الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ارتكب السيسي جريمة كبرى’عندما انقلب على مرسي؟

مازن الشيخ

2017 / 6 / 20
السياسة والعلاقات الدولية


لال الحديث عن بعض القضايا الستراتيجية’والتي تحدث تاثيرات هامة على المستوى الدولي’عامة والاقليمي خاصة’
كثيرامانسمع احكاما مجتزئة ’ومزاعم
هي فعلا كلمات حق ’
لكنها لاتستند الى تفسير وتعليل منطقي بل مجرد كلام يهدف الى اطلاق احكام على وضع ما’
وبغض النظرعن البحث في السبب الذي ادى الى هذه النتيجة
وساشيرهنا تحديدا’الى ماحدث اخيرا في مصر’
ومزاعم البعض على ان السيسي خائن لبلده لانه قام بانقلاب عسكري ونحى رئيسا منتخبا.
العنوان يبدوأنه صحيح
فالذي حدث كان انقلابا
لكن السؤال الذي يجب ان يرافق هذا الزعم ’هو:-لماذا حدث ذلك؟
انا شخصيا كنت في مصر لفترة اسبوعين’بين الشهرالعاشروالحادي عشر من سنة 2012’اي بعد عدة شهور من استلام الرئيس محمد مرسي’واخوانه المسلمين مقاليد السلطة,
لم تكن تلك اول زيارة لي لمصر,بل كنت قد فعلت ذلكعدة مرات في عهد مبارك
فتأكد لي من خلال مارأيته وسمعته’بأن
الحياة في مصر قد تغيرت بشكل سلبي جدا’الفوضى ضاربة اطنابها في كل مرافق الحياة’تحدي السلطة كان منتشرا بشكل مخيف’حركة المرور كارثية خاصة في القاهرة والاسكندرية’كنت في معظم الحالات اؤجرتاكسي لتنقلني من ميدان التحرير الى فندقي في الدقي’لكني كنت غالبا مااترجل منها واكمل مشيا على الاقدام واصل قبل ان تتحرك التاكسي لعشرات الامتار
اقسم بالله وبشرفي وكل مقدساتي اني لم التقي بمواطن مصري الا’وكان يلعن اليوم الذي انتخب فيه مرسي’
الجميع كانوا يبحثون عن خلاص من ذلك الوضع الكارثي
بالاضافة الى ان كل منصف رأي بام اعينه التظاهرات التي خرجت خلالها عشرات الملايين من ابناء مصراحتجاجاعلى حكم مرسي في الذكرى الاولى لتوليه الحكم
اذن اليس ذلك كافي لكي يتحرك الجيش لاسقاط ذلك النظام الذي اثبت بشكل قاطع فشله؟
هل كان يجب الانتظارالى ان تنهار الدولة المصرية’(وكل المؤشرات كانت تدل على ذلك)حتى ننعى ونبكي مصر؟

وهل مافعله السيسي كان انقلابا’مثل الانقلاب العسكري الذي اطاح بالملكية الدستورية في مصر والعراق؟
بل في الحقيقة ان السيسي استجاب لرغبة الشعب’تلك حقيقة لااعتقد ان منصفا يمكن ان ينكرها’لكن للاسف نرى ان التعصب الحزبي’يعمي البصيرة احياناوفترى البعض يتباكى على النظام الديموقراطي الذي قتله السيسي غدراّولكن ’وبنظرة اخرى الى الموضوع’وللانصاف اقول:-

