الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مواجهة غزو التحالف الدولي الأمريكي

بدر الدين شنن

2017 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


المتغيرات العسكرية الميدانية والنوعية ، اللافتة في حرب الإرهاب على سوريا .. لها معنى واحد ، وهو تراجع وفشل " داعش ، والنصرة ، وغيرها من قوى التابعة لهما " ، وعلى القوى الدولية التي أنشأتها ، وجعلتها قوى بديلة لجيوشها الخاصة ، لإقامة مشروع دولة طائفية ، تشطر المشرق العربي وتعبث به ، كما تتطلب مخططات الهيمنة ، و " العولمة " الأمريكية .. أن تتقدم لتملأ الفراغ الناتج عن ، هذا التراجع بقواها الخاصة ، وذلك وفق لعبة جديدة ، تتولى فيها الولايات المتحدة ، دوراً رئيساً ، تتجاوز فيه الكثير من الخطوات المرسومة ، في مرحلة تولي الجماعات المسلحة ، تحقيق المهام والأهداف الكبيرة والصغيرة . وقد اتفق على توصيف ذلك ، أنه انتهاء دور الحرب بالوكالة ، والعودة إلى الحرب بالأصالة .

وقد كانت البدايات الهامة لهذا التغيير ، والتحرك الميداني للقوات الأمريكية ، والبريطانية ، منذ أن تم تشكيل " قوات سوريا الديمقراطية " المؤلف معظمها من قوات الحماية الكردية . وكانت معركة " عين العرب ـ كوباني " علامة بارزة في مرحلة الحضور الأمريكي البريطاني ، في عدد من المواقع فوق الأراضي السورية ، وخاصة شمالي سوريا ، سيما حيث تنتشر قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة معها .
الأكثر التفاتاً في هذا السياق ، هو التمركز الثابت لهذه القوات ، من خلال بناء قواعد ومطارات ، لاستخدامها في عملياتها ، بما فيها القتالية . وكان أول مطار سوري وضعت أميركا يدها عليه ، هو مطار زراعي في " الرميلان " . ثم وضعت يدها على مطار الطبقة ، بغطاء من مسلحي الحماية الكردية وحلفائهم . وصارت هذه القوات جزءاً هاماً في العمليات الميدانية ، في جرابلس ، والباب ، ومنبج ، وفي الزحف إلى الرقة .

الظاهرة الأكبر ، في سياق هذه المتغيرات والتراجعات ، وتداول الأدوار ، هي أن التحالف الدولي الأمريكي ، غير القانوني دولياً ، وغير الشرعي وطنياً المؤلف من نحو 60 دولة ، بما فيها ، تركيا ، والمملكة السعودية ، وقطر ، والإمارات المتحدة ، والأردن ، قد أسقط أقنعته ، وتقدم علانية ويخبث ، مدعوماً من حلف الناتو ، لأداء دوره العدواني في الحرب على سوريا ، بذريعة مقاومة الإرهاب .. و" داعش " بالذات . فإذ به يضرب مواقع الجيش السوري العصي على الجماعات المسلحة في جبل ثردة في دير الزور ، مدعياً خطأه في تحديد الهدف ، دون أي اعتذار . لكن " داعش " كشف عملية التنسيق بينه وبين التحالف الدولي في هذه العملية وفي أقل من ساعة من الهجوم على المواقع التي طاولها طيران التحالف .. اقتحم تلك المواقع .
ثم قام ـ التحالف ـ بعد تحرير تدمر ، بالهجوم على مطار الشعيرات ، دعماً لداعش ، الذي ولى الأدبار هرباً أمام القوات السورية .
وقام التحالف بتدمير عدد من الجسور على الفرات ، التي تشكل بنية تحتية هامة للسكان الذين يستوطنون ضفتيه .. وهي إهانة قذرة لهذا النهر العظيم .
وقام طيران التحالف بأبشع جرائم الحرب .. بقصف المدنيين العزل الأبرياء في محيط الرقة ، تعزيزاً لداعش والقوى الحليفة لداعش والتحالف . ، وتعويقاً لتحرير الرقة أمام الجيش السوري .. بدلالة إسقاط الطائرة الحربية السورية وهي بمهمة ضد داعش في الرقة .
وصارت تحركات التحالف الدولي الأمريكي ، الجوية ، وعملياته في التطاول على المواقع العسكرية السورية والمدنية ، مسألة عادية ، كحركة متممة لحركة القوات الأمريكي والبريطانية البرية المشاركة لحلفائها الانفصاليين .

بيد أنه ، منذ أن حقق الجيشات السوري والعراقي انتصارات كبيرة على داعش وغير داعش ، وبدا في الأفق الملموس ، الفشل لمشروع الدولة الإسلامية وتمزيق الدول والحكومات القائمة في المشرق العربي ، تسارعت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا لتدارك الموقف ، من خلال التصعيد العسكري ، بذريعة تحرير الرقة . ووضع أسس وجودها الدائم ، على شكل قواعد عسكرية موزعة في المناطق السورية الهامة ، متقدمة في ذلك قوى التحالف الدولي ، لفرض هذا الوجود " القواعد " بالقوة

فكان الجري إلى موقع " التنف " ، الذي أقيم فيه قاعدة بريطانية من قبل . والذي يقع على الحدود السورية العراقية ، وذلك لتعزيز القاعدة البريطانية وإقامة قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة . بما يتطابق مع تحرك وبرناج التحالف الدولي الأمريكي . ومع الإعلان عن الإجراءات الأمريكية البريطانية في التنف ، تم الإعلان عن تريخ وتوسيع القاعدة السكرية الأمريكية في الطبقة .. وكذلك في بقية التموضعات العسكرية الأمريكية فوق الأراضي السورية ، سيما في المناطق الشرقية والشمالية ، حيث البترول والغاز والسهوب الزراعي الخصبة شرقاً .. وتوفر إمكانية إقامة دويلات إنفصالية شمالاً .

وحسب هذه المعطيات . ولاشك أنه توجد معطيات أخرى قد تكون أهم وأخطر .. يطرح السؤال المصيري نفسه على المواطن سوري .. ما هو موقف كل القوى السياسية السورية ، من مشروع تقسيم سوريا دولياً .. وضياع كل الوطن . سواء كان هذا القسم تحت حماية الحلفاء .. أم أن ذاك القسم تحت سيطرة الأعداء .. ؟ .. في مثل هذه الحالة .. يفور العار ويطغي على كل التقسيمات والعصبيات ، القومية ، والدينية ، والمذهبية ، ويطغي على حق البقاء للإنسان السوري كفرد وكشعب .
إن التحالف الدولي الأمريكي .. يغزو سوريا .. للسيطرة عليها أرضاً وشعباً .. إن الواقع المؤلم يقتضي .. أن نفكر .. أفراداً .. وجماعات .. سياسية وثقافية ووطنية .. ماذا ينبغي أن نفعل .. لنحول دون التحالف الاستعماري الجديد تحقيق أهدافه القذرة في بلادنا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طيران الاحتلال الإسرائيلي يستهدف سيارتين في بلدة الشهابية جن


.. 11 شهيدا وعدد من الجرحى في قصف إسرائيلي استهدف سوق مخيم المغ




.. احتجاجات ضخمة في جورجيا ضد قانون -النفوذ الأجنبي- الذي يسعى


.. بصوت مدوٍّ وضوء قوي.. صاعقة تضرب مدينة شخبوط في إمارة أبوظبي




.. خارج الصندوق | مخاوف من رد إسرائيلي يستهدف مفاعل آراك