الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علماء الدين صمام الأمان في نبذ الفرقة

زيد كامل الكوار

2017 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



لا يختلف اثنان على أن لعلماء المسلمين بمختلف مذاهبهم أو دياناتهم تأثير كبير وفاعل في مجتمعاتهم لما للأديان من اعتبار كبير عند عامة الناس، وقد اشتدت الحاجة في وقتنا الراهن إلى تولي أولئك العلماء الأفاضل مسؤولية التقريب بين المختلفين ونشر المحبة والتوادّ والتراحم والسلام بين أطياف المجتمع. فالمحافل الدينية الأسبوعية مثل صلاة الجمعة أو في صلاة التراويح التي تقام حاليا في ليالي هذا الشهر المبارك تع هذه المحافل أنسب فرصة لتوعية المسلمين إلى ما أراده الإسلام من أخلاق ومعاملة اتجاه الآخر الشريك في الوطن منذ كان العراق، ونحن جميعا نعلم أن الفكر المتطرف البعيد كل البعد عن تعاليم الإسلام قد شطّ بعيدا في تطرفه فخالف تعاليم الإسلام وأخلاق الرعيل الأول الذي يمثل القدوة والأسوة الحسنة فعمر بن الخطاب الذي يدعي داعش السلفي المعتقد أنه يتبعه قد عاهد أهل القدس من المسيحيين حين فتحها المسلمون في معاهدة سميت العهد العمري، اختطها المسلمون منهاجا منذ ذلك العهد حتى الآن ، ولا بأس أن ننقل نص المعاهدة للتذكير والفائدة:

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيليا "القدس" من الأمان. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها.
أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا من أموالهم شيء ، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود.
وعلى أهل إيليا أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن. وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص. فمن أخرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو أمن وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية ومن أحب من أهل إيليا أن يسير بنفسه وماله مع الروم يخلى بيعهم وصلبهم حتى بلغوا أمنهم، ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان فمن شاء منهم قعد وعليه ما على أهل إيليا من الجزية، ومن شاء صار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله. فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم.
وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية.
شهد على ذلك خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبى سفيان وكتب وحضر سنة خمس عشر.
ولو نظرنا إلى العهد العمري لرأينا الجريمة الفظيعة التي ارتكبها داعش بحق أهل الكتاب في العراق مع ادعائه انتهاج منهج السلف في حكمه وهذا منهج عمر مع أهل الكتاب ورأينا منهج داعش الإجرامي. يترتب على علماء المسلمين بكل مذاهبهم وطوائفهم أن ينشروا المحبة والتسامح والسلام من على منابرهم ليفضحوا ويوثقوا جرائم داعش مُدَّعي الإسلام، وليفتحوا في الوقت ذاته آفاقا جديدة في منهج الإسلام يوضحوا فيه حرص الإسلام على السلم والتعايش وتقبل الآخر، وليس في هذا ادعاءً فالإسلام الخالي من التشويه هو كذلك ولنا في الموروث أدلة كثيرة دامغة فقد كان الكثيرون الخلفاء يتخذون وزراء وحجابا من المسيحيين واليهود والصابئة ومن مختلف الأعراق والقوميات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة