الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق وسيطاً بين المحاورالأقليمية

واثق الجابري

2017 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


أنهى رئيس الوزراء العراقي د حيدر العبادي، زيارة رسمية الى المملكة العربية السعودية، في إطار جولة أقليمية تشمل جمهورية ايران الإسلامية ودولة الكويت، وحتما ستواجه الزيارة جملة من الإنتقاد والتأييد المحلي والدولي، وترقب لنتائج إيجابية وتحول في طبيعة العلاقات بين البلدين والمنطقة.
تأتي الزيارة من توجهات عراقية، بعيدة عن المحاور المتناقضة في المنطقة، وأقرب ما يكون فيها العراق دور الجسر لمرور العلاقات الآمنة.
يعاني العراق جملة من التراكمات السياسية، التي خلفها الدخول في محاور الصراع الإقليمية، وأدت الى قطع العلاقات مع المنطقة برمتها، ناهيك عن الأحداث المتواترة من عام 2003م الى توتر العلاقات السعودية الإيرانية والسعودية القطرية، وما له من أثر على طبيعة المكونات العراقية والتحالفات الدولية والإقليمية.
السعودية ليست تلك المملكة بعد 2003 الى 2016م مع العراق وفي المنظومة الإقليمة، ولا العراق كما هو بعد نكبة 2014م، والعراق يسعى للتماشي مع المتغيرات الدولية، وتوطيد العلاقات مع الدول، ومن موقع قوة لشرح وجهة النظر بجرأة دون تردد، ويستثمر موقعه الجغرافي والسياسي وإنتصاراته العسكرية، ويستطيع أن يكون جسراً بين الدول المختلفة، وما توقيت الجولة الإقليمية وطبيعة الدول المستهدفة، إلاّ رسالة على قدرة العراق على لعب دور الوسيط وحلقة الوصل بين الأطراف المختلفة.
إن جولة العبادي الإقليمية ستحدد بإطاري السياسة والأمن، وفي عمقها مردود إقتصادي وإستقرار إجتماعي داخل الدول الإقليمية، وفي السياسة ستطرح ملفات تقريب المواقف وطرح الرؤية العراقي تجاه أزمات المنطقة، وبالذات مع السعودية في زيادة التمثيل الدبلوماسي، وتعيين سفير في العراق، وفي الجانب الأمني سيكون بالمقدمة ملف مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الإستخبارية، وضبط الحدود ووقف التهريب، والنتيجة ستكون إقتصادية بإتفاقيات تبادل تجاري، ودخول شركات الإستثمار سيما السعودية منها للمناطق المحررة، وتوحيد المواقف في أوبك، وبغداد أقوى من اي مرحلة سابقة، بجيش محترف قوي وحشد عقائدي مدعوم بقرار برلماني، وإنهيار في جبهة دواعش السياسة، نتيجة انهيار الإرهاب وتصدع مجلس التعاون الخليجي، وتباين المواقف السياسية العراقية تجاه أزمة الخليج، لدرجة تبادل الإتهامات والتخوين.
نهاية داعش وتحرير الموصل قريبة جداً، وهذا ما يعيد ترتيب خارطة التحالفات، وإخماد وتيرة التصعيد القادم، وفك طلاسم الإرتباطات المشبوهة.
إنتهت زيارة العبادي بدولة الكويت، وبنجاح كبير للدولة العراقية، وقدرتها على تخطي التقاطعات الدولية والإقليمية، ونجحت سياسة الإعتدال والوسطية، وسيعود منها العراق قوياً معافى، وأوضح مواقفه للدول الإقليمية أن العراق دولة ذات سيادة غير خاضعة لإيران، وما يربطها مشتركات الجوار وتهديد الإرهاب، ومع السعودية قلق من تفجر الإرهاب في المملكة، بعد هزيمته في العراق، وزيادة الضغط عليه بعد العمليات الإجرامية في أوربا، ومن الكويت دعم للموقف الكويتي الوسيط في الأزمة الخليجية، وتبادل وجهات نظر متقاربة؛ على أن الأزمات لن تنفع طرفاً في المنطقة، والإنقسام الخليجي، سيؤدي الى تبريرات أعمال إرهابية قادمة، والأزمة الخليجية أضعف دور دول الخليج في الساحة العراقية والسورية، ما يجعل العراق على قدرة لتبني الدبلوماسية في المنطقة، وجسر للتقارب بين الدول الأقليمية؛ بعيداً عن الإنتقادات، التي قطعت أوصال المنطقة، وشجعت الإرهاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد هجوم إيران على إسرائيل..مقاطع فيديو مزيفة تحصد ملايين ال


.. إسرائيل تتوعد بالردّ على هجوم إيران وطهران تحذّر




.. هل تستطيع إسرائيل استهداف منشآت إيران النووية؟


.. هل تجر #إسرائيل#أميركا إلى #حرب_نووية؟ الخبير العسكري إلياس




.. المستشار | تفاصيل قرار الحج للسوريين بموسم 2024