحق والخير في هذا العالم، وكلما استطاع المسلمون ان يحرروا فلسطين والقدس كلما كانوا قادرين على تلبية الحق وعلى نشره في هذا العالم، الحق الذي يمثّله الاسلام، وفي حال لم يستطيعوا ان يحركوا ساكناً فهذا يعني ان الحق الذي يجسده الاسلام ضاع لان المسلمين الذين يفترض بهم ان يلتزموا به قد تخلوا عنه، من هنا اعطى الامام‏قدس سره اهمية خاصة ليوم القدس واعتبره يوماً لاحياء الاسلام ولتطبيقه وانه لا بد من احيائه بالتظاهرات والمسيرات والاصوات والهتافات والاقلام والكتابات وسوى ذلك من التعبيرات التي تشهد على الصحوة في المسلمين، وكلما كان احياء هذا اليوم اكبر كلما كان مستوى الصحوة اضخم واوسع حتى يصل المسلمون وبحسب تعبيرات الامام قدس سره ومن خلال الاحياء الواسع والدائم ليوم القدس الى استعادة قوتهم وتأكيد هويتهم ونشر دينهم واشاعة الحق في هذا العالم عندما يستطيعون بفعل هذا الاحياء بان يحرروا القدس وان يصلّوا في مسجدها، ومن هناك يعلنون ان الحق الذي يجسده الاسلام قد ظهر في ربوع هذه الدنيا وكانت شراراة انطلاقته من تلك الصلاة الجماهيرية الحاشدة.

حقا انها يوم القدس العالمي انها يوم عالمي، تكشف لنا عن علاقتها بالصراع بين الخير والشر

المنسق العام للتجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومه في المملكه المتحدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل عمليتها البرية المحتملة في رفح: إسرائيل تحشد وحدتين إضاف


.. -بيتزا المنسف- تثير سجالا بين الأردنيين




.. أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط


.. سفينة التجسس بهشاد كلمة السر لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر




.. صراع شامل بين إسرائيل وحزب الله على الأبواب.. من يملك مفاتيح