الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين تكمن قداسة الأشياء ؟

عمر عزيز النجار
(Omar Aziz Elnaggar)

2017 / 6 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


0_في عقلي لا تتوقف طاحونة الأفكار عن الدوران
1_تساءلت قبل ذلك وما زلت أتساءل وأعتقد أنني سأظل
0_تساءلت عن مفهوم القداسة ،وهل هناك شئ اسمه المقدس ، ولماذا لا يتفق الناس علي مقدس واحد ؟ ولماذا هذا الشئ يراه بعض الناس مقدسا والبعض الاخر لا يراه كذلك
9_ لأرجع في النهاية وأتأكد وأتيقن من أنه لا يوجد شئ اسمه المقدس فالأيام مثل بقية الأيام والأماكن مثل بقية الأماكن والأشياء مثل بقية الأشياء لا يمتاز منها الا ما نميزه نحن بما نكسوها به من وهم وظن واعتقاد
7_وهل القداسة تكمن في حقيقة الشئ وجوهره أم أن القداسة تقبع بداخل الشخص المؤمن بهذا الشئ وتنعكس من ثم علي الصورة
6_أعتقد أن القداسة لا تكمن في حقيقة الشئ بل بداخل المؤمن بهذا الشئ ، والا لرأي الجميع هذا الشئ مقدسا
0_ولتوضيح المقال نضرب المثال
4_حينما تجد شخصا مسلما يسافر الاف الأميال لزيارة ما يسمي ببيت الله الحرام (الكعبة) وحالما تقع عينه عليها تراه يزرف الدمع الغزير ويهرع قلبه الي ذلك المكان قبل قدميه ولا يبالي بشدة الزحام ، بل يدخل وينافس بشده حتي يصل الي ذلك المكان ،وحينها فقط تراه يشعر بارتياح نفسي عجيب ويبكي الدموع الحاره
7_لتجد شخصا اخر ينظر الي هذا المنظر متعجبا ، علام يبكي هذا الرجل وما الذي يوجد في هذه الحجارة جعله يبكي هذا البكاء ؟
6_لأرجع في النهاية وأقول أن اعتقاده الداخلي في هذه الحجارة وايمانه بقدسيتها المزعومة هو سبب بكائه
6_أما المكان في حد ذاته فهو لا يعدو قطعه من الأحجار مر عليها الاف السنين وفي كل عام يتوافد عليها ملايين البشر مغيبي العقول معصوبي العينين مغسولي الدماغ
فالأمر لا يعدو ما نطلق عليه الايحاء النفسي ، ليرجع أحدهم بعد أداء العمرة ويلعب معي دور الناصح الأمين ، صدقني يا عمر أنت بحاجه الي رحلة مثل تلك ترجع منها قرير العين ، مرتاح البال ، منشرح الصدر ، عالي الهمه ، وستزول عنك كل هذه الأفكار الشيطانية التي تكدر صفو عقلك وقلبك
فيكون رد فعلي طبعا أن ابتسم ابتسامتي البلهاء المعتاده وأقول له : قريبا
واقول في نفسي طالما لدي عقل وأخلاق فهذا من المستحيل
فلأن أكون تعيسا في الواقع أحب الي من أن أكون سعيدا في الخيال
نفس المشهد عزيزي القارئ تلمسه حينما تشاهد مثلا شخصا واقفا أما صورة السيده العذراء أم المسيح
تجد هذا الشخص المؤمن بهذه الصورة واقفا أمامها في منتهي الخشوع والخضوع والرقه وتراه يلصق وجهه بالصورة لدقائق طويلة وينسي نفسه ويبكي بكاء حارا حتي يبتل وجهه بالدموع وربما ابتلت ثيابه أيضا من غزارة الدموع
(ما هذا الصفاء الذي تسكبينه علي أرواحنا أيتها الطاهرة يا أم النور يا نبع الحنو ) لتجد شخصا اخر ينظر الي هذا المشهد في تعجب واستغراب ، علام يبكي هذا الرجل ؟ وما الذي راه في هذه الصورة جعله يبكي كل هذا البكاء؟ وما الذي راه ولم أره أنا جعله يخشع كل هذا الخشوع؟؟؟
لأرجع وأقول ان اعتقاده الداخلي في هذه الصورة هو الذي جعله يبكي هذا البكاء ، وهذا الاعتقاد ليس موجودا عند شخص اخر
أما بالنسبة الي الصوره فهي مجرد صوره مثل بقية الصور وأي شئ مثل كل شئ ، فقط اعتقادنا ورؤيتنا للأشياء هي التي تتغير
لا أستطيع أن أنكر أنني أحيانا أحسد أصحاب الدين وأتمني أن لو كنت مثلهم خاصة أننا في زمن الجنون
وكما قال توفيق الحكيم : من الجنون ألا نشرب من نهر الجنون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الايمان صيدلية الابدان
صلاح البغدادي ( 2017 / 6 / 24 - 11:23 )
في احد الاعداد الاخيرة لمجلة ناشنال جيوغرافيك (بنسختها العربية) ،موضوع رائع عن الايمان والابدان.
خلاصة الموضوع ان الانسان بحاجة الى ايمان ومسرح لممارسة هذا الايمان
انت تؤمن بان الطبيب الفلاني نابغة في الطب...هذا ايمان
وعندما تدخل الى صالة العمليات وترى هذا الطبيب والممرضين بلباسهم الازرق او الابيض مع الاجهزة الطبيه،عندها تكون قد دخلت الى..المسرح
عندها فان دماغك قد استحضر امكانياته لتحفيز جسمك لتقبل العلاج،مع ملاحظة مهمة بان هذا العلاج قد يكون وهميا (Placebo)..وهذا ماحدث فعلا مع كثير من المرضى
مسرح المسلم الكعبة،واضاف لها الشيعي مرقد علي بن ابي طالب
مسرح المسيحي الفاتيكان او كنيسة بيت لحم
مسرح اليهودي حائط المبكى
ومسرح البوذي معبد بوذا الكبير
وللهندوسي مسرحه...نهر الغانج
ولكل منا مسرحه
اي مسرح مقدس من كل ذلك..ولا واحد
لان القدسية كما قال الاستاذ عمر تنبع من داخلنا وليس مما هو خارج عنا
لابآس ان نعالج امراضنا بالايمان ومسرحه
ولكن كل البآس عندما نقتل بعضنا على اوهام في داخلنا...وشكرا للكاتب


2 - يجب علينا إختراع الآلهة
ماجدة منصور ( 2017 / 6 / 24 - 17:47 )
يا أساتذه......لو لم يكن هناك إله .....لوجب علينا إختراعه في التو و اللحظة
الأشياء ليس لها قداسة...نحن من نمنح القداسة على الأشياء0
ليس هناك مقدس سوى الإنسان...لأن الإنسان هو قلب الله و عينه0
احترامي لكم

اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح