الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ررسالة الى بشارالأسد 12

ماجدة منصور

2017 / 6 / 22
المجتمع المدني


هاهي رسالتي الأخيرة و بهكذا اكون قد وفيت بوعدي لأحد رجالك بأنني سأكتب دزينة رسايل0
سأقول لك الآن من أنا يا سيادة الرئيس....أنا إبنة الأرض الطاهرة حيث زرع أخوالي القمح على ضفاف الفرات و إمتلكوا القرى البسيطة
غرق أخي الكبير في نهر الفرات في اليوم الذي فرحنا به لأنه قد حصل على الثانوية العامة...زرع أخوالي الأرض و فجروا فيها الينابيع...كانوا يزرعون قمحا و قطنا0
أين قمحنا؟؟ أين قطننا؟؟ لما أهملت الأرض...هذه الأرض ليست لك و ليست لي...هذه الأرض لأولادها...لفلاحها و فلاحتها...قلت لك حينما كنت صغيرة ...كنت أعشق منطقة
أو بستان أو ناحية....كانت تلك المنطقة إسمها ((كفر جنة))...وكنت ألعب في الطين...و من ثم أرى أن المياه قد تدفقت بين اصابعي الصغيرة فكنت أشرب منها و كاأنها حقا مياها
من الجنة.
دربني والدي على الصيد فكنت أساعد والدي في صيد الأرانب البرية و ذات يوم....إصطاد والدي أسودا برية...فسخ جلدها...وصنع منه فروة رجالية طويلة...ثم أتى لنا بقلب الأسد
وقام بتقطيعه.....و تنظيفه و من ثم طبخه بنفسه.وقال لنا:من منكم يريد أن يأكل معي قلب الأسد!!! تقول الخرافة: أن من يأكل قلب الأسود....لا يهابها.
كنت و مازلت أعشق والدي...فقفزت في الهواء قفزة كبيرة...وصرخت أنا أنا أنا.
لا أذكر من من إخوتي قد أكل لحم الأسود.
سألني والدي....رحمه الله....ألم تقرفي!!!قلت لا...إنه لحم قاس قليلا...ولكن لا باس به.
منذ ذلك اليوم....وقعت في حب والدي المرحوم...و وقع هو بحبي....و فضلني على كل أولاده.
كان يقول لي يأسه و قرفه...من كل ما يحيط به....و أصبح والدي هو صديقي.
علمني والدي نهج البلاغة....وحكى لي قصص الأنبياء و العظماء و ملاحم الشعراء و و و....بالمناسبة....والدتي غجرية حقيقية
لعبت في السهل و تسلقت الجبل...ونمت في الحقول و على أسطحة بيتنا القديم...و راقبت النجوم...و صادقتهم.
لعبت الرياضة،،،رغم أنف أبي ذر،،،و سبحت في مسابح مدينة حلب...وكنت أهرب مع رفقائي و رفيقاتي...الى رأس البسيط و صلنفة و اللاذقية و جزيرة أورانوس...يعني كنت
أعيش بالنمط التي ترتضيه إنسانيتي دون الخروج عن (الخطوط الحمراء ) للمجتمع.
لكني خرجت عن كل الخطوط الحمر و الزرق و البيض و الخضر لأسباب إجتماعية و سياسيةو لا مجال هنا للحديث عنها.
الظلم يقهر الشرفاء و العقلاء...الظلم يجردنا من إنسانيتنا....و نحن بشر...لا نريد أن نظلم كي لا نظلم.
قد أكون لي هفواتي...و لكن هفواتي لا يتجاوز ضررها ..نفسي.
أنا لا يهمني من سيكسب منكم تلك الحرب اللعينة...لكن إرجع السوريين الى بلادهم فقد كفاهم ما عانوه من ذل ومسخرة.
عن نفسي أنا....كان حلم عمري أن أذهب كي أقضي بقية عمري وسط أهلي و أرضي و أصدقائي و تاريخي و ذكرياتي الحبيبة...ولكن شبيحتك الأبرار طلبوا مني مليون دولار!!!كي
ينظفوا سجلي!!!!!!!!!!
أنا لم اقتل و لم اسرق و لم أشارك في حرب و لم أنضم في حزب....كل ذنبي أنني قد فررت بجلدي حين توفي زوجي فجأة و آخر كلمة نطق بها و هو يؤشر بصعوبة على طفلتنا...قال:
خذي إبنتنا و (اهربي )من سوريا فورا.
تركت لكم....الجمل بما حمل...وهربت قاصدة آخر قارة في الكرة الأرضية...و هذه القارة الكريمة هي فخر لي ولإبنتي...فقد آوتني و حفظت كرامتي و إنسانيتي...و سترت عرضي و
عالجت جرحي و علَمت إبنتي....حقا تحيا أستراليا.
عودوا يا سوريون و إرجعوا يا عراقيون....أين أنتم أيها اليمنيون...عودوا لأرضكم جميعا...فأنتم ملح الأرض و أمل الإنسانية الحقة في غد واعد.
عودوا الى أرضكم الأم...و إعزفوا معزوفة الكون الجبار...فلا شيئ يضاهي الأرض....الأرض أمنا جميعنا...وذات يوم سوف تضمنا بترابها و ترجعنا الى ذرات إلهية...قد اساهم
في ذرات جسدي كي أنثرها على سفوح سوريا وجبالها الشامخة(0
هذه أنا سورية اصيلة...هكذا قال لي أبي و اخي و زوجي و صديقي و إبني و إبنتي...أنا سوريا كلها شرقا وغربا...شمالا وجنوبا...نحن اصحاب الأرض...و الأرض هي صاحبتنا و أمنا0
نحن درعا و جبلها الأشم...نحن السويداء ..لأنها سويداء قلبنا...نحن دمشق الفاتنة و غوطتها العريقة...نحن حمص و حماة...نحن السهل و الجبل...نحن أصحاب القمم.
نحن دير الزور و القامشلي...نحن كوباني و قلب العرب.
نحن طرطوس و بانياس....نحن سكان جزيرة أرواد.
نحن المسيحي و المسلم و الدرزي و الملحد و المؤمن و عابد البقر...نحن الإنسان السوري و أنا إمرأة سورية.
هذه هي أنا بكل سيئاتي و كل حسناتي...سأحاول دوما أن أخاطب جماهير الشعوب العربية من المي الى المي.....إرجعوا أرضكم و قدسوا نهركم...إحترموا جبلكم و تنعموا بخيركم.
لا تنتظروا ماذا سيكون عليه رأي الحاكم....الحاكم لم يعد يهمنا أبدا....فنحن نرفض أن نكون لعبة يتقاذفها زعران السياسة و شبيحة الأباطرة.
أنتم الشعب العربي من المحيط الى الخليج...أعتنوا بمستقبلكم و أزرعوا أرضكم فالحروب القادمة ستكون حروب ماء و غذاء...إبنوا أعشاشا للنحل...و ترفقوا بملكة النحل..ها أنا
اتوج نفسي ملكة على عرش سوريا....سوريا جنة الله الحقيقية على تلك الكرة الأرضية...و التي نحن...أنا و أنت...سندفن في تراب أرضها ذات يوم0
أشكر صبرك علي...إذا كنت قد أطلت عليكم....أتمنى أن أرى الشعب السوري قد رجع الى دياره كي يصلح العطار ما أفسده الدهر.
نراكم






(حرائق طبيعية)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا


.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد




.. أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى -حماس- يغلقون طريقاً سريعاً في