في نفس القت’فأن السيسي’وبعد ان نفذ تلك المهمة’ لعب دورا لايليق به,فهو ليس رجل سياسة’بل عسكري محدود الفهم والخبرة السياسية’كان عليه ان يترك الامر لحكومة مدنية’لمجموعة من الخبراء الاقتصاديين التكنوقراط من غير الحزبيين’ويترك الرئاسة الى شخصية سياسية محترفة قادرةعلى قيادة مصر’لاان يستغل الفرصة ويستولي على الحكم
مصر دولة كبيرة’مشكلتها الكبيرة’
تتمثل قبل كل شئ’بالانفجار السكاني’في مقابل ثروات وطنية محدودة’
فبالرغم من كبرمساحة الدولة المصرية’ الشاسعة
الا ان الجزء الصالح للحياة منها’هو وادي النيل والذي لاتتجاوز ال4%من المساحة الاجمالية للبلاد’
وذلك غير كافي لاطعام وتربية قرابة المئة مليون انسان
الخطرالكبيرهوعدم تنظيم العائلة والشعار الذي يتداوله بسطاء الناس من ان (لااحد مات من الجوع)
هذا المفهوم رغم سقوطه امام عيون مليارات البشرمن الذين شاهدواملايين البشريموتون جوعاامام كاميرات الاعلام’الا انهم لازالوا يرددون بغباء مذهل تلك العبارة’والتي يتسلح بها انتهازيون ودجالين وشداد افاق من المتحزبين بالدين الاسلامي الحنيف’وهو منهم براء’
مثل حزب الدعوة الاسلامية في العراق
والذي هو الوجه الثاني لنفس عملة حزب الاخوان المسلمين
وكلنا رأينا ماذا فعل الاخوان المسلمين بالشعب العراقي’ورئيس البرلمان مثل حي يرزق!

ثم
حتى لوتوفرالغذاء’فهوغيركافي لتربية الانسان’اذ هو بحاجة الى تعليم ورعاية وخدمات’وكلها لاتستطيع الدولة ان توفرها
اي مستحيل منطقيا تحقيق ذلك
وهنا تكمن خطورة حكم الاخوان والذين لايؤمنون بتنظيم العائلة
كما انه لايجب اغفال مسألة غاية في الاهمية
وهي ان شعار الاخوان ’وهدفهم المعروف’هوالعودة الى حكم الخلافة الاسلامية
مما يعني تطبيق الشريعة الاسلامية بحذافيرها
فهل النظام الانتخابي الذي فازوا من خلاله’مقبول ومشروع اسلاميا؟!
اي النظام الديموقراطي والذي يؤمن بحكم الشعب عن طريق التصويت لاختيار الحاكم.
الجاب منطقيا ,لأ
اذن هم مجموعة من رجال السياسة المنافقين
فالنظام الديموقراطي الذي فازوا من خلال الانخراط به
يحلل الزنا والاجهاض وزواج المثليين’ويساوي بين المراة والرجل في الميراث’والكثير من القوانين الوضعية’والتي تخالف الشرع في الصميم
اذن المسالة لاعلاقة لها بالدين
بل اصبح الدين فخا وشماعة وغطاء يتسلل من خلاله المغامرون وشداد الافاق والمحتالين
حيث انه اقصر الطرق الى قلب الانسان البسيط والمواطن العادي
ليس غريبا ان نرى ان جميع قادة الاحزاب الاسلامية هم من اسوأ خلق الله واكثرهم فسادا
فهل اوصى الدين باتباع المدعين؟
ام طالب بالمقارنة بين الاقوال والافعال؟
اصدق شعار سمعته ’من خلال التظاهرات التي عمت العراق
بسم الدين سرقونا الحرامية
من يريد ان يصلح بلده عليه ان يفصل بين الدين والدولة
فنحن جزء من هذا العالم الذي يعيش تحت قوانين القرن الواحد والعشرين’فمن يريد الالتحاق بمركب الحضارة عليه الموافقة على قوانينه
ومن لايعجبه سوف فالقافلة ستستمر بالسيرووتتركه وحيدا يتخبط’ ويطلق هتافات وشعارات’لايختلف تأثيرها على ارض الواقع’اكثر مما يسببه اي هواء اخر يخرج من احد فتحات جسم الانسان
ولاعزاء!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة