الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخوةٌ أم مواجهة؟

عبدالقادربشيربيرداود

2017 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تطفو على السطح أحياناً، خلافات حول مناطق التواجد، ومسائل الحدود، ما بين قوات (الحشد الشعبي) وقوات (البيشمركة)، وهي خلافات واردة بين أبناء الأسرة الواحدة، فكيف بأبناء البلد الواحد أصحاب المصالح والتاريخ والدين المشترك؟ بيد أن بعض وسائل الإعلام، ذات الثقل السياسي بعينها، تبارت في تفخيم تلك الخلافات الأخوية، وشنت حملات إعلامية جائرة، ومنظمة ومضلِلة، ووظفت تلك التراشقات الإعلامية؛ حتى تحول إعلامهم لمنصات مسلحة، تطلق الصواريخ الكلامية (الفاشوشية)، من تحليلات وتوقعات مزيفة، بعيدة كل البعد عن الواقع المعاش، فوصفت بخبث تلك الخلافات بـ(التصعيد الخطير) الذي قد يصل إلى المواجهة المباشرة، ونقطة اللاعودة؛ لأن المعطيات - بحسب تحليلهم - تشير إلى تأجيل الأزمة إلى ما بعد الحرب على (داعش) وتحرير (الموصل).
هذا التلاعب الماكر بالألفاظ، المراد منه تضليل الرأي العام والشارع العراقي، وإيهامه بحتمية التصادم العسكري ما بين الحشد الشعبي وقوات البيشمركة، لتمرير مؤامرة كبيرة، تستهدف الإساءة للأخوة (العربية - الكردية - الشيعية - السنية)؛ لإشعال فتنة هي الأعلى في هذه المرحلة الحرجة من حياة العراقيين، ولكن يعلم الجميع أن هذا البعد في الوصف الوضيع أمر مجافٍ للحقيقة، وعمل يتنافى مع القيم الوطنية، والعلاقات التاريخية التي ربطت هؤلاء الأخوة من (شيعة وكورد) منذ التقائهما على هدف مواجهة ودحر النظام السابق، فوحدهم ظلمه وجوره، فهل ستفرقهم نشوة النصر؟!
هذا النصر المبين، هو ما راهن عليه من يعتاش على الأزمات، ويسعى سعي الشيطان على تأجيج نار الصراعات، تحت مسميات خبِرها العراقيون، وذاقوا مرارتها عبر تلك السنوات العجاف، من قتل ونهب وتشريد بشكل وحشي؛ يندب له جبين الإنسانية، ظانين أنهم نجحوا، فابتلع الأخوة من الشيعة والكورد الطُعم، ووقعوا في فخ التصريحات المفبركة، من أن صِداماً عسكرياً قريباً ينتظرهم!
من هنا يتوجب على الأخوة من شيعة وكورد، فهم الغايات الشخصية لهذا التصعيد المتعمد، وكشف المستور من الدسائس، كي لا تنطلي عليهم هذه السقطات، لأن هذا التناحر المخطط له في مطابخ (ابلي سان) حدث - لا سمح الله - ستتبعه مرحلة صعبة جداً، لا تبقي للتفاهمات الأخوية فسحة خير؛ ترضي جميع الأطراف.
من هذا المنطلق لا بُدّ للأخوة من الشيعة والكورد من إعادة النظر في الكثير من المسلّمات، والابتعاد عن أجواء التشنج والتوتر، وتحكيم لغة العقل من أجل حقن الدماء، وأن تتوجه البنادق صوب (داعش)، لتعزيز الوحدة الوطنية، والتعايش السلمي والأخوي بين كافة مكونات الشعب العراقي، بمختلف طوائفه وقومياته. عندها؛ ستسقط الأقنعة، ويظهر للجميع وجههم القبيح المشمئز.
قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) صدق الله العلي العظيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقطاب طلابي في الجامعات الأمريكية بين مؤيد لغزة ومناهض لمع


.. العملية البرية الإسرائيلية في رفح قد تستغرق 6 أسابيع ومسؤولو




.. حزب الله اللبناني استهداف مبنى يتواجد فيه جنود إسرائيليون في


.. مجلس الجامعة العربية يبحث الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والض




.. أوكرانيا.. انفراجة في الدعم الغربي | #الظهيرة