الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمليات الغسيل مستمرة!!!...

غسان صابور

2017 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


عــمــلــيــات الــغــســيــل مــســتــمــرة!!!...
انتهت الدورة الثانية من الانتخابات النيابية الفرنسية, أي التصفية النهائية, ورغم الضغط الكارشيري التوجيهي الإعلامي الموجه, لدعم رئيس الجمهورية الذي اختاروه.. بالنتائج التالية : 57,40% غابوا عن المشاركة بهذه الانتخابات, زائد 10% ممن تبقى وصوتوا وضعوا بمغلفات التصويت ورقة بيضاء.. أو تركوها فارغة... ومع هذا طبل وزمر الإعلام الموجه الموظف المأجور.. أن هذه الانتخابات التي سحقت غالب الأحزاب التقليدية... انتصار واسع مفتوح.. للرئيس "الجوبيتري المؤله" الجديد...إيــمــانــويل مـــاكـــرون!!!.......
خلال أكثر من خمسين سنة, من متابعاتي المستمرة للانتخابات الفرنسية, بتعدد أشكالها.. لم أر ولم أقرأ تعليقات لأباطرة الإعلام الفرنسي ومخابر التحليل السياسي.. أكثر كذبا ودجلا ونفاقا وانبطاحا وولاء عبودية.. بهذا الشكل الذي لا يغرر سوى قطيع الــغــنــم... لأنهم رغم كل هذه النتائج المضغوطة... أعطيت الأكثرية البرلمانية للرئيس "الإله الجديد"... وتوزعت فتات المائدة على بقية المرشحين.. من الأحزاب العتيقة القديمة.. وجماعات المقاومة الشعبية.. كجماعة السيدة Marine Le Pen وجماعة السيد Jean-Luc Mélenchon أو ما تبقى من الحزب الشيوعي الفرنسي........
مظاهر ديمقراطية.. لديمقراطية مريضة متعبة.. يهتم بها وحول سريرها.. إعلام روبوتي مخطط.. كل ما فيه مبرمج سلفا.. وبنوك خاصة لا تنتظر من السياسة والسياسيين الذين تصنعهم.. ســوى نسبة إيجابية أرباحها من البورصة العالمية.... وعدم الاهتمام أبدا بالضحايا الإنسانية التي تسببها.. والذين تسميهم أبواق إعلامها ضحايا جانبية Victimes Collatérales ولا أي شــيء آخـر!!!.....
*********
عــرابــو السياسة Les Parrains de La Politique
من بينهم السيد جــاك عــتــالـي (أو آتالي) Jacques Attali والذي كان رئيس مكتب سكرتارية الرئيس الراحل فرانسوا ميتران.. ومن بعده ناصح وموجه لجميع الرؤساء الفرنسيين الذين توالوا على الحكم.. كما أنه هو الذي فتح أولى الأبواب السياسية للرئيس المنتخب الحالي السيد Emmanuel Macron.. السيد عتالي (أو آتالي) يملك مؤسسة دراسات ولوبيات سياسية تجارية مصرفية.. يبيع نصائحه لرؤساء الدول الأجانب (حسب العرض والطلب) وللمسؤولين الفرنسيين (حسب الحاجات والطلب) لرغبات البورصة العالمية... وهو يعطي محاضرات ولقاءات إعلامية (مدفوعة طبعا) صرح بعديد منها منذ بداية هذه السنة.. أن الرؤساء الأوربيين لم يعد لديهم أية سيطرة على أي قرار هام.. لأن القرار بأيدي رئاسة الاتحاد الأوروبي وسكرتاريته.. والذي يتبع قرارات العولمة العالمية... وأن كل هذا يسيطر ــ بشكل طبيعي ــ على انتقال وتوسع التجارات العالمية.. كالبغاء.. والمخدرات.. وحتى الأعضاء البشرية... بجميع الأشكال التطويرية للقوانين التي سوف تتحول وتتنقل.. بأشكال حرة قانونية.. بكل العالم بشكل طبيعي ( طبيعي حسب رأي السيد آتالي أو عتالي)... ورهيب.. مرعب.. شيطاني.. ضد جميع المعتقدات والقوانين الصحيحة الإنسانية.. أو ما تبقى منها ... باعتقادي الشخصي... ويا للهول إن تابعت هذه الأفكار النابعة من بورصات العولمة العالمية.. بالسيطرة الكلية على العالم...
ولكن من يهتم بكل هذا إن تابع أكثر من ستين بالمئة من شعوب العالم.. وخاصة بالبلدان التي تدعى متحضرة بالمشاركة وإعطاء رأيها (الحر)؟....وخاصة أن كان تجار ومفسرو القرار يعتبرون أن الغياب والحياد عن التصويت.. عبارة عن تأييد لأصحاب القرار!!!... يا لهزلية هذا القرار.. ويا لشيطانية مدبريه... ولكن من يهتم ومن يسمع... وكل هذا يذكرني بقول المغني والشاعر الفرنسي Guy Béart :
Et celui qui dit La Vérité.. Il sera exécuté…
من يقول الحقيقة يعدم... وهذه الأغنية الفرنسية عمرها خمسون سنة!!!..........
تنبؤات مرعبة.. تصريحات مرعبة.. وأحداث مرعبة.. تحدث يوميا.. بأوروبا.. بالعالم.. بــفــرنــســا التي أحبها.. هذا البلد الذي حضنني وعلمني أقدم مبادئ حرية الإنسان وكرامة الإنسان... أراه يتغير.. أرى غيوم العتمة تتسرب إليه من الأبواب والنوافذ والمزاريب... والأكثرية تهتم بكرة القدم و The Voice أكثر من اهتمامها بحرياتها وحياتها ومصيرها.. وهذا يتعبني.. يؤسفني...يحزنني. وخاصة يغضبني ويثيرني... فــأصرخ.. أصرخ من أجله.. أصرخ مع النادر القليل الذي يرفض هذه العتمة المافياوية الرأسمالية الشرهة التي تغلف هذا البلد.. خطوة إثر خطوة...
جميع وسائل الإعلام التي سخرت بخط موحد واحد منذ حوالي سنتين, لمشروع تحضير السيد إيمانويل ماكرون لرئاسة الحكومة الفرنسية.. واجتياح مجلس النواب.. تحدثنا عن حصوله على الأكثرية الساحقة بالانتخابين.. ورغم غياب حوالي خمسة وستون بالمئة من عدد حاملي البطاقة الانتخابية عن نتائج التصويت الحقيقية.. والتوزيعات التي حصلت.. بأشكال حسابية لم تخدم سوى وصوله والجماعات التي أحاطت بـه.. والتي لم تتجاوز ــ حقيقة بحساب رياضي ــ الستة عشر أو السبعة عشر بالمئة... لا نسمع سوى ترديد كلمة "الأكثرية الساحقة"... بينما الأكثرية الساحقة نائمة.. أو ذهبت إلى مباريات كرة القدم.. أو على السواحل الفرنسية.. أو ذهبت حوالي الأنهر الفرنسية العديدة لصيد السمك... يا لمسخرة الديمقراطية... ويا لمأساتها بالسنين القادمة!!!.................
أكرر وأصرخ من جديد أن هذا التسونامي من السلبيات والدجل والتآمـر على الديمقراطية التاريخية الفرنسية التي حضنتني وتبنتني ووجهتني وعلمتني ركائز وقواعد الحياة والديمقراطية الحقيقية.. تــغــرق بهذا الضباب من الدجل المرتب, لإغراق العالم بالعولمة العالمية الخاضعة فقط لمافيات البورصة والمصالح الرأسمالية الحربجية.. دون الاهتمام بالأوبئة والأقذار التي تخنق الطبيعة وتستمر بتوسيخها.. ولا بالبطالة ولا بالفقر.. ولا بالأمراض الاجتماعية.. مهددة جميع المكاسب الاجتماعية الفرنسية التاريخية والعدالة الحقيقية التي تحققت لصالح الطبقات العاملة الفقيرة والمتوسطة التي اكتسبت بالنضال النقابي بالخمسين سنة التي تبعت نهاية الحرب العالمية الثانية.. والتي انهار واندحر معظمها فور انضمام فرنسا لمعاهدة ماستريشت الأوروبية.. والتي رفضها الشعب الفرنسي.. ومع هذا وافقت الحكومات الفرنسية المتتالية على ذوبان سلطة قراراتها.. بقرار من سلطة الاتحاد الأوروبي في بروكسل... والتي لا تخدم سوى سلطات المصارف والبورصة العالمية.. والتي أغرقت البلدان الأوروبية بديون لا يمكن الخلاص منها على الإطلاق.. لأن فوائدها الآثمة الباهظة تتجاوز دخل وميزانيات غالب هذه الدول...
*************
عـــلـــى الـــهـــامـــش :
ــ اللغة الخشبية.. مستمرة.
استمعت هذا الصباح لرئيس الوزراء الماكروني الحاليEdouard Philippe الآتي من اليمين, والذي كان من حلقات رئيس الوزراء السابق أيام الرئيس شيراك ووزير الخارجية أيام الرئيس ساركوزي السيد Alain Juppé عمدة مدينة بــوردو الفرنسية حاليا... والذي تحول بعمليات سحرية كمئات السياسيين المخضرمين, باتجاه الموضة الماكرونية الحالية... استمعت إليه مع الصحفي المحترف Jean-Jacques Bourdin ببرنامجه الصباحي على محطة RMC Infos... وعلى جميع الأسئلة ــ الغير محرجة كعادة الإعلامي مع الغير ــ عن التقاعد.. عن الضرائب.. عن الخصومات التي سوف توجه نحو المتقاعدين المتوسطين والبسطاء.. عن زيادة ضريبة الاستهلاك... كان سيادة رئيس الوزراء الماكروني يدور حول الموضوع وخارجه ببراعة.. يسمونها هنا اللغة الخشبية Langue de bois .. لم أر لها مثيلا منذ أكثر من خمسين سنة من احتكاكي مع السياسة والسياسيين... علما أن الماكرونية الجديدة تبشرنا منذ سنة كاملة قبل الانتخابات وأثناء الانتخابات الرئاسية والنيابية.. وفور انتهاء الانتخابات.. كانت تبشرنا بواسطة محترفين مخضرمين بتجارة الإعلام والتطبيل والتزمير.. أن العمل والصراحة هما القاعدة الأساسية.. لمستقبل عملها السياسي... وأؤكد لكم أنني لم أفهم ولم أر جزءا من أية صراحة.. من أجوبة السيد إدوار فيليب.. وأستغرب حياد الصحفي السيد بوردان تجاهه, وهو الذي عودنا على استئصال أجوبة واضحة صريحة من ضيوفه السياسيين... وأن هذه الحكومة سوف تتابع برامجها الصعبة والغير شعبية... وعلينا أن نراقب بحذر.. كل ما سوف تفقده محفظتنا ــ نحن شعب البسطاء ــ وخاصة حــريــاتــنــا ومكاسبنا التاريخية الاجتماعية.......
بــــالانــــتــــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم... هـــنـــاك و هـــنـــا.. وبكل مكان بالعالم... وخاصة للنادر القليل المتبقى من الأحرار الذين ما زالوا يناضلون ويقاومون ــ على حساب حياتهم وأمنهم ورزقهم ــ من أجل الحقيقة الحقيقية والكلمة الصريحة المنطقية الحرة.. من أجل العلمانية الكاملة.. من أجل مساواة المرأة بالرجل.. دون استثناءات عرجاء.. من أجل الديمقراطية والتآخي والسلام بين البشر... وخاصة ضد أفاعي وتجار الحروب والعولمة العالمية المافياوية الرأسمالية... لــهــن ولــهــم كل مودتي وصداقتي ومحبتي وتأييدي ووفائي وولائي... وأصدق وأطيب تحيات الرفاق المهذبة...
غـسـان صـــابـــور ـــ لـيـون فــرنــســا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE